وقَالَ ابْنُ جِنّي : وممّا يَجُوزُ في القِيَاسِ - وإِنْ لَمْ يَرِدْ به اسْتِعْمَالٌ الأفعال التي وردت مصادرها ورُفِضَتْ هي نَحْوُ فَاظَ المَيِّتُ فَيْظاً وفَوْظاً ولم يَسْتَعْمِلُوا مِنْ فَوْظٍ فِعلاً . قالَ : ونَظِيرُه الأَيْنُ الَّذِي هو الإِعْيَاءُ لَمْ يَسْتَعمِلُوا مِنْهُ فِعْلاً . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : حَانَ فَوْظُهُ أَيْ مَوْتُهُ عن الأصْمَعِيّ . وقَدْ ذَكَرَهُ المُصَنِّف اسْتِطْراداً في الَّتِي تَلِيهَا فَمَا أَغْنَاه عَنْ ذِكْرِهِ هُنَا فإِنَّهُ عَلَى شَرْطِهِ .
ف ي ظ .
كَفَاظَ يَفِيظُ فَيْظاً وفَيْظُوظَةً وفَيَظَاناً مُحَرَّكَةً وفُيُوظاً بالضّمِّ ذَكَرَهُنَّ الجَوْهَرِيّ مَا عَدَا الثّانِيَةَ فإِنَّهُ ذَكَرَهَا اللَّيْثُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِرُؤْبَةَ ويُقَالُ لِلْعَجّاجِ : .
والأسْدُ أَمْسَى جَمْعُهُمْ لُفَاظَا ... لاَ يَدْفِنُونَ مِنْهُمُ مَنْ فَاظَا .
" إِنْ ماتَ فِي مَصِيفِهِ أَو قاظا أَيْ مِنْ كَثْرَةِ القَتْلَى .
وفي الحَدِيثِ : أَنَّهُ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسَهِ فَأَجْرَى الفَرَسَ حَتَّى فاظ ثُمَّ رَمَى بِسَوْطِهِ فقالَ : أَعْطُوهُ حَيْثُ بَلَغَ السَّوْطُ . وفِي حَدِيثِ قَتْلِ ابنِ أَبِي الحُقَيْقِ : فاظَ وإِلهِ بَنِي إسْرائِيلَ .
وأَفَاظَهُ اللهُ تَعَالَى : أَمَاتَهُ ويُقَالُ : ضَرَبْتُهُ حَتَّى أَفَظْتُ نَفْسَهُ وأفاظ الله تعالى نفسه قال : .
فهَتَكْتُ مُهْجَةَ نَفْسِه فَأَفْظْتُهَا ... وثَأَرْتُه بمُعَمِّمِ الحِلْمِ قال الجَوْهَرِيّ : وكَذلِكَ فاظَتْ نَفْسُه أَي خَرَجَت رُوحُه عن أَبِي عُبَيْدَةَ والكِسائيّ وعن أَبِي زَيْدٍ مِثْلُهُ . وقال الأَصْمَعِيّ : سَمِعْتُ أَبا عَمْرِو بنَ العَلاءِ يَقُولُ : لا يُقَالُ : فَاظَتْ نَفْسُه ولكْنْ يُقَالُ : فَاظَ إِذا ماتَ . قالَ : ولا يُقَالُ : فاضَ بَتَّةً . وحَكَى الكِسَائِيّ : فَاظَتْ نَفْسُه وفَاظَ هو نَفْسَهُ أَيْ قاءَهَا يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى هكَذَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عنه : فعَلَى هذا قَوْلُ شَيْخِنَا . قُلْتُ : الصَّوابُ فَاظَتْ نَفْسُ . وقولُه : قَاءَهَا من قَبِيحِ التَّعْبِيرِ لا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ فإِنّ الَّذِي ذَكَرَهُ المُصَنِّف هو نَصُّ الكِسَائيّ وكَأَنَّ شَيْخَنا اشْتَبَه عَلَيْهِ الحالُ وغَفَلَ عن النُّصُوص أَوْ إِذا ذَكَرُوا نَفْسَه ففاضَتْ بالضَّادِ وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيّ . وأَنْشَدَ لِدُكَيْنِ بنِ رَجاءٍ الفُقَيْمِيّ بالضّادِ وذلِكَ أَنَّهُ أَتَى عُرْساً فحُجِبَ فَرَجَزَ بِهِمْ : .
" اجْتَمَعَ النّاسُ وقَالُوا عُرْسُ .
" إِذا قِصاعٌ كالأَكُفِّ خَمْسُ .
" زَلَحْلَحَانق مُصْغَرَانٌ مُلْسُ .
" ودُعِيَتْ قِيْسٌ وجَاءَتْ عَبْسُ .
" ففُقِئَتْ عَيْنٌ وفَاضَتْ نَفْسُ هَكَذا هو بالضّادِ . ورَوَاهُ الجَوْهَرِيُّ : وفاظَت بالظَّاءِ وقِيلَ : فَاضَتْ بالضّادِ لُغَةُ دُكَيْنٍ وَحْدَهُ . ولُغَةُ سَائِر العَرَبِ : فاظَتْ نَفْسُه .
وقالَ أَبُو حاتِمٍ : سَمِعْتُ أَبا زَيْدٍ يَقُول : بَنُو ضَبَّةَ وَحْدَهُمْ يَقُولُون : فَاظَتْ نَفْسُهُ . قُلْتُ ورَوَاهُ مِثْلَهُ المازِنيُّ عن أَبي زَيْدٍ . وقَالَ اللَّيْثُ : فَاظَتْ نَفْسُهُ إِذا خَرَجَتْ والفاعِلُ فائظٌ .
وقال الفَرّاءُ : أَهْلُ الحَجاَزِ وطَيِّئ يَقُولُونَ : فَاظَتْ نَفْسُهُ . وقُضَاعَةُ وتَمِيمٌ وقَيْسٌ يَقُولُون : فاضَتْ نَفْسُهُ مِثْلُ فَاضَتْ دَمْعَتُه . وقالَ أَبو زَيْدٍ وأَبُو عُبَيْد : فَاظَتْ نَفْسُه بالظاءِ لُغَةُ قَيْس وبالضاد لُغَةُ تَمِيمٍ . ومِمّا يُقَوِّي فاظَتْ بالظّاءِ قَوْلُ الشّاعِر : .
يَدَاكَ يَدٌ جُودُهَا يُرْتَجَي ... وأُخْرَى لأعدائها غائظه .
فأَمَّا الَّتِي خَيْرُهَا يُرْتَجَي ... فَأَجْوَدُ جُوداً مِنَ اللافِظَهْ .
وأَمَّا الَّتِي شَرُّها يُتَّقَى ... فَنَفْسُ العَدُوَّ لَها فائظَةْ ومِثْلُهُ قَوْلُ الحُضَيْنِ بنِ المُنْذِرِ .
" ولاَ هِيَ فِي الأَرْوَاحِ حِينَ تَفِيظُ