القُثْعُ بالضَّمِّ أَهملَه الجَوْهَرِيُّ وقال صاحبُ اللِّسان : لمْ يُتَرْجِمْ عليها أَحَدٌ في الأُصولِ الخَمسَةِ وقد جاءَ في حديث الأَذانِ وفُسِّرَ أَنَّه الشَّبُّورُ وهو البُوقُ . قال الخَطَّابِيُّ : سمعْتُ أَبا عُمَرَ الزَّاهِدَ يقول : بالثَّاءِ المُثَلَّثَةِ ولم أَسمَعْه من غيرِهِ ويَجوز أَن يكونَ من قَثَعَ في الأَرضِ قُثوعاً إذا ذهَبَ فسُمِّيَ به لذهابِ الصّوتِ منهُ . قلتُ : وهذا الذي ذكرَه الخَطّابِيُّ من وجه تسميتِهِ فيه نظَرٌ فإنَّ الصَّحيحَ فيه قبَعَ في الأَرضِ قُبوعاً بالمُوَحَّدَةِ كما تقدَّم وليس بتصحيفِ قُبْعٍ بالمُوَحَّدَةِ ولا قُنْعٍ بالنّونِ فإنَّ الحديثَ رُوِيَ بالأَوْجُهِ الثّلاثةِ وفي العُبابِ في : قبع ما نَصُّه : والقُبْعُ والقُثْعُ والقُنْعُ بالضَّمِّ فيهِنَّ : الشَّبُّورُ وأَبَى الثّانيَ الأَزهريُّ وأَثبتَهُ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ انتهى . قلتُ : الذي أَباهُ الأَزْهَرِيُّ هو الأَوَّلُ كما نقلَه الهَرَوِيُّ عن الأَزهريِّ وتقدَّمَ ذلكَ فتأَمَّلْ .
قدع .
قَدَعَهُ كمَنَعَهُ : كَفَّهُ ومَنَعَهُ ومنه حديثُ الحَسَنِ : واقْدَعوا هذه الأَنفُسَ فإنَّها طُلَعَةٌ أَي امْنَعوها عَمّا تتطَلَّعُ إليه من الشَّهَواتِ وفي حديثِ أَبي ذَرٍّ Bه : فقَدَعَني بعضُ أَصحابِهِ أَي كَفَّنِي وكذا قدَعَهُ عنهُ إذا كَفَّه زادَ الزَّمَخشَريُّ : بيَدِه أَو لِسانِه وأَنشدَ الليثُ : .
قِياماً تَقْدَعُ الذِّبَّانَ عَنها ... بأَذْنابٍ كأَجنِحَةِ النُّسُورِ قَدَعَ فرسَهُ قَدْعاً : كَبَحَهُ وكَفَّهُ . عن ابن الأَعرابيِّ : قدَعَ الشيءَ : أَمضاهُ وبه فُسِّرَ قولُ المَرَّارِ الفَقْعَسِيِّ : .
ما يسأَلُ النّاسُ عن سِنِّي وقدْ قُدِعَتْ ... لِي الأَربَعونَ وطالَ الوِرْدُ والصَّدَرُ قُدِعَتْ بالضَّمِّ أَي أُمْضِيَتْ قال الجَوْهَرِيّ : هكذا رواهُ ثعلَبٌ عنه ونقله ابن برّيّ . قدَعَ الفَحلَ يَقدَعُه قَدْعاً : ضربَ أَنفَهُ بالرُّمحِ أَو غيره قال ابن الأَثيرِ : وذلكَ إذا كانَ غيرَ كريمٍ فإذا أَرادَ رُكوبَ النّاقَةِ الكَريمَةِ ضُرِبَ أَنفُهُ بالرُّمحِ أَو غيرِه حتّى يَرتدِعَ ويَنكَفَّ ويُقال : هذا فَحْلٌ لا يُقدَعُ أَي لا يُضرَبُ أَنفُه ويُضرَبُ مَثلاً للكريمِ ومنه قولُ ورَقَةَ بنِ نَوفَلٍ حينَ قيلَ له : محمَّدٌ يَخطُبُ خديجَةَ : هو الفَحلُ لا يُقدَعُ أَنفُه . ويُروَى بالراءِ وسيأْتي . قَدِعَتْ عَينُهُ كفَرِحَ : ضَعُفَتْ من طول النَّظَرِ إلى الشيءِ وقال ابْن الأَعْرابِيِّ : القَدَعُ : انْسِلاقُ العَيْنِ من كَثرَةِ البُكاءِ قال ابنُ أَحمَرَ : .
كمْ فيهِمُ مِنْ هَجينٍ أُمُّهُ أَمَةٌ ... في عينِها قَدَعٌ في رِجلِها فَدَعُ وقد تقدَّمَ إنشادُ هذا البيتِ في فَدَع أَيضاً ولا يَخفى أَنَّ في كلِّ مِصراعٍ منه جِناسَ تَصحيفٍ . قَدِعَتْ لي الخَمسونَ : دَنَتْ وبه فُسِّرَ قولُ المَرّارِ السَّابِقُ . قلت : وهو قولُ الفَرَّاءِ وقال أَبو الطَّيِّب : وهو الأَكثَرُ في الرِّوايَةِ وعليها اقتصَرَ الجَوْهَرِيُّ . القَدُوعُ كصَبورٍ : المَقدوعُ الكافُّ عن الصّوتِ كالرُّكوبِ بمَعنى المَركُوبِ قال الأَخْطَلُ كما في العباب وفي اللسانِ : قال الطِّرِمّاحُ : .
إذا ما رآنا شَدَّ لِلقَوْمِ صَوتَهُ ... وإلاّ فمَدخولُ الفِناءِ قَدوعُ القدوعُ : الفرَسُ المُحتاجُ إلى القدعِ لِيَكُفَّ بعضَ جَريِه نقله الجَوْهَرِيُّ . وقال أَبو مالكٍ : مَرَّ به فرَسُه يَقدَعُ أَي يَعدو . القَدوعُ : المُنْصَبُّ على الشيءِ نقله الصَّاغانِيُّ . القدُوعُ : الذَّليلُ : الذي يُقدَعُ كما تُقدَعُ الدَّابَّةُ باللِّجامِ . وامرأَةٌ قَدِعَةٌ كفَرِحَةٍ : قليلةُ الكلامِ حَيِيَّةٌ نقله الجَوْهَرِيُّ أَي كثيرةُ الحَياءِ قال سُوَيدُ بنُ أَبي كاهِلٍ : .
هَيَّجَ الشَوْقَ خَيالٌ زائرٌ ... من حَبيبٍ خَفِرٍ فيه قَدَعْ