وقِيل : أَفَاضَ البَعِيرُ بجِرَّتِهِ : رَمَاها مُتَفَرِّقَةً كَثِيرَةً . وقِيلَ : هو صَوْتُ جِرَّتِه ومَضْغِهِ . وقال اللِّحْيَانيّ : هو إِذَا دَفَعَا من جَوْفِهِ وأَنْشَدَ قَوْلَ الرَّاعِي . ويُرْوَى : مِنْ ذِي الأَبَاطِحِ . ويُقَالُ : كَظَمَ البَعِيرُ إِذا أَمْسَكَ عَنِ الجِرَّةِ . " والمُفَاضَةُ مِنَ الدُّرُوعِ : الوَاسِعَةُ " . نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . وقد أُفِيضَتْ وأَفَاضَهَا عَلَيْه كما يُقَال صَلَّهَا عَلَيْه . وهو مَجاز . المُفَاضَةُ " مِنَ النِّسَاءِ : الضَّخْمَةُ البَطْنِ " . كما في الصّحاح وزَادَ في اللِّسَان : المُسْتَرْخِيَةُ اللَّحْمِ وقد أُفِيضَت وزَاد غَيْرُهُ : البَعِيدةُ الطُّولِ عن الاعْتِدَال . وفي الأَسَاسِ : هي خِلافُ المَجْدُولَةِ . وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ : .
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ ... تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجَلِ وهو مَجَاز . رجُلٌ مُفَاضٌ : وَاسِعُ البَطْنِ والأُنْثَى مُفَاضَةٌ . وفي صِفَةِ النَّبِيّ صلّى اللهُ عَليه وسلَّم " " كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مُفَاضَ البَطْنِ " أَي مُسْتَوِيَ البَطْنِ مَعَ الصَّدْرِ " . وقيل : المُفَاضُ : أَنْ يَكُونَ فيه امْتِلاءٌ مِنْ فَيْضِ الإِناءِ ويُرِيدُ أَسْفَلَ بَطْنِهِ . " واسْتَفَاضَ : سَأَلَ إِفَاضَةَ الماءِ " وغَيْرِه كما في الصّحاح . يُقَالُ : اسْتَفَاضَ " الوَادِي شَجَراً " أَي " اتَّسَعَ وكَثُرَ شَجَرُه " . نَقَلَه الجَوْهرِيُّ . وهو مَجَازٌ . وقال غَيْرُه : اسْتَفَاضَ بالمَكَانِ : اتَّسَعَ وأَنْشَدَ قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ : .
" بِحيْثُ اسْتَفَاضَ القِنْعُ غَرْبِيَّ وَاسِطٍ من المجَازِ : اسْتَفَاضَ " الخَبَرُ " والحَدِيثُ : ذَاعَ و " انْتَشَر " كفَاضَ " فهو مُسْتَفِيضٌ " ذَائعٌ في النَّاس مِثْل الماءِ المُسْتفِيضِ " ومُسْتفاضٌ فِيهِ ولا تَقُل " : حدِيثٌ " مُسْتَفاضٌ " فإِنَّهُ لَحْنٌ وهو قَوْلُ الفَرَّاءِ والأَصْمَعِيّ وابْنِ السَّكِّيت وعَامَّةِ أَهْلِ اللُّغَةِ . وكَلامُ الخاصِّ : حَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ أَيْ مُنْتَشِرٌ شائِعٌ في النّاسِ هكَذا نَقَلَهُ الأَزْهَرِيّ مُطَوَّلاً والجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيّ " أَو لُغَيَّةٌ " مِن اسْتَفاضُوهُ فهُوَ مُسْتَفَاضٌ أَيْ مَأْخُوذٌ فِيهِ . قال شَيْخُنَا : والقِيَاسُ لا يُنَافِيهِ وقد استَعْمَلَهُ أَبُو تَمَّامٍ كما في مُوَازَنَةِ الآمِدِيّ ونَقَل ما يُؤَيِّدُهُ في المِصْباح . " ومُحَمَّدُ بنُ جَعْفَر " هكَذَا في سَائِر النُّسخِ قالَ شَيْخُنَا : الصَّوابُ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ ابنِ الحَسَنِ " بن المُسْتَفَاضِ " القَاضِي الفِرْيابِيّ ويُقَال : الفَارِيَابِيّ : " مُحَدِّثٌ " مَشُهُورٌ . قال شَيْخُنا : كَما وُجِد بخَطّ الحافِظِ بنِ حَجَرٍ . قُلتُ : ومثلُه في العُبَاب إِلاّ أن كَلامَ المُصَنِّفِ فِيمَا أَوْرَدَهُ صَحِيحٌ لا خَطَأَ فيه ؛ فإِنَّ مُحَمَّدَ بنَ جعْفَرٍ هذا هو القاضِي أَبُو الحَسَنِ المُحَدِّث الّذِي سَمِعَ مِن عَبَّاسٍ الدُّورِيّ وطَبَقَتِه . وأَما أَبُوهُ جعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَهُو المَوْصُوفُ بالحافِظِ صَاحِب التَّصانِيفِ الكَثِيرَةِ وقد حَدَّث عَن بَلَدِيِّةِ أَبِي عَمْرٍو عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ بنِ وَاقِدٍ الفِرْيَابِيّ وغَيْرِه فتَأَمَّلْ . وممّا يُسْتَدْركَ عَلَيْه : فَاضَتْ عينُه تَفِيض فَيْضاً إِذا سَالَتْ . ويُقَالُ أَفَاضَتِ العَيْنُ الدَّمْعَ تُفِيضُه إِفَاضَةً وأَفَاضَ فُلانٌ دَمْعَهُ . وحَوْضٌ فَائِضٌ أَي مُمْتَلِئٌّ . وماءٌ فَيْضٌ : كَثِيرٌ . وبَحْرٌ فائِضٌ : مُتَدَفِّقٌ . والفَيْضُ : النَّهْرُ عَامَّةً والجَمْعُ أَفْيَاضٌ وفُيُوضٌ وجَمْعُهُمْ له يَدُلُّ على أَنَّهُ لَمْ يُسَمَّ بالمَصْدَرِ . ونَهْرٌ فَيَّاضٌ : كَثِيرُ المَاءِ . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . ورَجُلٌ فَيْضٌ : كَثِيرُ المَعْرُوفِ . وفَيَّاضُ : وَهَّابٌ جَوَادٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وقِيلَ : كَثِيرُ المَعْرُوفِ . وفي العُبَابِ : كَثِيرُ العَطاءِ وأَنشَد لرُؤْبَةَ : .
" أَنْتَ ابنُ كُلِّ سيِّدٍ فَيَّاضِ .
" جَمِّ السِّجَالِ مُتْرَعِ الحِيَاضِ