وقد مَرَّتِ الأَبْيَاتُ في غيظ . وقال أَبُو القَاسِمِ الزَّجّاجِيّ : يُقالُ فَاظَ المَيِّت بالظّاءِ وفَاضَتْ نَفْسُه بالضاد وفاظتْ نفسُه بالظاءِ جائِزٌ عِنْدَ الجَمِيعِ إِلاّ الأَصْمَعِيّ فإِنّهُ لا يَجْمَعُ بَيْنَ الظَّاءِ والنَّفْسِ . والَّذِي أَجازَ فاظَتْ نَفْسُهُ يَحْتَجُّ بِقَوْلِ الشاعِرِ : .
كادَتِ النَّفْسُ أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ ... إِذْ ثَوَى حَشْوَرَيْطَةٍ وبُرُودِ وقَوْلِ الآخَرِ : .
هَجَرْتُكَ لا قِلىً مِنِّي ولكِنْ ... رَأَيْتُ بَقَاءَ وُدِّكِ فِي الصُّدُودِ .
كهَجْرِ الحَائماتِ الوِردَ لَمَّا ... رَأَتْ أَنَّ المَنِيَّةَ فِي الوُرُودِ .
تغيظ نفوسها ظمأ وتخشى ... حمامأ فهي تنظر من بعيد وحَانَ فَيْظُه وفَوْظُه أَي مَوْتُه . على المُعَاقَبَةِ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيّ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : تَفَيَّظُوا أَنْفُسَهُمْ : تَقَيَّئُوها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . والفَيْظَانُ بالفَتْحِ : لُغَةٌ في الفَيَظَانِ بالتَّحْرِيكِ عن اللِّحْيَانِيّ .
فصل القاف مع الظاءِ .
ق ر ظ .
القَرَظُ مُحَرَّكَة : وَرَقُ السَّلَمِ يُدْبَغُ بِهِ كما في الصّحاح وهو قَوْلُ اللَّيْثِ أَو ثَمَرُ السَّنْطِ ويُعْتَصَرُ مِنْهُ الأَقَاقِيَا . وقال أَبُو حَنِيفَةَ : القَرَظُ : أَجْوَدُ مَا تُدْبَغُ بِهِ الأُهُبُ فِي أَرْضِ العرَبِ وهي تُدْبَغُ بِوَرَقِهِ وثَمَرِهِ . وقال مَرَّةً : القَرَظُ : شَجَرٌ عِظَامٌ لَهَا سُوقٌ غِلاظٌ أَمْثَالُ شَجَرِ الجَوْزِ ووَرَقُهُ أَصْغَرُ من وَرَقِ التَّفّاحِ ولَهُ حَبٌّ يُوضَعُ في المَوَازِينِ وهو يَنْبُتُ في القِيعَانِ وَاحِدَتُه قَرَظَةٌ وبِهَا سُمٍّيَ الرَّجُل قَرَظَةَ وقُرَيْظَةَ .
قُلْتُ : وقالَ ابنُ جَزْلَةَ : أَقَاقيَا : هو عُصَارَةُ القَرَظِ وفِيه لَذْعٌ وأَجْوَدُه الطَّيِّبُ الرّائحَةِ الرًّزينُ الصُّلْبُ الأَخْضَرُ يَشُدُّ الأَعْضَاءَ المُسْتَرْخِيَة إِذا طُبِخَ في ماءِ وصُبَّ عَلَيْها .
والقَارِظُ : مُجْتَنِيهِ وجامِعُهُ . والقَرّاظُ كشَدّادٍ : بائِعُهُ وأَدِيمٌ مَقْرُوظٌ : دُبِغَ أَو صُبِغَ بِهِ يُقَالُ : قَرَظَ السِّقاءِ يقْرِظُهُ قَرْظاً أَيْ دَبَغَهُ بالقَرَظِ أَوْ صَبَغَهُ بِهِ .
وكَبْشٌ قرَظِيٌّ كعَرَبِيّ وجُهَنِيٍّ الأخِيرُ عَلَى تَغْيِيرِ النَّسَبِ يَمَنِيٌّ لأَنَّهَا مَنَابِتُه نَقَلَه الجَوْهَرِيّ .
والقَارِظانِ : رَجُلانِ أَحَدُهُمَا يَذْكُرُ بنُ عَنَزَةَ وهو الأَكْبَرُ كانَ لِصُلْبِهِ والآخَرُ عامِرُ بنُ رُهْمِ بنِ هُمَيْمِ بن يَذْكُرَ بنِ عَنَزَةَ كذا ذكره ابن الأعرابي وقال غيره : هو رهم بن عامر وهو الأصغر ويقال له القارظ الثاني وكلاهما من عنزة يُقَالُ : إِنَّهُمَا خَرَجَا في طَلَبِ القَرَظِ يَجْتَنِيَانِهِ فَلَمْ يَرْجِعَا فضُرِبَ بِهِمَا المَثَلُ فَقَالُوا : لا آتِيكَ أَوْ يَؤُوبَ القارِظُ يُضْرَبُ في انْقِطَاعِ الغَيْبَةِ وإِيَّاهُما أَرادَ أَبُو ذُؤَيْبٍ بِقَوْلِهِ : .
وحَتَّى يؤُوبَ القَارِظَانِ كِلاهُمَا ... ويُنْشَرَ فِي القَتْلَى كُلَيْبٌ لِوائِل وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْدُهُمَا من بَنِي هُمَيْم والآخَرُ يَقْدُمُ بنُ عَنَزَةَ . وقَلَ ابنُ بَرِّيّ : ذَكَرَ القَزَّازُ في كِتَابِ الظّاءِ : أَنَّ أَحَدَ القَارِظَيْنِ يَقْدُمُ بنُ عَنَزَةَ والآخَرَ عامِرُ بنُ هَيْصَم بنِ يَقْدُمَ بنِ عَنَزَةَ .
وفي المُحْكَمِ : ولا آتِيكَ القارِظَ العَنَزِيّ أَي لا آتِيكَ مَا غَابَ القَارِظُ العَنَزِيّ فأَقَامَ القَارِظَ العَنَزِيَّ مُقامَ الدَّهْرِ ونَصَبَهُ عَلَى الظّرْفِ وهذَا اتِّساعٌ وله نَظائرُ .
وقالَ بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ لابْنَتِه عُمَيْرَةَ وهُوَ يَجُودُ بنَفْسِه لَمّا أَصَابَهُ سَهْمٌ من غُلامٍ من أئلَةَ : .
وإِنَّ الوائِليَّ أَصابَ قَلْبِي ... بسَهْمٍ لَمْ يَكُنْ يُكْسَى لُغَابَا .
فرَجِّي الخَيْرَ وانْتَظرِي إِيابِي ... إِذا ما القَارِظُ العَنَزِيُّ آبَا