كشَحِطَ شَحَطاً كفَرِحَ . وشَحَطَ الشَّرابَ يَشْحَطُه : أَرَقَّ مِزاجَهُ عن أَبي حَنيفَةَ . وشَحَطَ الجَمَلَ وغَيْرَه يَشْحَطُه شَحْطاً : ذَبَحَهُ عن أَبي عَمرٍو وابن دُرَيْدٍ . وقالَ ابنُ سِيدَه : هو بالسِّين أَعْلَى وَقَدْ تَقَدَّم . وشَحَطَ البَعيرَ في السَّوْمِ حتَّى بَلَغ أَقْصى ثَمَنِه يَشْحَطُه شَحْطاً . ومِنْهُ حَديثُ رَبيعَةَ أَنَّهُ قالَ - في الرَّجُلِ يُعْتِقُ الشِّقْصَ من العَبْدِ - إِنَّهُ يَكُونُ عَلَى المُعْتِقِ قيمةُ أنْصِباءِ شُركائه يُشْحَطُ الثَّمَنُ ثمَّ يُعْتَقُ كُلُّه يريدُ يُبْلَغ بقيمَةِ العَبْدِ أَقْصَى الغايَةِ . هو من شَحَطَ في السَّوْمِ إِذا أَبْعَدَ فيه وقِيل : مَعْنَاهُ يُجْمَع ثَمَنُه . من شَحَطْتُ الإناءَ إِذا مَلأتَهُ . أو شَحَط فُلانٌ في السَّوْمِ وأَبْعَطَ إِذا اسْتامَ بسِلْعَتِه وتَباعَدَ عن الحَقِّ وجاوَزَ القَدْرَ عن اللِّحْيانِيّ وكسَمِعَ : لُغَةٌ فيه أَيْضاً عنه قالَ ابن سِيدَه : أُرى ذلِكَ . وشَحَطَ فُلاناً إِذا سَبَقَه وفاتَه وتَباعَدَ عَنه وفي التَّهذِيب : يُقَالُ : جاءَ فُلانٌ سابِقاً وَقَدْ شَحَطَ الخَيْلَ أَي فاتَها . ويُقَالُ : شَحَطَت بَنو هاشِمٍ العرَبَ أَي فاتوهُم فَضْلاً وسَبَقوهم . وشَحَطَ الحَبَلَة إِذا وَضَعَ إِلَى جَنْبِها خَشَبَةً حتَّى تَرْتَفِع إليها قالَهُ أَبُو الخَطّاب . وقالَ غيره : حتَّى تَسْتَقِلَّ إِلَى العَريشِ . وشَحَطَ الإناءَ وشَمَطَه : مَلأهُ عن الفَرَّاءُ . وشَحَطَ فُلانٌ : سَلَحَ وهو مَجازٌ عن شَحَطَ الطّائرُ وقالَ الأّزْهَرِيّ : يُقَالُ شَحَطَ الطّائرُ وصامَ وسَقْسَقَ ومَزَقَ ومَرَقَ بمعنًى واحِدٍ . وقالَ ابن الأَعْرَابِيّ : شَحَطَت العَقْرَبُ إيّاه أَي لَدَغَتْه وكَذلِكَ وَكَعَتْه . وعن أَبي عَمْرٍو : شَحَطَ اللَّبَنَ إِذا أَكْثَرَ ماءهُ فهو مَشْحوطٌ وأَنْشَدَ : .
مَتى يَأتهِ ضَيْفٌ فلَيْسَ بذائقٍ ... لَماجاً سِوَى المَشْحوطِ واللَّبَنِ الأدْلِ هَكَذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ هنا وقَلَّده المُصَنِّف وذَكَرَه صَاحِب اللّسَان بالسِّين المُهْمَلَة وَقَدْ أَشَرْنا إليه في المُسْتَدْرَكاتِ . وقالَ ابن الأَعْرَابِيّ : الشَّحْطُ والصَّوْمُ : ذَرْقُ الطّائِرِ وأَنْشَدَ لِرَجُلٍ من بَني تَميمٍ جاهِلِيٍّ : .
ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْماةٍ بمَهْلَكَةٍ ... جاوَزْتُه بعَلاةِ الخَلْقِ عِلْيانِ .
كأَنَّما الشَّحْطُ في أَعْلَى حَمائرِه ... سبائِبُ الرَّيْطِ من قَزٍّ وكَتّانِ وقالَ اللَّيْثُ وابن سِيدَه : الشَّحْطُ : الاضْطِرابُ في الدَّمِ . قالَ : والشَّحْطَة بهاءٍ : داءٌ يَأْخُذُ الإبِلَ في صُدورِها فلا تَكادُ تَنْجو مِنْهُ . قالَ : والشَّحْطَةُ أَيْضاً : أَثَرُ سَحْجٍ يُصيبُ جَنْباً أو فَخِذاً أو نحو ذلِكَ . وتَشَحَّطَ الوَلَدُ في السَّلَى وكَذلِكَ القَتيلُ في الدَّمِ كما للجَوْهَريّ : اضْطَرَبَ فيه قالَ النَّابِغَة الذُّبْيانيّ يَصِفُ الخَيْلَ : .
ويَقْذِفْنَ بالأوْلادِ في كُلِّ مَنْزِلٍ ... تَشَحَّطُ في أَسْلائِها كالوَصائلِ الوَصائِلُ : البُرودُ الحُمْرُ فيها خُطوطٌ خُضْرٌ وهي أَشْبَهُ شَيْءٍ بالسَّلَى والسَّلَى في الماشِيَةِ خاصَّةً والمَشيمَةُ في النَّاسِ خاصَّةً وفي حديث مُحَيِّصَةَ : " وهو يَتَشَحَّطُ في دَمِه " أَي يَتَخَبَّطُ فيه ويَضْطَرِب ويَتَمَرَّغ . والمِشْحَطُ كمِنْبَرٍ : عُوَيْدٌ يوضَعُ عند قَضيب من قُضْبانِ الكَرْمِ يَقيهِ من الأرضِ كالشَّحْطِ والشَّحْطَةِ وقِيل : الشَّحْطَةُ عودٌ من رُمَّانٍ أو غَيْرِه تَغْرِسُه إِلَى جَنْبِ قَضيبِ الحَلَبَةِ حتَّى يَعْلوَ فَوْقَه . وقِيل : الشَّحْطُ : خَشَبَةٌ توضَع إِلَى جَنْبِ الأغْصانِ الرِّطابِ المُتَفَرِّقَةِ القِصارِ الَّتِي تَخْرُجُ من الشُّكُر حتَّى تَرْتَفِعَ عليها . ونَقَلَ ابن شُمَيْلٍ عن الطّائِفِيِّ قالَ : هو عودٌ تُرْفَع عَلَيْهِ الحَبَلَةُ حتَّى تَسْتَقِلَّ إِلَى العَريشِ . والشَّوْحَطُ : ضَرْبٌ من شَجَر الجِبالِ تُتَّخَذُ مِنْهُ القِسِيُّ كما في الصّحاح والمُرادُ بالجِبالِ جِبالُ السَّراةِ فإنها هي الَّتِي تُنْبِتُه قالَ الأعشى :