أَي بَدَتْ . " وعَرَضْتُه أَنَا " أَيْ أَظْهَرْتُهُ " شَاذٌّ ككَبَبْتُه فأَكَبَّ " . وفي الصّحاح : وهو من النَّوَادر وكَذَا في تَهْذيب ابن القَطّاع وستَأْتي نَظَائرُه في " قشع " و " شنق " و " جفل " . ومَرَّتْ أَيْضاً في " كبّ " وفي الصّحاح قَولُه تَعالَى : " وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئذٍ للْكَافرينَ عَرْضاً " وقال الفَرَّاءُ : أَيْ أَبْرَزْنَاهَا حَتَّى نَظَرَ إِليها الكُفَّارُ . وأَعْرَضَتْ هي : اسْتَبانَتْ وظَهَرَتْ . وفي حَديث عُمَرَ : " تَدَعُونَ أَميرَ المُؤْمنين وهو مُعْرَضٌ لكم " هكذَا رُوِيَ بالفَتْح . قال الحَرْبيّ : والصَّوابُ بالكَسْر . يُقَال : أَعْرَضَ الشَّيْءُ يُعْرِضُ من بَعِيدٍ إِذَا ظَهَرَ أَي تَدَعُونَه وهو ظَاهِرٌ لَكُم . وقال ابنُ الأَثير : والشَّيْءُ مُعْرِضٌ لَكَ : مَوْجودٌ ظَاهرٌ لا يَمْتَنِعُ . وكُلُّ مُبْدٍ عُرْضَهُ مُعْرِضٌ . قال عُمْرُو بنُ كُلْثُوم : .
وأَعْرَضَت اليَمَامَةُ واشْمَخَرَّتْ ... كَأسْيافٍ بأَيْدِي مُصْلِتِينَا أَي أَبْدَتْ عُرْضَهَا ولاَحَتْ جِبَالُهَا للنّاظِر إِلَيْهَا عَارِضَةً . وقَال أَبو ذُؤَيْبٍ : .
بأَحْسَنَ منها حِينَ قامَتْ فأَعْرَضَتْ ... تُوَارِي الدُّمُوعَ حينَ جَدَّ انْحِدَارُهَا أَعرضَ " لَكَ الخَيْرُ : أَمْكَنَك " . يقال : أَعرَضَ لك " الظَّبْيُ " أَيْ " أَمْكَنَك من عُرْضِه " إِذا وَلاَّكَ عُرْضَه أَي فَارْمِه . قال الشَّاعر : .
أَفاطِمُ أَعْرضِي قَبْلَ المَنَايَا ... كَفَى بالمَوْت هَجْراً واجْتِنابَا أَيْ أَمْكِنِي ويُقَالُ : طَأْ مُعْرِضاً حَيْثُ شِئْتَ أَي ضَعْ رِجْلَك حيثُ شِئْتَ ولا تَتَّقِ شَيْئاً قد أَمكَنَ ذلكَ قال عَديُّ بنُ زَيْد : .
سَرَّهُ مالُه وكَثْرَةُ ما يَمْ ... لِكُ والبَحْرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْد للبَعِيث : .
فطَأْ مُعْرِضاً إِنَّ الخُطُوبَ كَثيرَةٌ ... وإِنَّك لا تُبْقِي لنَفْسِك بَاقِيَا " وأَرْضٌ مُعْرضَةٌ " كمُكْرَمَة أَو كمُحْسِنَةٍ : " يَسْتَعْرضُها المالُ ويَعْتَرضُهَا أَيْ " هيَ أَرْضٌ " فيها نَبَاتٌ يَرْعاهُ المَالُ إِذا مَرَّ فيها " . المُعْرِضُ كمُحْسِن : الَّذِي يَسْتَدِينُ ممّنْ أَمْكَنَهُ من النّاس ومِنْهُ " قول عُمَرَ " بن الخَطّاب رَضِيَ اللهُ عنه " في الأُسَيْفِع " حينَ خَطَبَ فقال : " أَلاَ إِنَّ الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ رَضِيَ منْ دِينِه وأَمانَتِه بأَنْ يُقَالَ له سَابِقُ الحَاجِّ " فادَّانَ مُعْرِضاً : وتَمامُه في " س ف ع " وهو قَوْلُه : " فَأَصْبَح قَدْ رِينَ به فمَنْ كانَ لَهُ عَلَيْه دَيْنٌ فلْيَغْدُ بالغَدَاة فلْنَقْسِمْ مَالَهُ بَيْنَهُم بالحِصَص " . " أَي مُعْتَرِضاً لكُلِّ مَن يُقْرِضُه " . قاله شَمِرٌ قال : والعَرَبُ تَقُولُ : عَرَضَ ليَ الشَّيْءُ وأَعْرَضَ وتَعَرَّضَ واعْتَرَضَ بمَعْنىً وَاحدٍ . وأَنْكَرَه ابنُ قُتَيْبَةَ وقال : لم نَجدْ أَعْرَضَ بمَعْنَى اعْتَرَضَ في كَلاَم العَرَب " أَو مُعْرِضاً عَمَّن يَقُولُ " لَهُ " لا تَسْتَدِنْ " فلا يَقْبَلُ منه من أَعْرَضَ عَن الشَّيْءِ إِذا وَلاَّه ظَهْرَه قالَه ابْنُ الأَثير . قيلَ : أَراد " مُعْرِضاً عن الأَدَاءِ " مُوَلِّياً عنه " أَو اسْتَدَانَ مِنْ أَيِّ عُرْضٍ تَأَتَّى لَه غَيْرَ " مُتَحَيِّرٍ ولا " مُبَالٍ " نَقَلَه الصّاغَانيّ . وقال أَبو زَيْدٍ : يَعْنِي اسْتَدانَ مُعْرِضاً وَهو الَّذي يَعْرِضُ للنّاس فيَسْتَدينُ ممَّن أَمْكَنَهُ . وقال الأَصْمَعيّ : أَي أَخَذَ الدَّيْنَ ولم يُبَال أَنْ يُؤَدِّيَه ولا ما يَكُون من التَّبِعَة . وقال شَمِرٌ : ومَنْ جَعَلَ مُعْرِضاً هَنَا بمَعْنَى المُمْكِن فهو وَجْهٌ بَعيدٌ لأَنَّ مُعْرِضاً مَنْصُوبٌ على الحال من قَوْلك فادَّانَ فإِذَا فَسَّرْتَهُ أَنَّهُ يَأْخُذُه ممَّن يُمْكِنُه فالمُعْرِضُ هو الَّذي يُقْرِضُه لأَنَّه هو المُمْكِنُ . قال : ويَكُونُ مُعْرِضاً من قَوْلك أَعرَضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ أَي اتَّسَع وعَرُضَ . وأَنْشَد لطَائيٍّ في أَعْرَضَ بمعنى اعْتَرَضَ : .
إِذا أَعْرَضَتْ للْنَاظِرِينَ بَدَا لَهُم ... غِفَارٌ بأَعْلَى خَدِّها وغُفَارُ