ورواه أَبو عَمْرو : شيمُهَا والأُولى رِوايَةُ الأصمعي وقال ابن حَبيبٍ : رَوَى أَبو عَبْدِ الله : بُزْلُها وعِشارُها . وقيل : ابنُ مَخَاضٍ يُقَالُ له ذلك إِذا لَقِحَتْ . قالَ ذلك السُّكَّريّ في شرحِ بيتِ أَبي ذُؤَيْبٍ هذا . انْتَهَى مَا قالَهُ الصَّاغَانِيُّ في العُبَاب . قُلْتُ : والذي قي شرح السُّكَّريّ ورَواهُ الأخفشُ : بناتُ اللَّبُون : شِيمُها . يَقُولُ : هذه الخَمْرُ تُشْتَرَى ببَنَاتِ المَخَاضِ . شُومُها : سُودُها وحِضارُها : بِيضُها . ولم أَجدْ فيه مَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ وهو قَوْلُه : ابنُ مَخَاضٍ إِلَى آخرِهِ . فتأمَّلْ . وَقَدْ تدخُلُهُمَا الْ قالَ الجَوْهَرِيّ وابنُ مَخَاضٍ نَكِرَةٌ فإذا أَردْتَ تَعْريفَهُ أَدخلتَ عَلَيْهِ الأَلفَ والَّلامَ إلاَّ أَنَّهُ تعريفُ جِنْسٍ . قالَ الشَّاعرُ : قُلْتُ : هو جَريرٌ ونَسَبَه ابنُ بَرِّيّ في أَماليهِ للفَرَزْدَقِ وزادَ الصَّاغَانِيُّ : يَهْجو فُقَيْماً ونَهْشَلاً : .
وَجَدْنا نَهْشَلاً فَضَلَتْ فُقَيْماً ... كفَضْلِ ابنِ المَخَاضِ عَلَى الفَصيلِ قالَ ابنُ الأَثيرِ : وإِنَّما سُمِّيتْ ابنَ مَخَاضٍ ونصُّ النِّهايَة : وإِنَّما سُمِّيَ ابنَ مَخَاضٍ في السَّنَةِ الثَّانيَةِ لأَنَّهمْ أَي العَرب إنَّما كانوا يَحْمِلونَ الفُحُولَ عَلَى الإِناثِ بعدَ وَضْعِها بسَنة ليَشْتَدَّ وَلَدُها فهي تَحْمِلُ في السَّنَةِ الثَّانيَةِ وتَمْخَضُ فيكونُ وَلَدُها ابنَ مَخَاضٍ . وقالَ الأَصْمَعِيّ : تَمَخَّضَتِ الشَّاةُ : لَقِحَتْ وهي ماخِضٌ ومَخُوضٌ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : ناقةٌ مَاخِضٌ ومخُوضٌ وهي الَّتِي ضربَها المَخَاضُ وَقَدْ مَخِضَتْ تَمْخَضُ مَخَاضاً وإِنَّها لَتَمَخَّضُ بوَلَدِها وهو أَنْ يُضْرِبَ الوَلَدُ في بَطْنِها حتَّى تُنْتَجَ فَتَمْتَخِضَ . ومن المَجَازِ : تَمَخَّضَ الدَّهْرُ بالفِتنَةِ أَي أَتى بها . قالَ الشَّاعر : .
وما زالَتِ الدُّنْيَا يَخونُ نَعيمُهَا ... وتُصْبِحُ بالأَمْرِ العَظيمِ تَمَخَّضُ ويُقَالُ للدُّنيا إِنَّها تتمَخَّضُ بفِتنةٍ مُنْكَرَةٍ وكَذلِكَ تمَخَّضَت المَنونُ وغيرُها . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لعَمْرو بنِ حسَّانَ أَحَدِ بني الحارِثِ بنِ همَّامٍ يُخاطبُ امرأتَه . قُلْتُ : وهكذا قالَهُ أَبو محمَّدٍ السِّيرافِيّ ويُروى لسَهْمِ بنِ خالدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الشَّيْبانيّ ولخالِدِ بنِ حقٍّ الشَّيْبانيّ وهكذا أَنْشَدَ أَبو عُبَيْدِ الله محمَّدُ بن عِمْرانَ بنِ مُوسى المَرْزُبانيّ في تَرْجَمَتَيْهما : .
تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لهُ بيَوْمٍ ... أَنَى ولكُلِّ حامِلَةٍ تِمَامُ وكأَنَّه من المَخَاضِ . قالَ الجَوْهَرِيّ : جعلَ قَوْلَه تَمَخَّضَتْ يَنوبُ مَنَابَ قوْله لَقِحَتْ بوَلَدٍ لأَنَّها مَا تَمَخَّضَتْ بالولَدِ إلاَّ وَقَدْ لَقِحَتْ . وقولُه : أَنَى أَي حانَ وِلادَتُهُ لتَمام أَيَّامِ الحَمْلِ . وأَوَّلُ هذه الأَبيات : .
أَلا يا أُمَّ عَمْرٍو لا تَلُومي ... وأَبْقِي إنَّما ذا النَّاسُ هامُ وهكذا ساقَه الصَّاغَانِيُّ والجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ بَرِّيّ : المشْهُورُ في الرِّوايَةِ : أَلا يا أُمَّ قَيْسٍ وهي زوجَتُهُ وكانَ قَدْ نَزَلَ به ضيفٌ يُقَالُ له إِسافٌ فعَقَرَ له ناقةً فلامَتْهُ فقال هذا الشَّعرَ . قالَ صاحب اللّسَان : وَقَدْ رَأَيْتُ أَنا في حاشيةٍ من نُسَخِ أَمالي ابنِ بَرِّيّ أَنَّهُ عَقَرَ له ناقَتَيْنِ بدليلِ قوله في القصيدَة : .
أَفي نابَيْنِ نالَهُما إِسافٌ ... تَأَوَّهُ طَلَّتي مَا إِنْ تَنَامُ