وهكَذَا ذَكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ هُنَا . وقَدْ تَقَدَّم ذلِكَ عَن ابنِ فارِسٍ في خ ر ع مع نَظَرٍ فيهِ فَرَاجِعْهُ . ويقَال : فُلانٌ خَزَع منْه كما تَقُولُ : نال منَه ووضَع منه . وقَالَ ابنُ عَبّادٍ : خَزَّعْتُ الشَّيْءَ بَيْنَهُمْ تَخْزِيعاً : قَسَّمْتُه . وقالَ ابنُ عَبّادٍ أَيْضاً : الخُزَاع بالضَّمِّ : مِن أَدْوَاءِ الإِبِلِ يَأْخُذُ في العُنُقِ . ونَاقَةٌ مَخْزُوعَةٌ . قُلْتُ : وهو تَصْحِيفٌ صَوابُه الخُراعُ بالرَّاءِ . وقد ذُكِرَ قَريباً نَبَّهَ عَلَيْهِ الصّاغَانِيّ . وَثَعْلَبَةُ بنُ صُعَيْرِ بنِ خَزَاعِيِّ بن مازِنِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيمِ بنِ مُرِّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةَ : شاعِرٌ .
خ س ع .
خُسِعَ عَنْهُ كَذَا كعُنِيَ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ . وقال الخَارْزَنْجِيّ : أَيْ نُفِيَ .
قالَ : وخَسِيعَةُ القَوْمِ وخَاسِعُهُمْ : أَخَسُّهُمْ كما في العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ .
خ ش ع .
الخُشُوعُ : الخُضُوعُ : كالاخِتْشاعِ والفِعْلُ كمَنَعَ يُقَالُ : خَشَعَ يَخْشَعُ خُشُوعاً واخْتَشَعَ . نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وقَالَ اللَّيْثُ : يُقَالُ : اخْتَشَع فُلانٌ ولا يُقَالُ . اخْتَشَعَ ببَصَرِهِ . أَوْ الخُشُوعُ : قَرِيب المَعْنَى مِن الخُضُوعِ قالَهُ اللَّيْثُ . أَوْ هو ونَصُّ العَيْنِ : إِلاَّ أَنَّ الخُضُوعَ في البَدَنِ وهو الإِقْرَارُ بالاسْتِخْذاءِ والخُشُوع في الصَّوْتِ والبَصَرِ . قالَ اللهُ تَعَالَى : " خاشِعَةً أَبْصَارُهُم " وقُرِئِ : " خَاشِعاً أَبْصَارُهُمْ " . قالَ الزّجّاجُ : هو مَنْصُوبٌ على الحالِ . وخَشَعَ ببَصَرِه أَيْ غَضَّهُ وهو مَجَازٌ . وفي النِّهَايَة : الخُشُوعُ في الصَّوْتِ والبَصَرِ كالخُضُوعِ في البَدَنِ . ومِنْهُ حَدِيثُ جابِرٍ : أَنَّهُ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فقالَ : أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللهُ عَنْهَ ؟ قَالَ : فخَشَعْنَا أَي خَشِينَا وخَضَعْنا . قالَ : وهكَذَا جَاءَ في كِتَابِ أَبِي مُوسَى والَّذِي جاءَ في كِتَابِ مُسْلِمٍ : فجَشِعْنَا بالجِيمِ وشَرَحَه الحُمَيْدِيّ في غَريبِه فقالَ : الجَشَعُ : الفَزَعُ والخَوْفُ . والخُشُوعُ : السُّكُونُ والتَّذَلُّلُ . ومِنْهُ قَوْلُهُ تَعَاَلَى : " وخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمنِ " أَي انْخَفَضَتْ . وقِيلَ : سَكَنَتْ . وكُلُّ سَاكِنٍ خَاضِعٌ وخَاشِعٌ .
والخُشُوعُ في الكَوْكَبِ : دُنُوُّهِ مِن الغُرُوبِ كما في العُبَابِ وهو قَوْلُ أَبِي عَدْنَان وأَبِي صالِحٍ الكِلابيّ . أَمّا نَصُّ أَبِي عَدْنَانَ : خَشَعَتِ الكَوَاكَبُ إِذا دَنتْ من المَغِيْب وخضَعَت أَيْدِي الكَواكب : أَي مالَتْ لتَغِيبَ . ونَصُّ أَبِي صالِحٍ : خُشُوعُ الكَوَاكِبِ إِذا غارَتْ وكَادَتْ أَن تَغِيبَ في مَغِيبِهَا وأَنْشَدَ : .
" بَدْرٌ تَكَادُ لَهُ الكَوَاكِبُ تَخْشَعُ وهو مَجَازٌ . ومِنَ المَجَازِ أَيْضاً : الخَاشِعُ : المَكَانُ المُغْبَرُّ لا مَنْزِلَ به . وفي الصّحاح : بَلْدَةٌ خَاشِعَةٌ : مُغْبَرَّةٌ لا مَنْزِلَ بها ومَكَانٌ خَاشِعٌ . وأَنْشَدَ الصّاغَانِيّ لِجَرِيرٍ : .
لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ ... سُورُ المَدِينَةِ والجِبَالُ الخُشَّعُ وقالَ النابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ يَصِفُ آثَارَ الدِّيَارِ : .
رَمَادٌ ككُحْلِ العَيْنِ ما إِنْ تَبِينُه ... ونُؤْىٌ كجِذْمِ الحَوضِ أَثْلَمُ خاشِعُ