وخَرَجَ من قُتْرَتِهِ فعَمَد إلى قَوْسِه فكَسَرَها على صَخْرَةٍ ثم باتَ إلى جانِبَها فلمّا أصْبحَ نَظَر فإذا الحُمُر مُطَرَّحَةٌ حَوْلَهُ مُصَرَّعَةٌ وإذا أسْهُمُه بالدَّمِ مُضَرَّجَةٌ فَنِدمَ على كَسْرِ القَوْسِ فقَطَع إبْهامَه وأنشَدَ : .
نَدِمْتُ نَدامَةً لوْ أنَّ نَفْسِي ... تُطَاوِعُنِي إذاً لقَطَعْتُ خَمْسِي ويُرْوَى : لبَتَرْتُ خَمْسِي : .
تَبَيَّنَ لِي سَفاهُ الرَّأيِ مِنِّي ... لعَمْرُ أبِيكَ حينَ كَسَرْتُ قَوْسِي ويُرْوَى لعَمْرَ اللهِ ثمّ صارَ مَثَلاً لكُلِّ نادِمٍ على فِعْلٍ يَفْعَلُه وإيّاهُ عَنَى الفَرَزْدَقُ بقَوْلِه : .
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيِّ لَمّا ... غَدَتْ منِّي مُطَلَّقَةً نَوارُ وقالَ آخرُ : .
نَدِمْتُ نَدامَةَ الكُسَعِيِّ لَمَّا ... رَأتْ عَيْنَاهُ ما فَعَلت يَداهُ وقالَ الحُطَيْئَةُ : .
نَدِمْتُ نَدامَةَ الكُسَعِيِّ لمّا ... شَرَيْتُ رِضَى بَنِي سَهْمٍ بَرغْمِ والكَسَعُ محَرَّكَةً : من شِيَاتِ الخَيْلِ مِنْ وَضح القَوَائمِ : أنْ يَكُونَ البَيَاضُ في طَرَفِ الثُّنَّةِ منْ رِجْلِها عَنْ أبي عُبَيْدٍ وما أحْسَنَ نَصَّ الجَوْهَرِيُّ : بَياضٌ في أطْرافِ الثُّنَّةِ يُقَالُ : فَرَسٌ أكْسَعُ بَيِّنُ الكَسَعِ ففيهِ اخْتِصارٌ مُفِيدٌ .
وحَمَامٌ أكْسَعُ : تَحْتَ ذَنَبِهِ رِيشٌ بِيضٌ زادَ في التَّكْمِلَةِ : أو حُمْرٌ ولَمْ يَذْكُرُه الأصْفهَانِيُّ في غَريبِ الحَمَامِ .
ومن المَجَازِ رَجُلٌ مُكَسَّعٌ كمُعَظَّمٍ قالَ الجَوْهَرِيُّ وهُوَ من نَعْتِ العَزَبِ إذا لم يَتَزَوَّجْ وتَفْسيرُه : رُدَّتْ بَقِيَّتُه في ظَهْرِه وأنْشَدَ للرّاجِزِ : .
" واللهِ لا يُخْرِجُها منْ قَعْرِه .
" إلاّ فتىً مُكَسَّعٌ بغُبْرهِ وهُوَ مأخُوذٌ منْ كَسْعِ النَّاقَةِ وهُوَ عِلاجُ الضَّرْعِ بالمَسْحِ وغَيْرِه حَتَّى يَرْتَفِعَ اللَّبَنُ وقد تَقَدَّم .
وقالَ أبو سَعِيدٍ : اكْتَسَعَ الفَحْلُ : إذا خَطِرَ فَضَرَبَ فخِذَيْهِ بذَنَبِهِ فإنْ شالَ بهِ ثم طَوَاهُ فقَدْ عَقْرَبَه .
وفي الصِّحاحِ اكْتَسَعَ الكَلْبُ بذَنَبِه إذا اسْتَثْفَرَ بهِ .
وكذا اكْتَسَعَتِ الخَيْلُ بأذْنَابِهَا : إذا أدْخَلَتْها بينَ أرْجُلِها نَقَله الزَّمَخْشَرِيُّ .
وقالَ أبو عَمْروٍ : المُكْتَسِعَةُ : الشّاةُ تُصِيبُها دابَّةٌ يُقَالُ لها : البَرْصَةُ وهِيَ الوَحَرَةُ وقد ذُكِرَتْ في الرّاءِ والصّادِ فيَبْيَسُ أحَدُ شَطْرَيْ ضَرْعِ الغَنَمِ قالَ : وإنْ رَبَضَتْ على بَوْل امْرَأةٍ أصابَها ذلكَ أيْضاً وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : كَسَعَ فُلانٌ فُلاناً وكسَحَه وثَفَنه ولَطَّه ولاطَه وتلأطَهُ : إذا طَرَدَهُ كذا في نَوَادِرِ الأعْرَابِ وكسَعَه : إذا تَبِعَه بالطَّرْدِ .
قُلْتُ : ومنه استِعْمالُ العامَّةِ الكَسْعَ في السُّفُنِ يَقُولونَ : كَسَعَها في البَحْرِ .
واكْتَسَعَتْ عُرْقُوبُ الفَرَس : سَقَطَتْ منْ ناحِيةِ مُؤَخَّرِهَا .
ووَرَدَتِ الخُيُولُ يَكْسَعُ بَعْضُها بَعْضاً : أي : يَتْبَعُ .
وكَسَعَهُ بما ساءَه : تَكَلَّم فرَمَاهُ على إثْرِ قَوْلِه بكَلِمَةٍ يَسُؤءُه بِهَا .
وقِيلَ : كَسَعَهُ : إذا هَمَزَهُ مِنْ وَرَائِه بكَلامٍ قَبيحٍ وهوَ مَجازٌ .
وقولُهم : مَرَّ فُلانٌ يَكْسَعُ قالَ الأصْمَعِيُّ : الكَسْعُ : شِدَّةُ المَرِّ يُقَالُ : كَسَعَهُ بكذا وكذا : إذا جَعَلَه تابِعاً لَهُ ومُذْهَباً به وأنْشَدَ لأبي شِبْلٍ الأعْرَابيِّ : .
كُسِعَ الشِّتَاءُ بسَبْعَةِ غُبْرِ ... أيّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ وكَسَعَ الغُلامُ الدَّوامَةَ بالمِكْسَعِ .
والكُسْعُومُ : بالضَّمِّ : الحِمَارُ بالحِميَرِيَّةِ والميمُ زائدَةٌ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ هُنا وسَيأتِي للمُصَنِّفِ في الميمِ وتَقَدَّمَتْ الإشارَةُ إليه أيْضاً في كعس .
وتَكَسَّعَ في ضَلالِه : ذَهَبَ كتَسَكَّعَ عن ثَعْلَبٍ .
كشع .
الكشَعُ مُحَرَّكَةً أهْمَلَه 7 ، وقال ابنُ فارسٍ : هو الضَّجَرُ فيما يُقَالُ وهو مَقْلُوبُ الشَّكَعِ