شِعْتُ الإناءَ شَيْعاً : ملأْتُهُ فهو مَشيعٌ كمَبيعٍ ومنه : هو ضَبٌّ مَشيعٌ للْحَقودِ كما سيأْتي . منَ المَجاز : في الدُّعاءِ : حَيَّاكُمُ اللهُ وشاعَكُمُ السَّلامُ كمالَ عليكُمُ السّلامُ هكذا في النُّسَخ وفيه سَقْطٌ والصَّوابُ : كما يُقال : عليكُم السّلام قال الشّاعِرُ : .
أَلا يا نَخْلَةً مِنْ ذاتِ عِرْقٍ ... بَرودَ الظِّلِّ شاعَكُمُ السّلامُ وهذا إنَّما يقولُه الرَّجُلُ لأَصحابه إذا أرادَ أَن يُفارِقَهُم كما قال قيسُ بنُ زُهيرٍ لَما اصْطَلَحَ القَومُ : يا بني عَبْسٍ شاعَكُم السَّلامُ فلا نظرتُ في وجْهِ ذُبيانِيَّةٍ قتلْتُ أَباها أو أَخاها وسارَ إلى ناحية عُمانَ وهناكَ عَقِبُه ووَلَدُه كما في الصِّحاح والعُبابِ . شاعَكُم السَّلام : تَبِعَكُم نقله الصَّاغانِيّ أَو شاعَكُم : لا فارَقَكُم وهو قريبٌ من قول ثَعلَبٍ : أَي صَحِبَكُم وشَيَّعَكُم . ومنه قولُهم : شاعَكَ الخيرُ أَي لا فارقَكَ قال لُبيدُ Bه : .
فَشاعَهُمُ حَمْدٌ وزانَتْ قبورَهُمْ ... أَسِرَّةُ رَيْحانٍ بقاعٍ مُنَوِّرِ شاعَكُم : ملأَكُمُ السَّلامُ يَشاعُكُم شَيْعاً وهذا نقله يونُسُ . يُقال : شاعَكُمُ اللهُ بالسَّلامِ كما في الأَساس . والمعنى واحدٌ ويُقال : أَشاعَكُمُ السَّلام وأَشاعَكُم به : أَتبعَكُم أَي عَمَّكُم وجعله صاحِباً لكم وتابِعاً . وقال ثعلَبٌ : معنى أَشاعَكُم السَّلامَ : أَصحَبَكم إيّاه وليس ذلكَ بقَويٍّ . والشّاعُ : بَوْلُ الجَمَلِ الهائجِ فهو يُقطِّعُه إذا هاجَ نقله الأَصمعيُّ وأَنشدَ : .
ولقد رَمى بالشّاعِ عندَ مُناخِهِ ... ورَغا وهَدَّرَ أَيَّما تَهديرِ أَو المُنتشِرُ من بولِ النّاقة إذا ضربَها الفَحْلُ شاعٌ أَيضاً نقله الأَصمعيُّ كذلك وأَنشدَ : .
يُقَطِّعْنَ للإبساسِ شاعاً كأَنَّه ... جَدايا على الأَنْساءِ منها بَصائرُ قد أَشاعَتْ به إشاعَةً إذا رمَتْهُ رَمياً وأَرسلَتْهُ مُتَفَرِّقاً وقطَّعَتْهُ مثل أَوزَغَتْ ببَولِها وأَزْغَلَتْ ولا يكونُ ذلكَ إلاّ إذا ضربَها الفَحْلُ ولا تكونُ الإشاعةُ إلاّ في الإبلِ . والشَّاعَةُ : الزَّوجَةُ لِمُشايَعَتِها الزَّوجَ ومتابَعَتها قاله شَمِرٌ ومنه الحديث : أَنَّه قال لِعَكَّافِ بنِ وَداعَةَ الهِلالِيِّ Bه : " أَلَكَ شاعَةٌ " كما في العُبابِ . قلتُ : ووَرَدَ أَيضاً أَنَّ سيفَ بنِ ذي يَزَن قالَ لعبد المُطَّلِب : هلْ لكَ من شاعَةٍ ؟ أَي زَوجَةٍ . الشَّاعَةُ : الأَخبارُ المُنتشرَةُ عن ابن الأَعرابيِّ . والشِّياع ككِتابِ هكذا في نُسَخ الصِّحاح ووُجِدَ بخَطِّ أَبي زَكريّا : المِشياعُ كمِحراب : دِقُّ الحَطَبِ تُشَيَّع به النّار أَي توقَدُ وقد يُفتَحُ والكَسْرُ أَفصَح كما يُقال : شِبابٌ لِلنّار وجِلاءٌ لِلعَينِ وعليه اقتصَرَ الجَوْهَرِيُّ وهو مَجاز . في حديث عليٍّ Bه : أُمِرْنا بكَسْرِ الكُوبَةِ والكِنّارَةِ والشِّياعِ قال ابنُ الأَعرابيِّ : الشِّياعُ : مِزمارُ الرَّاعي ومنه قولُ مَريَمَ عليها السّلامُ : اللهمَّ سُقْهُ بلا شياعٍ تَعني الجَرادَ أَي بلا زَمّارَةِ راعٍ . وفي الأَساسِ : هو مِنفاخُ الرَّاعي سُمِّيَ به لأَنَّه يَصيحُ بها على الإبِلِ فتَجتَمِعُ . الشِّياعُ : صوتُه وهذا نقله الجَوْهَرِيُّ وأَنشدَ : .
" حَنينَ النِّيبِ تَطرَبُ للشِّياعِ وهو قول قيس بنِ ذَريح وصدرُه : .
" إذا ما تُذْكَرينَ يَحِنُّ قَلبي