وروى أَبو محمّدٍ الباهِلِيُّ : حَنينَ العودِ . الشِّياعُ : الدُّعاةُ عن ابنِ الأَعرابيِّ وهي جَمعُ داعٍ ووقعَ في التَّكملَةِ : الشِّياعُ : الدُّعاءُ . قال أَبو سعيدٍ : يُقال : هُمْ شُيَعاءُ فيها كفُقَهاءَ أَي كلُّ واحِدٍ منهم شَيِّعٌ لصاحبِه ككَيِّسٍ وكذا هذه الدَّارُ شَيِّعَةٌ بينَهُم أَي مُشاعَةٌ . والمَشيعُ كمَكيلٍ : الحَقودُ المَملوءُ لُؤماً قال ابنُ الأَعرابيِّ : سَمعتُ أَبا المَكارِمِ يَذُمُّ رَجُلاً يَقولُ : هو خَبٌّ مَشيعٌ أَرادَ أَنَّه مثلُ الضَّبِّ الحَقودِ ولا يُنتفَعُ به من قولِكَ : شعْتُهُ أَشيعُه إذا ملأْته وهو مَجازٌ . قال ابنُ دُريدٍ : المِشْيَعَةُ كمِكْنَسَةٍ : قُفَّةٌ للمرأَةِ لِقُطْنِها ونَحوِه كما في العُباب واللسان سُمِّيَت بذلك لأَنَّها تصحَبُها وتتْبَعُها . الشَّيوعُ كصَبور الوَقودُ والثَّقوبُ . قال أَبو حنيفَةَ : هو الضِّرامُ من الحَطَبِ وهو ما دَقَّ من النَّباتِ فأَسرعَت فيه النّارُ الضَّعيفَةُ حتّى تَقوَى على الجَزْلِ تَقولُ : أَعطِني شَيوعاً وثَقوباً . انتهى أَي كما تقول : أَعطِني شِياعاً وشِباباً كما قالَهُ الزَّمخشريُّ ولو ذكرَهُ عندَ الشِّياع كان أَولَى وأَجمَعَ وأَجرى على قاعِدَتِه . قال أَبو حنيفة : الشَّيْعَة : بالفتح وإنَّما ضبطَه لئلاّ يُظَنَّ أَنَّه بتشديد التَّحتِيَّةِ فليسَ قوله : بالفتح مُستَدْرَكاً : شجَرَةٌ دونَ القامَةِ لها قضبانٌ فيها عُقَدٌ ونورٌ أَحْمَرُ مُظلِمٌ صَغيرٌ أَصغر من الياسمينة تَجرُسُها النَّحْلُ ويأْكُلُ النّاسُ قدّاحَها يتَصَحَّحُون به وله حرارةٌ في الفم وعسلُها طَيِّبُ الرَّائحةِ صافٍ شديد الصَّفاءِ هكذا في العبابِ زاد في التَّكملة فتَطيبُ والضَّميرُ إلى الشَّجرَةِ ونَصُّ كتاب النَّباتِ : به أَي بنورِها وهو الصَّوابُ قال صاحبُ اللسانِ : وجدنا في نُسخَةٍ من كتابِ النَّباتِ مَوثوقٍ بها : تُعبَقُ بضَمِّ التّاءِ وتخفيف الباءِ وفي نُسخَةٍ أُخرى : تُعَبَّقُ بتشديد الباءِ . زادَ في العُبابِ : وهي مَرعىً ومَنابِتُها القِيعانُ وقُرْبَ الزَّرْعِ . وأَشاعَ بالإبلِ : أَهابَ بها أَي صاحَ بها ودعاها إذا استأْخَرَ بعضُها . قال الزَّمخشريُّ : ومنه سُمِّيَ مِنفاخُ الرَّاعي شِياعاً وقال الطِّرِمّاحُ يصِفُ النَّحْلَ : .
إذا لمْ تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعياً تَطَرَّقَتْ ... شَماريخَ لم يَنعِقْ بهِنَّ مُشيعُ أَي لمْ يُصَوِّتْ بهِنَّ مُصَوِّتٌ . أَشاعَتِ النّاقةُ ببَولِها وكذا شاعَتْ كما في الأَساسِ : رَمَتْ به مُتَفَرِّقاً وقَطَّعَتْه وهذا قد تقدَّمَ للمصنِّف قريباً فهو تَكرارٌ وكذلكَ : أَشاعَ الجَمَلُ ففي عبارة المُصنِّفِ مع التكرار قُصورٌ لا يَخفى وقد سبَقَ أَنَّ الإشاعَةَ لا تكونُ إلاّ للإبِلِ . ورَجُلٌ مِشياعٌ كمِذياعٍ زِنَةً ومَعنىً أَي يُذيعُ السِّرَّ ويُشيعُه ولا يَكتُمُه . وشَيَّعَ بالإبلِ : أَشاءَ بها هكذا في سائر النُّسَخ ومثلُه في نُسَخ العُباب وصوابُه : أَشاعَ بها أَي صاحَ بها كما في الأَساس واللسانِ . شَيَّعَ فلاناً عندَ رَحيلِه : خرجَ معه لِيُوَدِّعَه ويُبَلِّغَه مَنزِلَه قاله الليثُ وقيل : هو أَن يخرُجَ معه يُريدُ صُحبَتَه وإيناسَه إلى مَوضِعٍ ما . منَ المَجاز : شَيَّعَ شَهرَ رَمضانَ إذا صامَ بعدَهُ سِتَّةَ أَيّامٍ من شوَّالَ أَي أَتبعَهُ بها . شيَّعَه بالنّارِ : أَحرقَه وقيل : كلُّ ما أُحرِقَ فقد شُيِّعَ . منَ المَجاز : شَيَّعَ فلاناً إذا شجَّعَهُ وجَرَّأَهُ يقال : فلانٌ يَشَيِّعُه على ذلكَ أَي يُقَوِّيهِ ومنه تَشييعُ النّارِ بإلقاءِ الحَطَبِ عليها يُقَوِّيها قال كُثَيِّرٌ : .
فيا قلبُ كُنْ عَنها صَبوراً فإنَّها ... يُشَيِّعُها بالصَّبْرِ قَلْبٌ مُشَيَّعُ شَيَّعَ الرَّاعي إذا نفَخَ في اليراعِ وهي القصبَةُ قاله الليث . قال ابنُ السِّكِّيتِ : شَيَّعَ النّارَ : أَلقى عليها حَطَباً يُذْكِيها به نقله الجَوْهَرِيُّ قال كُثيِّرٌ : .
وأَعرَضَ مِنْ رَضْوى مع الليلِ دونَها ... هِضابٌ تَرُدُّ العَيْنَ عَمَّنْ يُشَيِّعُ