حَدَّثَ عن أَبِي جَعْفَرٍ هذا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ القاسِمِ اللَّكِّيّ وعَنْهُ أَبو نُعَيم . ومِنْ طَرِيقِهِ وَصَلَتْ إِلَيْنَا هذِه النُّسْخَةُ . وقال الذَّهَبِيّ في المُعْجَمِ تَكَلَّمَ ابنُ مَاكُولا في الَّلكِّيّ هذَا وقد أَشَرْنا لِذلِكَ في ش ر ط . وفي المُحْكَم : نَبَطَ الرَّكِيَّةَ وأَنْبَطَهَا واسْتَنْبَطَها وتَنَبَّطَهَا هكَذَا في النُّسَخ : والّذِي في المُحْكَمِ : نَبَّطَها قال : والأَخِيرَةُ عن ابْنِ الأَعْرَابيّ : أَمَاهَهَا وقَدْ سَبَقَ للمُصَنّف : أَنْبَطَ الحافِرُ قَرِيباً فهُوَ تَكْرَارٌ . وقال أَبُو عَمْرٍو : حَفَرَ فأَثْلَجَ إِذا بَلَغَ الطِّينَ فإِذا بَلَغَ الماءَ قِيل : أَنْبَطَ فإِذا كَثُرَ الماءُ قِيل : أمَاهَ وأمْهَى فإِذا بَلَغَ الرَّمْلَ قِيل : أَسْهَبَ . وكُلُّ ما أُظْهِرَ بَعْدَ خفاءٍ فقَدْ أُنْبِطَ واسْتُنْبِطَ مَجْهُولَيْنِ . وفي البَصَائِر : وكُلُّ شْيءٍ أَظْهَرْتَهُ بَعْدَ خَفائهِ فَقَدْ أَنْبَطْتُه واسْتَنْبَطْتَهُ .
والَّذِي في اللِّسَان : وكُلُّ ماءٍ أُظْهِرَ فَقَدْ أُنْبِطَ . والنُّبَيْطَاءُ كحُمَيْراءَ : جَبَلٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ حَرَسَهَا اللهُ تَعَالَى : عَلَى ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ من تُوزَ بَيْنَ فَيْدَ وسَمِيرَاءَ .
وَوَعْساءُ النُّبَيْطِ مُصَغَّراً : ع وهِيَ رَمْلَةٌ بالدَّهْنَاءِ مَعْرُوفَةٌ ويُقَالُ أَيْضاً : وَعْساءُ النُّمَيْطِ : قال الأَزْهَرِيّ : وهكَذَا سَماعِي مِنْهُمْ . والإِنْبَاطُ : التَّأْثِيرُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ عن ابنِ عَبّادٍ .
ومِنَ المَجَازِ : اسْتَنْبَطَ : الفَقِيهُ أَيْ اسْتَخْرَجَ الفِقْهَ البَاطِنَ بفَهْمِهِ واجْتِهَادِهِ قال الله تَعالَى : " لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَه منهم " قال الزَّجّاجُ : مَعْنَى يَسْتَنْبِطُونَهُ في اللُّغَةِ يَسْتَخْرِجُونَهُ وأَصْلُهُ مِنَ النَّبَطِ وهو المَاءُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ البِئْرِ أَوّلَ ما تُحْفَرُ . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَليه : النَّبِيطُ كأَمِيرٍ : الماءُ الَّذِي يُنْبَطُ من قَعْرِ البِئْرِ إِذا حُفِرَتْ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . ويُقَال للرَّكِيَّةَ نَبَطٌ مُحَرَّكَةً : إِذا أُمِيَهتْ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيْضاً . ويُقالُ : أَنْبَطَ في غَضْرَاءَ أَيْ اسْتَنْبَطَ المَاءَ مِنْ طِينٍ حُرٍّ .
ونَبَطَ العِلْمَ : أَظْهَرَه ونَشَرَهُ في النَّاسِ وهو مَجَازٌ ومنه الحَدِيثُ : " مَنْ غَدَا مِنْ بَيْتِهِ يَنْبِطُ عِلْماً فَرَشَتْ لَهُ المَلائِكَةُ أَجْنِحَتَها " .
واسْتَنْبَطَ الفَرَسَ : طَلَبَ نَسْلَهَا ونِتَاجَهَا ومنه الحَدِيثُ : " رَجُلٌ ارْتَبَطَ فَرَساً لِيَسْتَنْبِطَها " وفي رِوَايَةٍ : لِيَسْتَبْطِنَها أَي يَطْلُبُ ما في بَطْنِهَا . والنَّبَطُ مُحَرَّكَةً : ما يَتَحَلَّبُ من الجَبَلِ كَأَنَّهُ عَرَقٌ يَخْرُجُ من أَعْرَاضِ الصَّخْرِ . وقال ابْن الأَعْرَابِيّ : يُقَالُ للرَّجُلِ إِذا كانَ يَعِدُ ولا يُنْجِزُ : فُلانٌ قَرِيبُ الثَّرَى بَعِيدُ النَّبَطِ . يُرِيدُ أَنَّهُ دانِي المَوْعِدِ بَعِيدُ الإِنْجَازِ وفُلانٌ لا يُنالُ نَبَطُه إِذا وُصِفَ بالعِزِّ والمَنَعَةِ حَتَّى لا يَجِدَ عَدُوُّهُ سَبِيلاً لأَنْ يَتَهَضَّمَهُ . والنُّبْطَةُ بالضَّمِّ : بَيَاضٌ في بَاطِنِ الفَرَسِ . وكُلِّ دابَّةٍ كالنَّبَطِ مَحَرَّكَةً .
واسْتَنْبَطَ الرَّجُلُ : صَارَ نَبَطِيّاً . ومنه تَمَعْدَدُوا ولا تَسْتَنْبِطُوا وفي الصّحاح في كَلامِ أَيُّوبَ بنِ القِرِّيَّةِ أهْلُ عُمَانَ عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا وأَهْلُ البَحْرَيْنِ نَبَطٌ اسْتَعْرَبُوا . وعِلْكُ الأَنْبَاطِ : هو الكَامَانُ المُذَابُ يُجْعَلُ لَزُوقاً لِلْجُرْحِ . والنَّبْطُ : المَوْتُ حكاه ثَعْلَبٌ . هُنَا أَوْرَدَه صاحِبُ اللّسَان أَوْ صَوابُهُ النَّيْط بالياءِ التَّحْتِيَّة كما يَأْتِي للمُصَنّف . ونَبَطٌ مُحَرَّكَةً : جَبَلٌ نَقَلَه الصّاغَانِيّ .
واسْتَنْبَطَهُ واسْتَنْبَطَ مِنْهُ عِلْماً وخَيْراً ومَالاً : اسْتَخْرَجَهُ وهو مَجازٌ .
والاسْتِنْبَاطُ : قَرْيَةٌ بالفَيّوم . والنِّبَاط بالكَسْرِ : اسْتِنْبَاطُ الحَدِيثِ واسْتِخْرَاجُه . قال المُتَنَخّل :