وقيل : المِسْمَع : مَوْضِع العُروَةِ من المَزادَة وقيل : هو ما جاوَزَ خُرْتَ العُروَة . قال ابْن دُرَيْدٍ : المِسْمَع : أبو قَبيلةٍ من العربِ وهم المَسامِعَة كما يقال : المَهالِبَة والقَحاطِبَة . وقال اللِّحْيانيّ : هم من بَني تَيْمِ اللاّتِ . قال الأَحْمَر : المِسْمَعان : الخَشَبَتان اللَّتانِ تُدخَلانِ في عُروَتي الزَّبيل إذا أُخرَجَ به التُّرابُ من البئر وهو مَجاز . المَسْمَع كَمَقْعَدٍ : المَوضِعُ الذي يُسمَعُ منه نَقَلَه ابْن دُرَيْدٍ . قال : وهو من قَوْلِهم : هو منِّي بمَرْأَى ومَسْمَعٍ أي بحيثُ أراهُ وأَسْمَعُ كلامَه وكذلك هو منّي مَرْأَى ومَسْمَعٌ يُرفَعُ ويُنصَبُ وقد يُخَفِّفُ الهَمزةِ الشاعرُ قال الحادِرَةُ : .
مُحْمَرَّةِ عَقِبَ الصَّبُوحِ عُيونُهمْ ... بمَرىً هناكَ من الحياةِ ومَسْمَعِ يقال : هو خَرَجَ بَيْنَ سَمْعِ الأرضِ وبَصَرِها قال أبو زَيْدٍ : إذا لم يُدْرَ أينَ توَجَّه أو معناه : بينَ سَمْعِ أَهْلِ الأرضِ وأبْصارِهم فحُذِفَ المُضافُ كقولِه تعالى : " واسْأَلِ القَريةَ " أي أَهْلَها نَقَلَه أبو عُبَيْد أو معنى لَقيتُه بينَ سَمْعِ الأرضِ وبصَرِها أي بأرضٍ خالِيَةٍ ما بها أحَدٌ نقله ابن السِّكِّيت قال الأَزْهَرِيّ : وهو صحيحٌ يَقْرُبُ من قولِ أبي عُبَيْدٍ . أي لا يَسْمَعُ كلامَه أحدٌ ولا يُبصِرُه أحدٌ هو مأخوذٌ من كلامِ أبي عُبَيْدٍ في تفسيرِ حديثِ قَيْلَةَ بنتِ مَخْرَمةَ رَضِيَ الله عنها قالت : الوَيلُ لأُختي لا تُخْبِرْها بكذا فَتَتَبَّعَ أخا بَكْرِ بنِ وائلٍ بينَ سَمْعِ الأرضِ وَبَصَرِها . قال : معناه أنّ الرجلَ يَخْلُو بها ليسَ معها أحدٌ يَسْمَعُ كلامَها أو يُبصِرُها إلاّ الأرضُ القَفْر ليس أنّ الأرضَ لها سَمْعٌ وَبَصَرٌ ولكنّها وَكَّدَت الشَّناعةَ في خَلْوَتِها بالرجلِ الذي صَحِبَها أو سَمْعُها وَبَصَرُها : طُولُها وَعَرْضُها وهو مَجاز قال أبو عُبَيْدٍ : ولا وَجْهَ له إنّما معناه الخَلاء . ويقال : أَلْقَى نَفْسَه بين سَمْعِ الأرضِ وَبَصَرِها إذا غَرَّرَ بها وأَلْقَاها حيثُ لا يُدرى أين هو قاله ثعلبٌ وابْن الأَعْرابِيّ أو ألقاها حيثُ لا يُسمَعُ صَوْتُ إنسانٍ ولا يُرى بصَرُ إنسانٍ . وهو قريبٌ من قولِ ثَعْلَبٍ . وسَمَّوا سَمْعُون وَسَمَاعَةَ - مُخَفّفةً - وسِمْعانَ بالكَسْر والعامّةُ تَفْتَحُ السينَ وسُمَيْعاً كزُبَيْرٍ فمن الأوّل : أبو الحُسين بنُ سَمْعُونَ الواعِظُ مَشْهُورٌ وأخوه حسَنٌ من شيوخِ ابنِ الأَبَنوسيّ وفي سِمْعانَ قال الشاعر : .
يا لَعْنَةُ اللهِ والأَقْوامِ كلِّهم ... والصَّالِحينَ على سِمْعانَ من جارِ حَذَفَ المُنادى ولَعْنَةُ : مرفوعٌ بالابْتِداءِ وعلى سِمْعانَ : خبَرُه ومِن جار : تمييز كأنّه قال : على سِمْعانَ جاراً . ودَيْرُ سِمْعان بالكَسْر : ع بحَلَب . دَيْرُ سِمْعانَ أيضاً : ع بحِمص به دُفِنَ عمرُ بنُ عبدِ العَزيز رَحِمَه الله تَعالى وقد تقدّم ذِكر الدَّيْرِ في دير وقيل : سِمْعانُ هذا كان أَحَدَ أكابِرَ النصارى قال له عمرُ بنُ عبدِ العزيز : يا دَيْرَانيُّ بَلَغَني أنّ هذا المَوضِعَ مِلْكُكُم قال : نعم قال : أُحِبُّ أنْ تَبيعَني منه مَوْضِعَ قَبرٍ سَنَةً فإذا حالَ الحَوْلُ فانْتَفِعْ به . فبكى الدَّيْرانيُّ وباعَه فدُفِنَ فيه قال كُثَيِّرٌ : .
سقى رَبُّنا مِن دَيْرِ سِمْعانَ حُفرَةً ... بها عُمَرُ الخَيْراتِ رَهْنَاً دَفينُها .
صَوابِحُ مِن مُزْنٍ ثِقالاً غَوادِياً ... دَوالِحَ دُهْماً ماخِضاتٍ دُجونُها ومحمد بنُ محمد بن سِمْعانَ بالكَسْر السِّمْعانيُّ أبو منصور : مُحدِّثٌ عن محمد بن أحمدَ بن عبدِ الجَبّار وعنه عبدُ الواحدِ المَليحيُّ . وبالفَتْح ويُكسَر واقْتَصرَ الحافظُ على الفتح : الإمامُ أبو المُظَفَّرِ منصورُ بنُ محمد بنِ عبدِ الجَبّارِ بنِ سَمْعَان السَّمْعانيّ وابنُه الحافظُ أبو بكرٍ محمدٌ وآلُ بَيْتِه . السَّمِيع كأميرٍ : المُسْمِع نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وأنشد لعمرِو بن مَعْدِ يَكْرِب : .
أَمِنْ رَيْحَانَةَ الدّاعي السَّميعُ ... يُؤَرِّقُني وأَصْحابي هُجوعُ