وفي اللِّسَان : الخاشِعُ من الأَرْضِ : الَّذِي تُثِيرُه الرِّيَاحُ لِسُهُولَتِه فَتَمْحُو آثَارَهُ . وقَالَ الزَّجّاج في قَوْلِه تَعَالَى : " ومِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خاشِعَةَ " . أَيْ مُتَغَيَّرَةً مُتهشِّمَة أَرادَ مُتهشِّمَة النَّبَاتِ . وقَالَ غَيْرُه : أَيْ مُطْمَئِنَّةً سَاكِنَةً . وقَالُوا : إِذا يَبِسَتِ الأَرْضُ ولَمْ تُمْطَرْ قِيلَ : قد خَشَعَتْ . وذَكَرَ الآيَة . قال : والعَرَبُ تَقُولُ : رَأَيْنا أرْض بَنِي فُلانٍ خَاشعَةً هَامِدَة ما فِيهَا خَضْرَاءُ . والمَكَانُ الخاشِعُ أَيْضاً : الَّذِي لا يُهْتَدَى له نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : لِلْخُشُوعِ مَوَاضِعُ : الخَاشِعُ : المُسْتَكِينُ . والخاشِعُ : الرَّاكِعُ في بَعْضِ اللُّغَاتِ . ومِنَ المَجَازِ : خَشَعَ السَّنَامُ . أَيْ سَنَامُ البَعِيرِ إِذا ذَهَبَ إِلاّ أَقَلَّهُ كَمَا في العُبَابِ . وفي اللِّسَانِ : إِذا أُنْضِيَ فذَهَبَ شَحْمُهُ وتَطَأَطَأَ شَرفُهُ .
وخَشَعَ فُلانٌ خَرَاشِيَّ صَدْرِهِ فخَشَعَتْ هي : إِذا أَلْقَى بُزَاقاً لَزِجاً لازِمٌ مُتَعَدٍّ كما في العُبَابِ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : أَيْ رَمَى بِهَا . قال : والخِشْعَةُ بالكَسْرِ : الصَّبِيُّ يُلْزَقُ هكَذَا فِي النُّسَخِ والصَّوابُ : يُبْقَرُ عَنْهُ بَطْنُ أَمِّه إِذا ماتَتْ وهو حَيٌّ قالَ ابنُ بَرّيّ . قالَ ابنُ خالَوَيْه : والخِشْعَةُ : وَلَدُ البَقِيرِ والبَقِيرُ : المَرْأَةُ تَمُوتُ وفي بَطْنِهَا وَلَدٌ حَيٌّ فُيبْقَرُ بَطْنُهَا ويُخْرَج وكانَ بَكِيرُ بن عَبْدِ العَزيزِ خِشْعَةً . قالَ صاحِبُ اللِّسَانِ : ورَأَيْتُ في حاشِيَةِ نُسْخَةٍ من أَمالِي الشَّيْخِ ابْنِ بَرِّيّ مُوْثُوقٍ بِهَا قالَ الحُطَيْئَةُ يَمْدَحُ خارِجَةَ بنَ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَةَ ابنِ بَدْر : .
" وقَدْ عَلِمَتْ خَيْلُ ابنِ خِشْعَةَ أَنَّهَامَتَى تَلْقَ يَوْماً ذَا جِلاَدٍ تُجَالِدِ خِشْعَةُ : أُمُّ خَارِجَةَ وهي البَقِيرَةُ . كانَتْ ماتَت وهو في بَطْنِهَا يَرْتَكِم فبُقِرَ بَطْنُهَا فسُمِّيَت البَقيرَة وسُمِّيَ خارجَة لأَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ من بَطْنِهَا . والخُشَعَةُ بالضَّمِّ : القِطْعَةُ من الأَرْضِ الغَلِيظَة عَنِ ابْنِ دُرَيْدِ . وقالَ اللَّيْثُ : الخُشَعَة من الأَرْض : قُفٌّ قد غَلَبَتْ عَليه السُّهُولَةُ أَيْ لَيْسَ بحَجَرٍ ولا طِينٍ . وقالَ الجَوْهَرِيّ : هي الأَكَمَةُ المُتَوَاضِعَةُ . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : العَرَبُ تَقُولُ للْجَثَمَةِ اللاطِئَةِ المُلْتَزْقَةِ بالأَرْضِ هي الخُشْعَةُ والسَّرْوعةُ والقَائدَةُ . وج : خُشَعٌ كصُرَدٍ . قال أَبو زُبَيْدٍ يَصِفُ صُرُوفَ الدَّهْرِ : .
جَازِعَاتٍ إِلَيْهِمُ خَشَعَ الأَوْ ... داةِ قُوتاً تُسْقَى ضَيَاحَ المَدَيدِ الأَوْدَاةُ : الأَوْدِيَةُ عَلَى القَلْبِ . ويُرْوَى خُشَّع : جَمْع خَاشِع .
قالَ الجْوَهَرِيّ : وفي الحَدِيثِ : كَانِتِ الأَرْضُ خَاشِعَةً عَلَى الماءِ ثُمَّ دُحِيَتْ . قُلْتُ : والَّذِي في الغَرِيبَيْنِ للهَرْوِيّ : كَانَتِ الكَعْبَةُ خَاشِعَةً على الماءِ فدُحِيَتْ مِنْهَا الأَرْضُ . وفي العُبَابِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : خَلَقَ اللهُ البَيت قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الأَرْضَ بأَلْفِ عامٍ وكانَ البَيْتُ زُبْدَةً بَيْضَاءً حِينَ كَانَ العَرْشُ عَلَى الماءِ وكانَتِ الأَرْضُ تَحْتَهُ كَأَنَّهَا خَاشِعَةُ علَى الماءِ . ويُرْوَى : خَشَفَة فدُحِيَت الأَرْضُ مِن تَحْتِهِ والخَشَفَةُ : صَخْرَةٌ تَنْبُتُ في البَحْرِ وسَيَأْتِي .
وتَخَشَّعَ : تَضَرَّعَ قَالَهُ اللَّيْثُ وأَنْشَدَ : .
ومُدَجَّجٍ يَحْمِي الكَتِيبَةَ لا يُرَى ... عِنْدَ البَدِيعَةِ ضَارِعاً يَتَخَشَّعُ وقالَ الجَوْهَرِيّ : التَخَشَّعُ : تَكَلَّفُ الخُشُوعِ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : تَخَشَّعَ واخْتَشَعَ : رَمَى ببَصَرِهِ نَحْوَ الأَرْضِ وغَضَّهُ وخَفَضَ صَوْتَهُ . وقَوْمٌ خَشَّعٌ كرُكَّعٍ : مُتَخَشِّعُونَ . وخَشَعَ بَصَرُهُ : انْكَسَرَ قالَ ذو الرُّمَّة : .
تَجَلَّى السُّرَى عَنْ كُلِّ خِرْقٍ كأَنَّهُ ... صَفِيحَةُ سَيْفٍ طَرْفُه غَيْرُ خَاشِع