والرَّبَابُ بالفَتْحِ : السَّحَابُ الأَبْيَضُ وقيل : هو السَّحَابُ المُتَعَلِّق الذي تَرَاهُ كأَنَّهُ دُونَ السحابِ قال ابن بَرِّيّ : وهذا القولُ هو المعروفُ وقد يكونُ أَبيضَ وقد يكون أَسودَ واحدتُهُ بهاءٍ ومثلُهُ في المُخْتَار وفي حديث النبيّ A " أَنَّهُ نَظَرَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْرِيَ بِهِ إلَى قَصْرٍ مِثْلِ الرَّبَابَةِ البَيْضَاءِ " قال أَبو عُبَيْد : الرَّبَابَةُ بالفَتْحِ : السَّحَابَةُ التي قد رَكِبَ بعضُهَا بعضاً وجَمْعُهَا : رَبَابٌ وبها سُمِّيَتِ المَرْأَةُ الرَّبَابَ قال الشاعر : .
" سَقَى دَارَ هِنْدٍ حَيْثُ حَلَّ بِهَا النَّوَىمُسِفُّ الذُّرَى دَانِي الرَّبَابِ ثَخِينُ وفي حديث ابن الزبيرِ " أَحْدَقَ بِكُمْ رَبَابُهُ " قال الأَصمعيّ : أَحْسَنُ بيتٍ قالته العرب في وصف الرَّبَابِ قولُ عبدِ الرحمنِ بنِ حسانَ عَلَى ما ذَكَره الأَصمعيُّ في نِسْبَةِ البيتِ إليه قال ابن بَرِّيّ : ورَأَيْتُ مَنْ يَنْسُبُه لِعُرْوَةَ بن جَلْهَمَةَ المَازِنِيِّ : .
إذَا اللهُ لَمْ يُسْقِ إلاَّ الكِرَامَ ... فَأَسْقَى وُجُوهَ بَنِي حَنْبَلِ .
أَجَشَّ مُلِثًّا غَزِيرَ السَّحَابِ ... هَزِيزَ الصَّلاَصِلِ والأَزْمَلِ .
تُكَرْكِرُهُ خَضْخَضَاتُ الجَنُوبِ ... وتُفْرِغُه هَزَّةُ الشَّمْأَلِ .
كَأَنَّ الرَّبَابَ دُوَيْنَ السَّحَابِ ... نعَامٌ تَعَلَّقَ بِالأَرْجُلِ والرَّبَابُ : ع بمَكَّةَ بالقُرْبِ من بِئْرِ مَيْمُونٍ والرَّبَابُ أَيضاً : جَبَلٌ بين المَدِينَةِ وفَيْدٍ على طريقٍ كان يُسْلَكُ قديماً يُذْكَرُ مَعَهُ جَبَلٌ آخرُ يقال له : خَوْلَة وهما عن يَمينِ الطريقِ ويَسَارِه والرَّبَابُ مُحَدِّثٌ يَرْوِي عن ابن عَباس وعنه تَمِيمُ بن حُدَير ذَكَرَه البُخَارِيّ وَرَبَابٌ عن مَكْحُولٍ الشاميِّ وعنه أَيوبُ بنُ موسى .
والرَّبَابُ : آلَةُ لَهْوٍ لَهَا أَوْتَارٌ يُضْرَبُ بِهَا ومَمْدُودُ بنُ عبدِ اللهِ الوَاسِطِيّ الرَّبَابِيّ يُضْرَبُ بِه المَثَلُ في مَعْرِفَةِ المُوسِيقِي بالرَّبَابِ مَاتَ ببغدَادَ في ذِي القَعْدَة سنة 638 .
والرَّبَابُ وأُمُّ الرَّبَابِ من أَسمائِهِنَّ منهنَّ الرَّبَابُ بنتُ امْرِئِ القَيْسِ بنِ عَدِيِّ بنِ أَوْسِ بنِ جابرِ بنِ كعبِ بنِ عُلَيْمٍ الكَلْبِيّ أُمُّ سُكَيْنَةً بِنْتِ الحُسَيْنِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ وفيها يقولُ سَيِّدُنا الحُسَيْنُ Bه : .
لَعَمْرُكَ إنَّنِي لأُحِبُّ أَرْضاً ... تَحُلُّ بِهَا سُكَيْنَةُ والرَّبَابُ .
أُحِبُّهُمَا وأَبْذُلُ بَعْدُ مَالِي ... ولَيْسَ لِلاَئمٍ فِيهِمْ عِتَابُ وقال أيضاً : .
أُحِبُّ لِحُبِّهَا زَيْداً جَمِيعاً ... ونَتْلَةَ كُلَّهَا وبَنِي الرَّبَابِ .
وأَخْوَالاً لَهَا مِنْ آلِ لأْمٍ ... أُحِبُّهُمُ وطُرَّ بَنِي جَنَابِ والرَّبَابُ هذه بِنْتُ أُنَيْفِ بنِ حَارِثَةَ بنِ لأْمٍ الطَّائِيِّ وهي أُمُّ الأَحْوَصِ وعُرْوَةَ بنِ عمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ ابنِ الحارثِ بنِ حِصْنِ بنِ ضَمْضَمِ ابنِ عَدِيِّ بمِ جَنَابِ بنِ هُبَلَ وبها يُعْرَفُونَ وَرَبَابُ بِنْتُ ضليعٍ عن عَمِّهَا سَلْمَانَ بنِ رَبِيعَةَ وَرَبَابُ عن سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ وعنها حَفِيدُهَا عُثْمَانُ بنُ حَكِيمٍ ورَبَابُ ابْنَةُ النُّعْمَانِ أُمُّ البَرَاءِ بنِ مَعْرُورٍ وأَنشدَ شيخُنَا C تعالى : .
عَشِقْتُ وَلاَ أَقُولُ لِمَنْ لأَنِّي ... أَخَافُ عَلَيْهِ مِنْ أَلَمِ العَذَابِ .
وكُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يُشْفَى فُؤَادِي ... بِرِيقٍ مِنْ ثَنَايَاهُ العِذَابِ .
فَأَشْقَانِي هَوَاهُ وَمَا شَفَانِي ... وعَذَبّنِي بِأَنْوَاعِ العَذَابِ .
وغَادَرَ أَدْمُعِي مِنْ فَوْقِ خَدِّي ... تَسِيلُ لِغَدْرِهِ سَيْلَ الرَّبَابِ وَمَا ذَنْبِي سِوَى أَنْ هِمْتُ فِيهِ كَمَنْ قَدْ هَامَ قِدْماً في الرَّبَابِ .
بِذِكْرَاهُ أَرَى طَرَبِي ارْتِيَاحاً ... وَمَا طَرَبِي بِرَنَّاتِ الرَّبَابِ