والتَّسْميع : التَّشْنيعُ والتَّشْهير ومنه الحديث : " سَمَّعَ اللهُ به أسامِعَ خَلْقِه " وقد تقدّم في أوّل المادّة . التَّسْميعُ أيضاً : إزالةُ الخُمولِ بنَشرِ الذِّكرِ يقال : سَمَّعَ به إذا رَفَعَه من الخُمولِ وَنَشَرَ ذِكرَه نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . التَّسْميع : الإسْماع يقال : سَمَّعَه الحديثَ وأَسْمَعَه بمعنىً نقله الجَوْهَرِيّ . المُسَمَّع كمُعَظَّمٍ : المُقَيَّدُ المُسَوْجَر وكتبَ الحَجّاجُ إلى عاملٍ له أنْ : ابعَثْ إليَّ فلاناً مُسَمَّعاً مُزَمَّراً . أي : مُقَيَّداً مُسَوْجَراً فالصوابُ أنَّ المُسَوْجَر تفسيرٌ للمُزَمَّر وأمّا المُسَمَّعُ فهو المُقَيَّد فقط وقد تقدّم في سجر . واسْتَمعَ له وإليه : أَصْغَى قال أبو دُوَادٍ يصفُ ثَوْرَاً : .
ويُصيخُ تاراتٍ كما اسْ ... تَمَعَ المُضِلُّ لصَوْتِ ناشِدْ وشاهِدُ الثاني قَوْله تَعالى : " ومنهم من يَسْتَمِعون إليك " . يقال : تَسامَعَ به الناس . نَقَلَه الجَوْهَرِيّ أي اشتهرَ عندَهم . وقَوْله تَعالى : " واسْمَعْ غيرَ مُسْمَعٍ " أي غيرَ مَقْبُولٍ ما تقولُ قاله مُجاهِد أو معناه اسْمَع لا أُسْمِعْت قاله ابنُ عَرَفَة وكذلك قولُهم : قُمْ غَيْرَ صاغِرٍ أي لا أَصْغَرَكَ اللهُ وفي الصحاحِ قال الأخفش : أي لا سَمِعْتَ وقال الأَزْهَرِيّ والراغب : رُوِيَ أنّ أَهْلَ الكتابِ كانوا يقولون ذلك للنَّبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم يُوهِمونَ أنّهم يُعَظِّمونَه ويَدْعُونَ له وهم يَدْعُونَ عليه بذلك . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : رجلٌ سَمّاعٌ كشَدّادٍ إذا كان كثيرَ الاستِماعِ لما يقال ويُنطَقُ به وهو أيضاً : الجاسوس . ويقال : الأميرُ يَسْمَع كلامَ فلانٍ أي يُجيبُه وهو مَجاز . وقولُ ابنِ الأَنْباريّ : وقولُهم : سَمِعَ الله لمَنْ حَمِدَه أي أجابَ اللهُ دُعاءَ من حَمِدَه فوضعَ السَّمْعَ مَوْضِعَ الإجابةِ ومنه الدّعاء : اللهُمَّ إنّي أعوذُ بك من دُعاءٍ لا يُسمَع . أي لا يُعتَدُّ به ولا يُستَجاب فكأنّه غيرُ مَسْمُوع وقال سُمَيْرُ بنُ الحارثِ الضَّبِّيّ : .
دَعَوْتُ اللهَ حتى خِفْتُ أنْ لا ... يكونَ اللهُ يَسْمَعُ ما أقولُ وبه فُسِّرَ قَوْله تَعالى : " واسْمَعْ غيرَ مُسْمَعٍ " أي غيرَ مُجابٍ إلى ما تَدْعُو إليه . وقولُهم : سَمْعٌ لا بَلْغٌ بالفَتْح مَرْفُوعان ويُكسَران : لغتان في سَمْعَان لا بَلْغَان . والسَّمَعْمَع : الشيطانُ الخبيث . والسَّمْعانِيَّة بالكَسْر : من قُرى ذَمَار باليمن . واسْتَمَع : أَصْغَى قال الله تَعالى : " قُل أُوحيَ إليَّ أنّه اسْتَمَعَ نفرٌ من الجِنِّ " وقَوْله تَعالى : " واسْتَمِعْ يومَ يُنادي المُنادي " وكذا اسْتَمَعَ به ومنه قَوْله تَعالى : " نحنُ أَعْلَمُ بما يَسْتَمِعون به " . ويُعَبَّر بالسَّمْع تارةً عن الفَهم وتارةً عن الطاعة تقول : اسْمَعْ ما أقولُ لك ولم تَسْمَعْ ما قلتُ لك أي لم تَفْهَمْ وقَوْله تَعالى : " ولو عَلِمَ اللهُ فيهم خَيْرَاً لأَسْمَعَهُم " أي أَفْهَمَهُم بأن جَعَلَ لهم قُوّةً يَفْهَمون بها وقال الله تَعالى : " إنِّي آمَنْتُ برَبِّكُم فاسْمَعون " أي أَطيعون . ويقال : أَسْمَعَكَ الله أي لا جَعَلَكَ أصَمَّ وهو دعاءٌ . وقَوْله تَعالى : " أَبْصِرْ به وأَسْمِعْ " أي ما أَبْصَرَه وما أَسْمَعَه على التعَجُّب نقله الجَوْهَرِيّ . والسَّمَّاع كشَدّادٍ : المُطيع . ويقال : كلَّمَهُ سِمْعَهُم بالكَسْر أي : بحيثُ يَسْمَعون ومنه قولُ جَنْدَلِ بن المُثَنَّى : .
" قامَتْ تُعَنْظي بكَ سِمْعَ الحاضِرِ