وجِياداً كأنها قُضُبُ الشَّوْ ... حَطِ يَحْمِلْنَ شِكَّةَ الأبْطالِ وقالَ أَبُو حَنيفَةَ : أَخْبَرَني العالِمُ بالشَّوْحَطِ أنَّ نَباتَه نَباتُ الأرْزِ قُضْبانٌ تَسْمو كَثيرَة من أَصْلٍ واحِدٍ قالَ ووَرَقَهُ فيما ذَكَرَ رِقاقٌ طِوالٌ وله ثَمَرةٌ مِثْلُ العِنَبَةِ الطَّويلَة إلاَّ أنَّ طَرَفَها أَدَقُّ وهي لَيِّنَةٌ تُؤْكَلُ . أو الشَّوْحَطُ : ضَرْبٌ من النَّبْعِ تُتَّخَذُ مِنْهُ القِياسُ . قالَ الأَصْمَعِيّ : من أَشْجارِ الجِبالِ النَّبْعُ والشَّوْحَطُ والتَّأْلَبُ . وحكى ابنُ بَرِّيّ في أماليه أنَّ النَّبْعَ والشَّوْحَطَ واحدٌ واحتجَّ بقَوْلِ أوْسٍ يَصِفُ قَوْساً : .
تَعَلَّمَها في غيلِها وهي حَظْوَةٌ ... بوادٍ به نَبْعٌ طِوالٌ وحِثْيَلُ .
وبانٌ وظَبْيانٌ ورَنْفٌ وشَوْحَطٌ ... أَلَفُّ أَثيثٌ ناعِمٌ مُتَعَبِّلُ فجَعَل مَنْبِتَ النَّبْعِ والشَّوْحَطِ واحِداً . وأَنْشَدَ ابن الأَعْرَابِيّ : .
وَقَدْ جَعَلَ الوَسْمِيُّ يُنْبِتُ بَيْنَنا ... وبينَ بَني دودانَ نَبْعاً وشَوْحَطا قالَ ابنُ بَرِّيّ : مَعْنَى هذا : أنَّ العَرَب كانت لا تَطْلُبُ ثَأرَها إلاَّ إِذا أخْصَبَت بِلادُها أَي صارَ هذا المَطَرُ يُنْبِتُ لنا القِسِيَّ الَّتِي تَكُونُ من النَّبْعِ والشَّوْحَطِ أو هُما والشَّرْيانُ واحِدٌ ويَخْتَلِفُ الاسمُ بحَسَبِ كَرَمِ مَنابِتِها فما كانَ في قُلَّةِ الجَبَلِ فنَبْعٌ وما كانَ في سَفْحِه فهو شَرْيانٌ وما كانَ في الحَضيض فهو شَوْحَطٌ هَكَذا نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ عن المُبَرَّد . فأمَّا قَوْلُ ابنُ بَرِّيّ : الشَّوْحَطُ والنَّبْع شَجَرٌ واحِدٌ فما كانَ منها في قُلَّةِ الجَبَلِ فهو نَبْعٌ وما كانَ في سَفْحِه فهو شَوْحَط وقالَ المُبَرَّد : وما كانَ في الحَضيض فهو شَرْيانٌ وَقَدْ رُدَّ إِلَى المُبَرّد هذا القول . والَّذي قالَهُ الغَنَوِيُّ الأعْرابِيّ : النَّبْعُ والشَّوْحَطُ والسَّراءُ واحِدٌ . وما قالَهُ ابنُ بَرِّيّ صَحيحٌ يَعْضُدُه قَوْلُ أَبي زيادٍ وغيرِه . وأمَّا الشَّرْيانُ فلم يَذْهب أحَدٌ إِلَى أَنَّهُ من النَّبْعِ إلاَّ المُبَرّد . قُلْتُ : وقالَ أَبُو زِيادٍ : وتُصْنَعُ القِياسُ من الشِّرْيان وهي جَيِّدَةٌ إلاَّ أنها سَوْداءُ مُشْرَبَةٌ حُمْرَةٌ قالَ ذو الرُّمَّة : .
وفي الشِّمالِ من الشَّرْيانِ مُطْعِمَةٌ ... كَبْداءُ في دودِها عَطْفٌ وتَقْويمُ وقالَ أَبُو حَنيفَةَ مَرَّةً : الشَّوْحَطُ والنَّبْعُ أَصْفَرا العودِ رَزيناهُ ثَقيلانِ في اليَدِ إِذا تَقادَما أَحْمَرَّا . والشَّوْحَطَةُ : واحِدَتُه . والشَّوْحَطَةُ أَيْضاً : الطَّويلَةُ من الخَيْلِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ وكَأَنَّهُ عَلَى التَّشْبيه بالشَّوْحَطَةِ الشَّجَرَةِ . والشَّاحِطُ د باليَمَنِ . وشُواحِطٌ بالضَّمِّ : حِصْنٌ بها مُطِلٌّ عَلَى السُّحولِ . وشُواحِطٌ أَيْضاً : جَبَلٌ قُرْبَ السَّوارِقِيَّةِ بَيْنَ الحَرَمَيْن الشَّريفَيْن كثيرُ النُّمورِ والأراوِيّ وفيه أَوْشالٌ . ويَوْمُ شُواحِطٍ : مَعْروفٌ في أَيّامِ العَرَبِ . وشُواحِطٌ في قَوْلِ ساعِدَةَ بن العَجْلانِ الهُذَلِيِّ : .
غَداةَ شُوَاحِطٍ فنَجَوْتَ شَدًّا ... وثَوْبُكَ في عَباقِيَةٍ هَريدُ قِيل : مَوضِعٌ كما في اللّسَان وقِيل : بَلَدٌ كما في العُبَاب وعَباقِيَةٌ : شَجرةٌ ويُرْوَى : عَماقِيَةٍ . وشُوَاحِطَةُ : ة بصَنْعاء اليَمن نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ . وشَحْطٌ بالفَتْحِ : أَرْضٌ لطَيِّئٍ قالَ امْرُؤُ القَيس : .
فهَل أنا ماشٍ بَيْنَ شَحْطٍ وحَيَّةٍ ... وهلْ أنا لاق حيِّ قَيْسِ بن شَمَّرا