شاعَ الخبَرُ في النّاسِ يَشيعُ شَيْعاً بالفتح وشُيوعاً بالضَّمِّ ومَشاعاً بالفتح وشَيْعوعَةً كدَيْمومَةٍ وشَيَعاناً مُحَرَّكَةً اقتصر الجَوْهَرِيّ منها على الرَّابعِ فهو شائعٌ : ذاعَ وفَشا وظَهَرَ وانْتَشَرَ وقولُهم : هذا خَبَرُ شائعٌ وقد شاع في النَّاسِ معناه : قد اتَّصَلَ بكُلِّ أَحَدٍ فاستوى عِلْمُ النّاس به ولم يكن علمُه عند بعضِهِم دونَ بعضٍ . وَسَهْمٌ شائعٌ وشاعٍ ومُشاعٌ : غيرُ مَقسوم الثاني مَقلوبٌ كما يُقالُ : سائرُ الشيءِ وسارُهُ قاله الجَوْهَرِيُّ قال ابن برّيّ : وشاهده قولُ ربيعةَ بنِ مَقروم : .
" له رَهَجٌ منَ التَّقريبِ شاعٌ أَي شائعٌ ومثلُه : .
" خَفَضوا أَسِنَّتَهُم فكُلٌّ ناعْ أَي نائعٌ . ويُقال : ما في هذه الدَّارِ سَهْمٌ شائعٌ أَي مُشتهِرٌ ومُنْتَشِرٌ ونصيبُ فلانٍ في جميعِ هذه الدَّارِ شائعٌ ومُشاعٌ أَي ليس بمَقسومٍ ولا بمَعزولٍ . يُقال : هذا شَيْعُ هذا أَي شَوْعُهُ أَو مِثلُه الأَخير قولُ أَبي عُبَيدٍ . والشَّيْعُ : المِقدارُ يقال : أَقامَ فلانٌ شَهراً أَو شَيْعَهُ . نقله الجَوْهَرِيُّ أَي مِقدارَه أَو قريباً منه . الشَّيْعُ : ولَدُ الأَسَد كما في بعضِ نُسَخ الصِّحاحِ وزادَ صاحِبُ اللسانِ : إذا أَدرَكَ أَنْ يَفرِسَ وفي بعضها : الأَسَدُ والأَوَّل قول الليث وابن دُريد . وآتيكَ غداً أَو شَيْعَهُ أَي بعدَه كما في الصحاحِ وزادَ في اللسان : وقِيلَ : اليومُ الذي يتبعُه قال عمرُ بنُ رَبيعةَ : .
قال الخليطُ غداً تَصَدُّعُنا ... أَو شَيْعَهُ أَفلا تُشَيِّعُنا وفي الصِّحاح : أَفلا تُوَدِّعُنا . وشَيْعُ اللهِ : اسمٌ كتَيْمِ اللهِ وهو شَيْعُ الله بن أَسَدِ بن وَبْرَة نقله الحافظ . وشَيْعانُ : ع باليَمَنِ من مِخلاف سِنْحانَ . وشِيعَةُ الرَّجُلِ بالكسْرِ : أَتباعُه وأَنصارُه وكُلُّ قومٍ اجتمعوا على أَمْرٍ فهُم شِيعَةٌ وقال الأَزْهَرِيّ : مَعنى الشِّيعَةِ : الذين يتبعُ بعضُهُم بَعضاً وليس كلُّهُم مُتَّفقينَ . وفي الحديثِ : " القَدَرِيَّةُ شِيعَةُ الدَّجَّالِ " أَي أَولِياؤُه . أصلُ الشِّيعَةِ : الفِرْقَةُ من النّاسِ على حِدَةٍ وكلُّ مَن عاوَنَ إنساناً وتَحَزَّبَ له فهو له شيعةٌ قال الكُمَيْتُ : .
وما لِيَ إلاّ آلَ أَحْمَدَ شِيعَةٌ ... وما ليَ إلاّ مَشْعَبَ الحَقِّ مَشْعَبُ ويقعُ على الواحدِ والاثنينِ والجَمعِ والمُذَكَّرِ والمؤنَّثِ بلفظٍ واحِدٍ ومعنى واحِدٍ . وقد غلَبَ هذا الاسمُ على كلِّ مَن يَتولَّى عَلِيّاً وأَهل بيتِه Bهم أَجمعينَ حتّى صارَ اسماً لهُم خاصّاً فإذا قيلَ : فلانٌ من الشِّيعَةِ عُرِفَ أَنَّه منهم وفي مَذهب الشيعَةِ كذا أَي عندَهم أَصلُ ذلكَ من المُشايَعَةِ وهي المُطاوَعَةُ والمُتابَعَةُ . وقيل : عَيْنُ الشِّيعَةِ واوٌ مِن شَوَّعَ قومَهُ إذا جمعَهُم وقد تقدَّمت الإشارَةُ إليه قريباً وقال الأَزْهَرِيّ : الشِّيعَة : قَوْمٌ يَهْوَوْنَ هَوَى عِتْرَةِ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم ويُوالونَهُم . قال الحافظُ : وهم أُمَّةٌ لا يُحْصَوْنَ مُبتدِعَةٌ وغُلاتُهم الإماميَّةُ المُنتظِرِيَّةُ يَسُبُّونَ الشَّيخَينِ وغُلاةُ غُلاتِهِم ضُلاّلٌ يُكَفِّرونَ الشَّيخين ومنهم من يرتَقي إلى الزَّندَقَةِ أَعاذَنا الله منها . ج : أَشياعُ وشِيَعٌ كعِنَبٍ قال الله تعالى : " كما فُعِلَ بأَشياعِهِم " وقولُه تعالى : " ولَقَد أَهلَكْنا أَشْياعَكُمْ " قيل : المُراد بالأَشياعِ أَمثالُهُم ممن الأُمَمِ الماضيَةِ ومَن كانَ مَذهبه مذهبهم قال ذو الرُّمَّةِ : .
أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشياعِهِم خبراً ... أَم راجَعَ القلبَ من أَطرابِه طَرَبُ وقال تعالى : " إنَّ الّذينَ فرَّقوا دينَهُمْ وكانوا شِيَعاً " أَي فِرَقاً مُختلِفينَ كلُّ فرقةٍ تُكَفِّرُ الفرقةَ المُخالفةَ لها يعني به اليهودَ والنَّصارى . وشِعْتُ بالشَّيءِ كبِعْتُ : أّذَعْتُهُ وأَظْهَرْتُه هكذا في النُّسَخِ : بالشَّيءِ ومثلُه في العُبابِ والأَولَى بالسِّرِّ كما في اللسان كأَشَعْتُه وأَشَعْتُ به قال الطِّرْمّاح : .
جَرى صَبَباً أَدَّى الأَمانةَ بَعدَما ... أَشاعَ بلَوماهُ عَلَيَّ مُشيعُ