وقَوْماً آخَرِيَن تَعَرَّضُوا لِي ... ولا أَجْنِي من النَّاس اعْترَاضَا أَي لا أَجْتَنِي شَتْماً منْهُم . اعْتَرَضَ " القَائِدُ الجُنْدَ : عَرَضهم وَاحداً وَاحِداً " ليَنْظُر مَنْ غابَ مِمَّن حَضَر وقد ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ عِنْدَ عَرَضَ . وفي الحَدِيثِ : " لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا اعْتِراضَ " هو أَن يَعْترِضَ الرَّجُلُ بفَرَسِه في بَعْضِ الغايةِ " كما في العُبَابِ وفي اللِّسَان : وفي السِّبَاق " فيَدْخُلَ مع الخَيْلِ " وإِنَّمَا مُنِعَ لكَوْنهِ اعْتَرَضَ مِنْ بَعْض الطَّرِيقِ ولَمْ يَتْبَعْه من أَوَّلِ المِضْمارِ . " والعَرِيضُ " كأَمِيرٍ " مِنَ المَعزِ : ما أَتَى عَلَيْهِ " نَحْوٌ مِنْ " سَنَة وتَنَاوَلَ " الشَّجَرَ و " النَّبْتَ بِعُرْضِ شِدْقِه " . يُقَالُ : عَرِيضٌ عَرُوضٌ قالَه الأَصْمَعِيّ ومنه الحَدِيثُ : " فَلَمَّا رجَعْنَا تَلقَّتْهُ ومَعَهَا عَرِيضَانِ " وقِيل : هو مِن المِعْزَى ما فوْقَ الفَطِيم ودُونَ الجَذَعِ . وقِيلَ : هو الَّذِي أَجْذَعَ وقِيلَ : هو الجَدْيُ إِذا نَزَا " أَوْ " هُوَ العَتُودُ " إِذا نَبَّ وأَرادَ السِّفَادَ " نقَلَه الجوْهرِيّ . " ج عُرِضانٌ بالكَسْرِ والضَّمِّ " كما في الصّحاح وأَنْشدَ : .
عَرِيضٌ أَرِيضٌ باتَ يَيْعَرُ حَوْلَهُ ... وبَاتَ يُسَقِّينَا بطُونَ الثَّعَالِبِ قال ابن بَرِّيّ : أَيْ يَسْقِينَا لَبَناً مَذِيقاً كأَنَّهُ بُطُونُ الثَّعَالِبِ . وقال ابنُ الأَعْرابِيّ : إِذا أَجْذَعَ العَنَاقُ والجَدْيُ سُمِّيَ عَرِيضاً وعَتُوداً وفي كِتَابِهِ لأَقْوالِ شَبْوَةَ : " ما كان لَهُمْ من مِلْكٍ ومَزاهِرَ وعرْضانٍ " . وحَكم سُلَيْمَانُ عَلَيْه السَّلام وعَلَى نَبيّنا في صاحبِ الغَنَم أَنْ يَأْخُذَهَا فيَأْكُلَ من رِسْلِها وعِرْضَانِها وأَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ : .
" ويَأْكُلُ المُرْجَلَ من طُلْيَانِهِ .
" ومنْ عُنُوقِ المُعْزِ أَو عِرْضانِهِ المُرْجَل : الذي يَخرُج مَعَ أُمِّه إِلى المَرْعَى . يُقال : " فُلانٌ عَرِيضُ البِطَانِ أَي مُثْرٍ " كَثِيرُ المَالِ . وفي الأَسَاس : غَنِيٌّ . " وتَعَرَّضَ لَهُ : تَصَدَّى " له . يقال : تَعَرَّضْتُ أَسْأَلُهُم . كما في الصّحاح . وقال اللِّحْيَانيّ : تَعرَّضْتُ مَعْروفَهم ولمَعْرُوفِهِمْ أَي تَصَدَّيْت . وقَال اللَّيْثُ : يُقَال : تَعَرَّضَ لي فُلاَنٌ بمَكْرُوهٍ أَي تَصَدَّى . قال الصَّاغَانيّ : " ومنه " الحَديثُ " اطْلُبُوا الخَيْرَ دَهْرَكُمْ و " تَعَرَّضُوا لنَفَحَاتِ رَحْمَةِ الله " فإِن لِله نَفَحَاتٍ من رَحْمَتِه . يُصِيبُ بهَا مَنْ يَشاءُ منْ عِبَادِه " أَي تَصَدَّوْا لَهَا . تَعَرَّضَ بمعنَى " تَعَوَّجَ . و " يقال : تَعَرَّضَ " الجَمَلُ في الجَبَل " إِذا " أَخَذَ " منه " في " عَرُوضٍ فاحْتَاج أَن يَأْخُذَ " في سَيْرِه يَميناً وشِمَالاً لصُعُوبَةِ الطَّريق " . كما في الصّحاح . وأَنْشَدَ لذي البِجَادَيْن واسمُه عَبْدُ الله ابن عَبْد نُهْمٍ المُزَنِيّ وكان دَليلَ رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم يُخَاطِبُ ناقَتَه وهو يَقُودُهَا به صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم على ثَنِيَّةِ رَكُوبَةَ : .
" تَعَرَّضِي مَدارِجاً وسُومِي .
" تَعَرُّضَ الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ .
" هذَا أَبُو القَاسِمِ فاسْتَقيمِي تَعَرَّضِي أَيْ خُذِي يَمْنَةً ويَسْرَةً وتَنَكَّبِي الثَّنَايَا الغِلاظَ تَعرُّضَ الجَوْزَاءِ لأَنَّ الجَوْزاءَ تَمَرُّ على جَنْبٍ مُعارِضَةً ليْستْ بمُسْتَقِيمةٍ في السَّمَاءِ قالَه الأَصْمعيّ . وقال ابن الأَثير : شَبَّهَهَا بالجَوْزاءِ لأَنَّهَا تَمُرُّ مُعْتَرِضَةً في السَّمَاءِ لأَنَّهَا غَيْرُ مُسْتَقِيمَةِ الكَوَاكبِ في الصُّورَة . ومنه قَصيدُ كَعْبٍ : .
" مَدْخُوسَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُضٍ أَي أَنها تَعْتَرِض في مَرْتَعها وأَنْشَد الصَّاغَانيّ والجَوْهَرِيّ للَبِيد رَضِي اللهُ عنه : .
فاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعرَّضَ وَصْلُه ... ولَخَيْرُ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَا أَي تَعَوَّجَ وزَاغَ ولَمْ يَسْتَقم كما يَتعَرَّض الرَّجلُ في عُرُوضِ الجَبَل يَميناً وشِمَالاً . وقال امرؤُ القَيْس يَذْكُر الثُّرَيَّا :