قَدْ صَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضُّ مَا زَحَلْ ... وحَاضِرُ الماءِ هُجُودٌ ومُصَلْ قالَ : والتُّبَّع : ظِلُّ النَّهَارِ واشْتُقَّ هذا مِن ظِلِّ اللَّيْلِ .
وتَبَعَةٌ مُحَرَّكَة وتَقَدَّمَ أَنَّ أَبا عُبَيْدٍ البَكْرِيّ ضَبَطَهُ بِفَتْحِ الباءِ المُوَحَّدَةِ وسُكُونِ التَّاءِ المُثَنّاةِ الفَوْقِيَة ومِثْلُه في مُعْجَمِ ياقُوتٍ نَقْلاً عن الأَصْمَعِيِّ وقَدْ صَحَّفَهُ الصّاغَانِيّ وقَلَّدَهُ المُصَنِّفُ . قال الأَصِمَعِيُّ : هي هَضْبَةٌ بجِلْذَانَ من أَرْضِ الطّائفِ فيها نُقوبٌ كُلُّ نَقْبٍ قَدْرُ ساعَةٍ كانَتْ تُلْتَقَطُ فِيهَا السُّيُوفُ العَادِيَّةُ والخَرَزُ وساكِنُوها بَنُو نَصْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ .
والتّابِعُ والتّابِعَةُ : الجِنِّيُّ والجِنِّيَّةُ يَكُونَانِ مع الإِنْسَانِ يَتْبَعَانِهِ حَيْثُ ذَهَبَ . ومنه حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنه : أَوَّلُ خَبَرٍ قَدِمَ المَدِينَةَ امْرَأَةٌ لها تَابعٌ فجاءَ في صُورَةِ طائرٍ حَتَّى وَقَعَ فقالَتْ : انْزِلْ قالَ : إِنَّهُ ظَهَرَ بمَكَّةَ نَبِيٌّ حَرَّمَ الزِّنَا ومَنَعَ مِنّا القَرَارَ . والتابِعُ هُنَا : جِنِّيٌّ يَتْبَعُ المَرْأَةَ يُحِبُّهَا . والتّابِعَةُ : تَتْبَعُ الرَّجُلَ تُحِبُّه .
وقِيلَ : التّابِعَةُ : الرَّئِيُّ من الجِنِّ وإِنَّمَا أَلْحَقُوا الهاءَ للمُبَالَغَةِ أَوْ لتَشْنِيعِ الأَمْرِ أَو عَلَى إِرادَةِ الدّاهِيَة والجَمْعُ : التَّوَابعُ وهُنَّ القُرَنَاءُ . وتَابِعُ النَّجْمِ : اسْمُ الدَّبَرَانِ وسُمِّيَ به تَفاؤُلاً وفي العُبَابِ : تَطَيُّراً مِنْ لَفْظِهِ قال الأَزْهَرِيّ : وسَمِعْتُ بَعْضَ العَرَبِ يُسَمِّى الدَّبَرانَ تُوَيْبِعاً بالتَّصْغِيرِ . وقَالَ ابنُ بَرِّيّ : ويُقَالُ له : الحادِي والتَّالِي وأَنْشَدَ لِمُهَلْهِلٍ : .
كَأَنّ التّابِعَ المِسْكِينَ فيها ... أَجِيرُ في حُدَايَاتِ الوَقِيرِ ويُسَمَّى الدَّبَرانُ أَيْضاً تُبَّعاً كسُكَّرٍ قَالَهُ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ : وبه فُسِّرَ بَيْتُ سُعْدَى الجُهَنِيّة وقالَ : إِنَّما سُمِّىَ به لإتِّباعِه الثُّرَيَّا . قالَ الأَزْهَرِيُّ : وما أَشْبَهَ ما قَالَهُ بالصُّوابِ لأَنَّ القَطَا تَرِدُ المِيَاهَ لَيْلاً وقَلَّمَا تَرِدُ نَهَاراً ولذلِكَ يُقَالُ : أَدَلُّ مِن قَطَاةٍ ويَدُلُّ عَلَى ذلِكَ قَوْلُ لَبِيدٍ : .
فوَرَدْنَا قَبْلَ فُرَّاطِ القَطَا ... إِنَّ مِنْ وِرْدِيَ تَغْلِيسَ النَّهَلْ والتَّبِيعُ كأَمِيرٍ : النَّاصِرُ تَقُولُ : وَجَدْتُ علَى فُلانٍ تَبِيعاً أَيْ نَصِيراً مُتَابِعاً . نَقَلَهُ اللَّيْثُ .
والتَّبِيعُ : الَّذِي لك عَلَيْهِ مَالٌ وتَتَابِعُهُ أَي تَطَالِبُه به .
والتَّبِيعُ أَيْضاً : التَّابِعُ ومنه قَوْلُه تَعالَى : " ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً " قَالَ الفَرّاءُ : أَيْ ثَائراً ولا طَالِباً بالثَّأْرِ . وقالَ الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ لا تَجِدُوا مَنْ يَتْبَعُنَا بإِنْكَارِ مَا نَزَلَ بِكُمْ ولا يَتْبَعُنَا بِأَنْ يَصْرِفَه عَنْكُمْ وقِيلَ : تَبِيعاً : مُطَالِباً . والتَّبِيعُ : وَلَدُ البَقَرَةِ في الأُولَى ثُمَّ جَذَعٌ ثُمَّ ثَنِيٌّ ثُمَّ رَبَاعٌ ثُمَّ سَدِيسٌ ثم سَالِغٌ قالَهُ أَبُو فَقْعَسٍ الأَسَدِيُّ وهي بِهَاءٍ .
وقالَ اللَّيْثُ : التَّبِيعُ : العِجْلُ المُدْرِكُ لأَنَّهُ يَتْبَعُ أُمَّهُ بَعْدُ . قالَ الأَزْهَرِيّ : وهذا وَهَمٌ لأَنَّهُ يُدْرِكُ إِذا أَثْنَى أَي صَارَ ثَنِيّاً . والتَّبِيعُ من البَقَرِ يُسَمَّى تَبِيعاً حِينَ يَسْتَكْمِلُ الحَوْلَ ولا يُسَمَّى تِبِيعاً قَبْلَ ذلِكَ فإِذَا اسْتَكْمَلَ عَامَيْنِ فهو جَذَعٌ . فإِذا اسْتَوْفَى ثَلاَثَةَ أَعْوَامٍ فهو ثَنِيٌّ وحِينَئِذٍ مُسِنٌّ والأُنْثَى مُسِنَّةٌ وهي الَّتِي تَؤْخَذُ في أَرْبَعِينَ مِن البَقَرِ . قُلْتُ : وسَيَأْتِي البَحْثُ في ذلِكَ في س ل غ