الرَّسَاطُونُ بالفَتْحِ قِيل : وَزْنُه فَعَالُون وَقَدْ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ واللَّيْثُ وقالَ الأّزْهَرِيّ : هو : الخَمْرُ بلُغَةِ الشَّام وسائرُ العَرَبِ لا يَعْرِفونَه قالَ : وكأَنَّها رُوميَّةٌ دَخَلَتْ في كلامِهِم وعِبَارَة التَّهذيب : وأُراها روميَّةٌ دَخَلَتْ في كلامِ مَن جاوَرَهُم من أَهلِ الشَّامِ قالَ شَيْخُنَا : وإذا قِيل بعُجْمَتِه فمن أَيْنَ الحُكْمُ عَلَى وَزْنِه وأَصالَةِ بعضِ الحُروف دون بعضٍ ؟ فتأَمَّلْ وتذَكَّرْ مَا أَسْلَفْناهُ في الأَلْفاظِ العَجَمِيَّةِ .
ر ش ط .
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : رَشَاطُون بالشِّين المُعْجَمَة لغةٌ في المُهْمَلَة نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ قالَ : ومنهُم من يَقْلِبُ السِّينَ شِيناً فيقولُ رَشَاطُون والكلام عَلَيْهِ مِثْلُ الكلامِ في المُهْمَلَة . والرُّشَاطِيُّ ضَبَطوه بالفَتْحِ وبالضَّمِّ فمن قالَ بالفَتْحِ يَقُولُ : أَحَدُ أَجْدادِه اسمُه رَشَاطَةُ فنُسِب إِلَيْه ومن قالَ بالضَّمِّ يَقُولُ : نُسِبَ إِلَى حاضِنَةٍ له كانت أَعْجَمِيَّةً تُدْعَى برُشاطَةَ أَو كانت تُلاعِبُه فتقولُ : رُشَاطَة فنُسِبَ إليها وهو الإِمامُ المشْهورُ أَبُو محمَّدٍ عبدُ الله بنُ عليِّ ابنِ عَبْدِ اللهِ بن عليِّ بنِ خَلَفِ بنِ أَحمدَ بنِ عُمَرَ اللَّخْمِيُّ المُرْسِيُّ أَحدُ أَعلامِ مُرْسِيَةَ وأَئمَّة الأَنْدَلُس مُحدِّثٌ كَبير وُلِدَ بأَعمالِ مُرْسِيَةَ سنة 466 ، وتوفِّي شَهيداً بالمَرِيَّةِ صَبيحَةَ الجُمُعَة المُوفي عشرينَ من جُمادَى سنة 543 وكِتابُه المعْروفُ بالأَنْسابِ في ستَّةِ أَسْفارٍ ضِخامٍ ينقُلُ عنه الحافظُ بن حَجَرٍ كثيراً في التَّبْصيرِ وهو عُمْدَتُه في هذه الصَّنعَةِ وينقُلُ عن أَبي سعدٍ المَالِينيِّ بواسِطَةِ كِتابِه هذا ؛ وَقَدْ أَغْفَلَهُ المُصَنِّف وهو آكَدُ من كثيرٍ من الأَلْفاظِ العَجَميَّة الَّتِي يُورِدُها ولا سِيَّما وَقَدْ وقَعَ له قريباً ذِكْرُه في دلغاطان فتأَمَّلْ .
ر ط ط .
الرَّطيطُ : الجَلَبَةُ والصِّياحُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ قالَ : وَقَدْ أَرَّطوا أَي جَلَبُوا . والرَّطيطُ : الحُمْقُ وهو أَيْضاً : الأَحْمَقُ فهو عَلَى هذا اسمٌ وصفَةٌ . ورَجُلٌ رَطيطٌ ورَطِيءُ أَي أَحْمَقُ ج رِطَاطُ بالكَسْرِ ورَطَائِطُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ : .
" أَرِطُّوا فَقَدْ أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُمْعَسَى أَن تَفُوزوا أَنْ تَكُونُوا رَطَائِطَا قُلْتُ : قالَ ابن الأَعْرَابِيّ : قومٌ رَطَائِطُ : حَمْقَى وأَنْشَدَ هذا الشِّعْرَ وأَوَّله : .
مَهْلاً بَني رُومانَ بعضَ عِتابِكُمْ ... وإِيَّاكُمُ والهُلْبَ مِنِّي غَضَارِطَا ولم يذكُر للرَّطائطِ واحِداً وكذا الجَوْهَرِيّ لم يذْكُره وإِنَّما أَنْشَدَ الشِّعر المذكور وقالَ الصَّاغَانِيّ واحِدُ الرَّطَائِطِ : الرَّطِيطُ ومعنى البَيْتِ : أَي قَدْ اضْطَرَبَ أَمْرُكم من جِهَةِ الجِدِّ والعَقْلِ فاحْمُقُوا لعلَّكم تَفوزوا بجَهْلِكُم وحُمْقِكم وفي الصّحاح والعُبَاب : فتَحَامَقُوا بدل فاحْمَقُوا . وقالَ ابنُ سِيدَه : وقولُه : أَقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُم يَقُولُ : أَفْسَدْتم عَلَيْكم أَمْرَكُم من قَوْلِ الأَعْشى : .
" لَقَدْ قَلَّقَ الحَلْقَ إلاَّ انْتِظارا قُلْتُ : هو مِثْلُ قولِ بعضهم : .
فعِشْ حِمَاراً تَعِشْ سَعيداً ... فالسَّعْدُ في طَالِعِ البَهَائمِ