ويُرْوَى : لَوَشْكَانَ وهذه الرِّوايَةُ أَكثرُ . وأما قولُهم في المثَل : سرْعانَ ذا إهالَةً فأصلُه أنّ رجُلاً كانت له نَعْجَةً عَجْفَاءُ ورُغامُها يسيلُ من مَنْخِريْها ؛ لهُزالِها فقيل له : ما هذا الذي يسيلُ ؟ فقال : ودَكُها فقال السائلُ ذلك القَولَ . هذا نَصُّ العُباب . وفي اللِّسان : وأصلُ هذا المثَلِ أنّ رجلاً كان يُحَمَّقُ اشترى شاةً عَجْفَاءَ يسيلُ رُغامُها هُزالاً وسُوءَ حالٍ فظنَّ أنّه وَدَكٌ فقال : سَرْعَان ذا إهالَةً قال الصَّاغانِيّ : وَنَصَبَ إهالةً على الحالِ وذا : إشارةٌ إلى الرُّغام أي سَرُعَ هذا الرُّغامُ حالَ كَوْنِه إهالَةً . أو هو تَمْيِيزٌ على تقديرِ نَقْلِ الفِعلِ كقَولِهم : تَصَبَّبَ زَيْدٌ عَرَقَاً والتقدير : سَرْعَانَ إهالَةُ هذه . يُضرَبُ مثَلاً لمَن يُخبِرُ بكَيْنونَةِ الشيءِ قَبْلَ وَقْتِه كما في العُباب . وسَرَعَانُ الناس مُحرّكةً : أوائلُهم المُستَبِقونَ إلى الأمر قاله الأَصْمَعِيّ فيمَن يُسرِعُ من العَسكَر . كان ابْن الأَعْرابِيّ يُسَكِّن ويقول : سَرْعَانُ الناسِ : أوائِلُهم . وقال القُطامِيُّ - في لغةِ مَن يُثَقِّل : فيقول : سَرَعَان - : : .
وحَسِبْتُنا نَزَعُ الكَتيبةَ غُدْوَةً ... فيُغَيِّفونَ ونَرْجِعُ السَّرَعانا وقال الجَوْهَرِيّ - في سَرَعَانِ الناسِ بالتحريك : أوائلُهم - : يلزمُ الإعرابُ نُونَه في كلِّ وَجْهٍ وفي حديثِ سَهْوِ الصلاةِ : " فَخَرَجَ سَرَعَانُ الناسِ " وكذا حديثُ يومِ حُنَيْنٍ : " فَخَرَجَ سَرَعَانُ الناسِ وأَخِفَّاؤُهُم " رُوِيَ فيهما بالفَتْح والتحريك ويُروى بالضَّمّ أيضاً على أنّه جَمْعُ سَريع كما تقدّم . السَّرَعان من الخَيل : أوائِلُها وقد يُسَكَّن . قال أبو العبّاسِ : إنْ كان السَّرَعانُ وَصْفَاً في الناس قيل : سَرَعَانُ وسَرْعَانُ وإذا كان في غيرِ الناسِ فَسَرَعانُ أَفْصَح ويجوزُ سَرْعَان . السَّرَعان مُحرّكةً : وَتَرُ القَوسِ عن أبي زَيْدٍ قال ابنُ مَيّادَة : .
وعَطَّلْتُ قَوْسَ اللَّهْوِ من سَرَعَانِها ... وعادَتْ سِهامِي بَيْنَ رَثٍّ وناصِلِ ويُروى بين أَحْنَى وناصِل . أو سَرَعَانُ عَقَبِ المَتْنَيْن : شِبهُ الخُصَل تُخَلَّصُ من اللَّحمِ ثمّ تُفتَلُ أَوْتَاراً للقِسيِّ العرَبِيّة قال الأَزْهَرِيّ : سَمِعْتُ ذلك من العرب قال أبو زَيْدٍ : الواحدَةُ بهاءٍ . أو السَّرَعان : الوَتَرُ القَوِيّ وهو بعَينِه مثلُ قَوْلِ أبي زَيْدٍ الذي تقدّم . أو السَّرَعان : العَقَبُ الذي يَجْمَعُ أَطْرَافَ الرِّيشِ مما يلي الدائرَةَ وهذا قولُ أبي حَنيفَة . أو خُصَلٌ في عُنُقِ الفرَسِ أو في عقَبِه الواحدةُ سَرَعَانَةٌ . أو السَّرَعان بالتَّحريك : الوتَرُ المأخوذُ من لَحْمِ المَتْنِ وما سِواهُ ساكِنُ الراء . والسَّرْع بالفَتْح ويُكْسَرُ : قَضيبٌ من قُضبانِ الكَرْمِ الغَضِّ لسَنَتِه والجَمع : سُروع أو كلُّ قضيبٍ رَطْبٍ سَرْعٌ كالسَّرَعْرَعِ وفي التهذيب : السَّرْع : قضيبُ سَنَةٍ من قُضبانِ الكَرْم قال : وهي تَسْرُعُ سُروعاً وهُنَّ سَوارِعُ والواحدةُ سارِعَةٌ . قال : والسَّرْع : اسمً القضيبِ من ذلك خاصَّةً . والسَّرَعْرَع : القضيبُ ما دامَ رَطْبَاً غَضَّاً طَريَّاً لسَنَتِه والأُنثى سَرَعْرَعَةٌ وأنشدَ الليثُ : .
لمّا رَأَتْني أمُّ عمروٍ أَصْلَعا ... وقد تَراني لَيِّناً سَرَعْرَعا .
" أَمْسَحُ بالأدْهانِ وَحْفَاً أَفْرَعا قال الأَزْهَرِيّ : والسَّرْغُ - بالغَين المُعجَمةِ - : لغةٌ في السَّرْع بمعنى القَضيبِ الرَّطب وهي السُّرُوع والسُّروغ . والسَّرَعْرَع أيضاً : الدَّقيقُ الطويل عن الليثِ وأنشد : .
" ذاكَ السَّبَنْتَى المُسبِلَ السَّرَعْرَعا