وَقَدْ ذَكَرَ بقيَّةَ الأَبياتِ الصَّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَة وفي العُبَاب فراجِعْها فإِنَّها حِكْمَةٌ ومَوْعِظَةٌ . وَقَدْ أَرَدْنا الاخْتِصارَ . ومَخِيضٌ كأَميرٍ : ع قربَ المَدينَةِ عَلَى ساكِنها أَفضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام مرَّ عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم في غَزَاةِ بني لِحْيَانَ . والمُسْتَمْخِضُ : اللَّبَنُ البطيءُ الرَّوْبِ فإذا اسْتَمْخَضَ لم يَكَدْ يَروبُ وإذا رابَ ثن مَخَضْتَهُ فعاد مَخْضاً فهو المُسْتَمْخِضُ ولذلك أَطْيَبُ أَلبانِ الغَنَمِ لأَنَّ زُبْدَهُ استُهلِك فيه واسْتَمْخَضَ اللَّبَنُ أَيْضاً إِذا أَبطَأَ أَخْذُهُ الطَّعْمَ بعدَ حَقْنِهِ في السِّقاءِ . وأَمْخَضَ اللَّبَنُ وامْتَخَضَ : تحرَّكَ في المِمْخَضَةِ هَكَذا نصُّ العُبَاب . والَّذي في الصّحاح : وأَمْخَضَ اللَّبَنُ : حانَ لهُ أَنْ يُمْخَضَ وتَمَخَّضُ اللَّبَنُ وامْتَخَضَ أَي تحرَّكَ في المِمْخَضَةِ . والظَّاهرُ أَنَّهُ سَقَطَ ذلك في العُبَاب سهواً من الصَّاغَانِيُّ في نقلِهِ فقلَّدَهُ المُصَنِّفِ من غيرِ أَنْ يُراجِعَ الصّحاح وغيرَهُ من الأُصولِ . وقال الجَوْهَرِيّ : والمِمْخَضَةُ : الإِبْرِيجُ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ : .
لَقَدْ تَمَخَّضَ في قَلْبي مَوَدَّتُها ... كما تَمَخَّضَ في إِبْرِيجِهِ اللَّبَنُ والإِمْخاضُ بالكَسْرِ : الحَليبُ ونصُّ اللَّيْثِ : مَا دامَ اللَّبَنُ المَخِيضُ في المِمْخَضَةِ فهو إِمْخاضٌ أَي مَخْضَةٌ واحِدَةٌ . قالَ : وقيلَ : هو مَا اجْتَمَعَ من اللَّبَنِ في المَرْعَى حتَّى صارَ وِقْرَ بَعيرٍ ويُجمعُ عَلَى الأَمَاخِيضِ . يُقَالُ : هذا إِحْلابٌ مِنْ لَبَنٍ وإِمْخاضٌ من لَبَنٍ وهي الأَحَاليبُ والأَمَاخيضُ . ومَخَاضٌ كسَحَابٍ : نهرٌ قُرْبَ المعرَّةِ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : امْتَخَضَتِ النَّاقَةُ مِثْلُ تمخَّضَت ومَخِضَتْ عن ابنِ شُمَيْلٍ . وتَمَخَّضَ الولَدُ وامْتَخَضَ : تحرَّكَ في بطنِ الحامِلِ . والماخِضُ : هي النَّاقَةُ الَّتِي أَخذَها المَخَاضُ لتَضعَ . ومِنْهُ الحَديثُ : " دَعِ الماخِضَ والرُّبَّى " . ومَخِضَت المرأَةُ : تحرَّكَ ولَدُها في بطنِها للوِلادَةِ عن إبراهيمَ الحَربيّ . والإِمْخاضُ : السِّقاءُ مثَّلَ به سِيبَوَيْه وفسَّرَهُ السِّيرافيّ . ومَخَضَ السَّحَابُ بمائِه وتَمَخَّضَ . وتَمَخَّضَتِ السَّماءُ : تهيَّأَتْ للمَطَرِ وهو مَجازٌ . وتَمَخَّضَتِ اللَّيْلَةُ عن يومِ سَوْءٍ إِذا كانَ صَبَاحُها صَبَاحُ سَوْءٍ وهو مَجازٌ . ومَخَضَ رَأْيَهُ حتَّى ظهَرَ لهُ الصَّوابُ وهو مَجازٌ . وكذا قولُهُم : مَخَضَ اللهُ السِّنينَ حتَّى كانَ ذلك زُبْدَتَها . وقال ابنُ بُزُرجَ : تقولُ العربُ في أُدْعِيَّةٍ يَتَدَاعَوْن بها : صَبَّ اللهُ عليْكَ أُمُّ حُبَيْنٍ ماخِضاً : يعني اللَّيْلَ .
م ر ض .
المَرَضُ مُحَرَّكَةً وإِنَّما لم يَضْبُطْه لشُهْرَتِهِ : إِظْلامُ الطَّبيعَةِ واضْطِرابُها بعدَ صَفائِها واعْتِدالِها كما في العباب وهو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابيّ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : المَرَضُ : السُّقمُ وهو نَقيضُ الصِّحَّةِ يكونُ للإِنسانِ والبَعيرِ وهو اسمٌ للجنسِ . قالَ سِيبَوَيْه : المَرَضُ من المصادرِ المجموعَةِ كالشَّغْلِ والعَقْلِ قالوا أَمراضٌ وأَشغالٌ وعُقُولٌ . مَرِضَ فلانٌ كفَرِحَ مَرَضاً بالتَّحْريكِ ومَرْضاً بالسُّكونِ فهو مَرِضٌ ككَتِفٍ ومَرِيضٌ ومَارِضٌ والأُنْثى مَرِيضَةٌ . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لسلامَةَ بنِ عُبادَةَ الجَعْدِيّ شاهداً عَلَى مَارِضٍ : .
يُرِينَنَا ذا اليَسَرِ القَوارِضِ ... لَيْسَ بمَهْزولٍ ولا بمَارِضِ وقال اللِّحْيانِيُّ : عُدْ فُلاناً فإِنَّه مَرِيضٌ ولا تأكُلْ هذا الطَّعامَ فإِنَّكَ مَارِضٌ إنْ أَكلتَهُ أَي تَمْرَضُ . المَرِيضِ مِراضٌ بالكَسْرِ . قالَ جَريرٌ : .
" وفي المِراضِ لَنَا شَجْوٌ وتَعْذِيبُ