قال الجَوْهَرِيُّ : وعجِبْتُ من سُرعَةِ ذاكَ وسَرِعَ ذاكَ مثل : صَغِرَ ذاكَ عن يعقوبَ . والله عزَّ وجَلَّ سَريع الحِسابِ أَي حِسابُهُ واقِعٌ لا مَحالَةَ وكُلُّ واقِعٍ فهو سَريعٌ أَو سُرعَةُ حِسابِ الله : أَنَّه لا يَشْغَلُه حِساب واحد عن حساب آخَرَ ولا يَشْغَلُه شيءٌ عن شيءٍ أَو معناهُ : تُسرِعُ أَفعالُه فلا يُبطِئُ شيءٌ منها عمّا أَرادَ جلَّ وعَزَّ لأَنَّه بغير مُباشَرَةٍ ولا عِلاجٍ فهو سبحانَه وتعالى يُحاسِبُ الخَلْقَ بعدَ بَعثِهِم وجَمعِهم في لَحْظَةٍ بِلا عَدٍّ ولا عَقْدٍ وهو أَسرَع الحاسِبينَ . وفي المُفرَداتِ والبَصائر : وقولُه عَزَّ وجَلَّ : " إنَّ اللهَ سريعُ الحِسابِ " و " سَريعُ العِقابِ " تنبيهٌ على ما قال عَزَّ وجَلَّ : " إنَّما أَمْرُهُ إذا أَرادَ شيئاً أَنْ يَقولَ لهُ كُنْ فيكون " . وكأَميرٍ : سَريعُ بنُ عِمرانَ الهُذَلِيُّ الشّاعِرُ لم أَجِدْ له ذِكراً في ديوانِ أَشعارِهِم رِواية أَبي بكر القاري . السَّريعُ : المُسْرِعُ وهذا يدلُّ على أَنَّ سَرُعَ وأَسْرَعَ واحِدٌ وقد فرَّق سيبويه بينهما كما سيأْتي ج : سُرعانٌ بالضَّمِّ ككَثيبٍ وكُثبانٍ وبه رُويَ حديثُ ذي اليَدَينِ : فخَرَجَ سُرعانُ النّاسِ على ما سمعْتُه من شيخي العَلاّمَةِ السَّيِّدِ مَشهورِ بنِ المُستَريحِ الأَهدَلِيّ الحُسَيْنِيّ حينَ إقرائه صحيحَ البُخارِيِّ في ثَغْرِ الحُدَيِّدَةِ أَحَد ثُغور اليَمَنِ في سنة أَلف ومائة وأَربعةٍ وستِّينَ . السَّريعُ : القضيبُ يَسقطُ من البَشامِ ج : سِرْعانٌ بالكَسر وسيأْتي في آخر المادَّةِ أَنَّه يُجْمَعُ بالضَّمِّ والكَسْرِ . وأَبو سَريعٍ : كُنيَةُ العَرْفَجِ أَو النّار التي فيه وهذا قولُ أَبي عَمروٍ وأَنشدَ : .
لا تَعْدِلَنَّ بأَبي سَريعٍ ... إذا غَدَتْ نَكْباءُ بالصَّقيعِ والصَّقيع : الثَّلج . سريعَةُ كسَفينَةٍ : اسمُ عَيْنٍ . وحِجْرٌ سُراعَةٌ كثُمامَةٍ : سَريعَةُ قالت امرأَةُ قيس بنِ رِفاعَةَ : .
أَيْنَ دُرَيْدٌ فهو ذو بَراعَهْ ... حتّى تَروْهُ كاشِفاً قِناعَهْ .
" تَعدو بهِ سَلْهَبَةٌ سُراعَهْ هكذا أَنشدَه ابنُ دُرَيْدٍ كما في العباب والتَّكملةِ وقال ابنُ بَرِّيّ : فرّسٌ سَريعٌ وسُراعٌ قال عَمرو بن مَعديكَرِبَ : .
" حتّى تَرَوْهُ كاشِفاً... إلى آخِرِه . قولُهم : السَّرَعَ السَّرَع أَي الوَحَا الوَحا هكذا هو مُحَرَّكاً كما هو مضبوطٌ عندنا وفي الصِّحاحِ : كعِنَبٍ فيهِما وضَبَطَ الوَحا بالقَصْرِ وبالمَدِّ . قولُهُم : سَرْعانَ ذا خُروجاً مُثلَّثة السّينِ عن الكِسائيِّ كما نقله الزَّمخشريُّ أَي سَرُعَ ذا خُروجاً نُقِلَتْ فَتْحَةُ العَينِ إلى النُّونِ لأَنَّه مَعدولٌ من سَرُعَ فبُنِيَ عليه كما في الصِّحاحِ والعُبابِ . وسَرْعانَ : يُستعمَلُ خَبراً مَحْضاً وخَبراً فيه معنى التَّعَجُّبِ ومنه قولُهم : لَسَرْعانَ ما صَنَعْتَ كذا أَي ما أَسْرَعَ وقال بِشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ : .
أَتَخْطُبُ فيهِم بعدَ قتلِ رِجالِهِم ... لَسَرْعانَ هذا ! والدِّماءُ تَصَبَّبُ وفي العُباب : .
وحالَفْتُمْ قَوْماً هَراقوا دِماءَكُم ... لَسَرْعانَ... إلخ