ومنه أن المُغيرةَ سألَ ابنَ لِسانِ الحُمَّرَةِ عن النساء فقال : النساءُ أَرْبَع : فرَبيعٌ مَرْبَع وجَميعٌ تَجْمَع وشَيْطَانٌ سَمَعْمَع وغُلٌّ لا تُخلَع فقال : فَسِّرْ قال : الرَّبيع المَرْبَع : الشابّةُ الجميلةُ التي إذا نَظَرْتَ إليها سَرَّتْكَ وإذا أَقْسَمْتَ عليها أبرَّتْكَ وأمّا الجميعُ التي تَجْمَع : فالمرأةُ تزَوَّجُها وَلَمَ نَشَبٌ ولها نَشَبٌ فتجمَعُ ذلك . وأما الشيطانُ السَّمَعْمَع فهي : المرأةُ الكالِحَةُ في وَجْهِك إذا دَخَلْتَ المُوَلْوِلَةُ في أثَرِك إذا خَرَجْتَ . قال : وأمّا الغُلُّ التي لا تُخلَع فبِنتُ عَمِّك القَصيرةُ الفَوْهاء الدَّميمةُ السوداء التي نَثَرَتْ لك ذا بَطْنِها فإن طلَّقْتَها ضاعَ ولَدُك وإنْ أَمْسَكْتَها على مِثلِ جَدْعِ أَنْفِكَ . قال غيرُه : السَّمَعْمَع : الرجلُ الطويلُ الدقيق وهي بهاءٍ . امرأةٌ سِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ كقِرْشَبَّةٍ أي بكسرِ أوّلهما وفتحِ ثالثِهما وهو قولُ الأحمرِ وطُرْطُبَّة . أي بضمِّ أوّلهما وهو قولُ أبي زَيْدٍ وتُكسَر الفاءُ واللاّمُ وقد تقدّمَ في : نظر بيانُ ذلك ويقال فيها : سِمْعَنَّةٌ كخِرْوَعَةٍ مُخَفّفةَ النون أي مُستَمِعَةٌ سَمّاعَةٌ وهي التي إذا تسَمَّعَتْ أو تبَصَّرَتْ فلم تَسْمَعْ ولم ترَ شيئاً تظَنَّتْه تظَنِّياً وكان الأحمرُ يُنشِدُ : .
إنَّ لنا لكنَّهْ ... مِعَنَّةً مِفَنَّهْ .
سُمْعُنَّةً نُظْرُنَّهْ ... كالريحِ حَوْلَ القُنَّهْ .
" إلاّ تَرَهْ تظَنَّهْ والسِّمْع بالكَسْر : الذِّكرُ الجميل يقال : ذَهَبَ سِمعُه في الناس نقله الجَوْهَرِيّ . السِّمْع أيضاً : سَبُعٌ مُرَكَّبٌ وهو : ولَدُ الذئبِ من الضَّبُعِ وهي بهاءٍ وفي المثَل : أَسْمَعُ من السِّمْعِ الأزَلّ . وربما قالوا : أَسْمَعُ من سِمْعٍ قال الشاعر : .
تراهُ حديدَ الطَّرْفِ أَبْلَجَ واضِحاً ... أغَرَّ طَويلَ الباعِ أَسْمَعَ من سِمْعِ يَزْعُمون أنّه لا يَعْرِفُ العِلَلَ والأسْقام ولا يموتُ حَتْفَ أَنْفِه كالحَيَّة بل يموتَ بعَرَضٍ من الأعراض يَعْرِضُ له ليس في الحيوانِ شيءٌ عَدْوُه كَعَدْوِ السِّمْعِ ؛ لأنّه في عَدْوِه أَسْرَعُ من الطَّيْرِ ويقال : وَثْبَتُه تزيدُ على عِشرينَ وثلاثينَ ذِراعاً . سِمْعٌ بلا لامٍ : جبَلٌ . يقال : فَعَلْتُه تَسْمِعَتَكَ وتَسْمِعَةً لك أي لتَسْمَعَه قاله أبو زَيْد . والسَّمَاع كَسَحَابٍ : بطنٌ من العربِ عن ابْن دُرَيْدٍ . قولُهم : سَماعِ كَقَطَام أي اسْمَع نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وهو مِثلُ دَرَاكِ ومَناعِ أي أَدْرِكْ وامْنَعْ قال ابنُ بَرّيّ : وشاهِدُه : .
" فَسَمَاعِ أَسْتَاهَ الكلابِ سَماعِ والسُّمَيْعِيَّةُ كزُبَيْرِيَّةٍ : ة قربَ مكّةَ شرَّفَها الله تَعالى . وأَسْمَعَه : شَتَمَه نَقَلَه الصَّاغانِيّ والجَوْهَرِيّ . قال الراغبُ : وهو مُتَعارَفٌ في السَّبِّ . منَ المَجاز : أَسْمَعَ الدَّلْوَ أي جَعَلَ لها مِسْمَعاً وكذا أَسْمَعَ الزَّبيلَ إذا جَعَلَ له مِسْمَعَيْنِ يُدخَلانِ في عُروَتَيْه إذا أُخرِجَ به التُّرابُ من البئر كما تقدّم . والمُسْمِع كمُحسِنٍ من أسماءِ القَيْد قاله أبو عمروٍ وأنشدَ : .
ولِي مُسْمِعانِ وزَمَّارَةٌ ... وظِلٌّ ظَليلٌ وحِصْنٌ أَنيقْ وقد تقدّم في زمر . المُسْمِعَةُ : بهاءٍ : المُغَنِّيَةُ وقد أَسْمَعَتْ قال طَرَفَةُ يصفُ قَيْنَةً : .
إذا نَحْنُُ قُلنا : أَسْمِعينا انْبَرَتْ لنا ... على رِسْلِها مَطْرُوفةً لم تَشَدَّدِ