" أَو " العَرْضُ : " المَوْضِعُ " الَّذِي " يُعْلَى منه الجَبَلُ " وبه فَسَّرَ بَعضُهُم قَولَ ذِي الرُّمَّةِ السَّابِقَ . من المَجَازِ : العَرْضُ : " الكَثِيرُ من الجَرَادِ " . يُقَالُ : أَتانَا جَرَادٌ عَرْضٌ أَي كَثِيرٌ . والجَمْع عُرُوضٌ مُشَبَّهٌ بالسَّحَابِ الذي سَدَّ الأفُقَ . العَرْضُ : " جَبَلٌ بفَاسَ " من بِلادِ المَغْرِبِ وهو مُطِلٌّ عليه وكَأَنَّهُ شُبِّهَ بالسَّحَابِ المُطِلِّ المُعْتَرِض . العَرْضُ : " السَّعَةُ " وقد عَرُضَ الشَّيْءُ ككَرُمَ فهو عَرِيضٌ . وَاسِعٌ . العَرْضُ : " خِلاَفُ الطُّولِ " قال اللهُ جَلَّ وعَزَّ : " وجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمواتُ والأَرْضُ " . قال ابن عَرَفَةَ : إِذا ذُكِرَ العَرْضُ بالكَثْرَةِ دَلَّ على كَثْرَةِ الطُّولِ لأَنَّ الطُّولَ أَكْثَرُ من العَرْضِ وقد عَرُضَ الشَّيْءُ عِرَضاً كصَغُرَ صِغَراً وعَرَاضَةً كسَحَابَةٍ فهو عَرِيضٌ وعُرَاضٌ . وقد فَرَّقَ المُصَنِّف هذَا الحَرْفَ في ثَلاثَةِ مَوَاضِعَ فذَكَر الفِعْلَ مع مَصْدَرَيْه آنِفَاً وذَكَرَ الاسْمَ هُنَا وذَكَرَ العُرَاضَ فِيمَا بَعْدُ واخْتَارَهُ المُصَنِّف كَثِيراً في كِتَابِه هذَا وهو من سُوءِ صَنْعَةِ التَّأْلِيف ولم يَذْكُر أَيضاً جَمْعَ العَرْض هذَا وسَنَذْكُره في المُسْتَدْركَات . أَصْلُ العَرْضِ في الأَجْسَامِ ثُمَّ اسْتُعمِلَ في غَيْرِهَا فيُقَالُ : كَلامٌ فيه طُولٌ وعَرْضٌ . و " منه " قَوْلُه تَعَالى : " فَذُو " دُعَاءٍ عَرِيضٍ " كما في البَصَائِر . وقيل : مَعْنَاهُ : ذُو دُعَاءٍ وَاسِعٍ وإِنْ كانَ العَرْضُ إِنَّمَا يَقَعُ في الأَجْسَامِ والدُّعاءُ ليس بجِسْم وقِيلَ : أَيْ كَثِيرٍ . فوَضَعَ العَرِيضَ مَوْضِعَ الكَثِيرِ لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْدَارٌ وكَذلِك لَوْ قِيلَ : أَيْ طَوِيل . لَوُجِّهَ على هذَا كما في اللّسَان . قلتُ : وإِطْلاقُ العَرِيضِ على الطَّوِيل حِنَئذٍ من الأَضْدَادِ فتَأَمَّلْ . وأَمّا قَوْلُه تَعَالَى : " وجَنَّةٍ عَرْضُهَا " . الآية فقال المُصَنِّف في البَصَائِرِ : إِنَّه يُؤَوَّل بأَحَدِ وُجُوهٍ : إِمَّا أَنْ يُرِيدَ أَنَّ عَرْضَهَا في النَّشْأَةِ الآخِرَةِ كعَرْضِ السَّمواتِ والأَرْض في النَّشأَةِ الأُولَى وذلِك أَنَّهُ قد قَالَ : " يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ والسَّمواتُ " فلا يَمْتَنِعُ أَنْ تَكُون السَّمواتُ والأَرْضُ في النَّشْأَةِ الآخِرَةِ أَكْبَرَ مِمَّا هي الآن . وسَأَلَ يَهُودِيٌّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه عن الآيَةِ وقال : فأَيْنَ النَّارُ ؟ فقال عُمَرُ : فإِذا جاءَ اللَّيِلُ فأَيْن النَّهَارُ ؟ وقِيلَ يَعْنِي بعَرْضِهَا سَعَتَهَا لا مِنْ حَيْثُ المساحَةُ وهذا كقَوْلِهم : ضاقَتِ الدُّنْيَا على فُلانٍ كحَلْقَةِ خَاتَمٍ . وسَعَةُ هذِه الدَّارِ كسَعَةِ الأَرْضِ وقيل : عَرْضُهَا : بَدَلُهَا وعِوَضُهَا كقَولِك : عَرْضُ هذا الثَّوْبِ كَذَا وكَذَا والله أَعْلَم . قال ابنُ دُرَيْدٍ : العَرْضُ : " الوَادِي " وأَنْشَدَ : .
" أَما تَرَى بِكُلِّ عَرضٍ مُعرِضِ .
" كُلَّ رَدَاحٍ دَوْحَةِ المُحَوَّضِ العَرْضُ : " أَنْ يَذْهَبَ الفَرَسُ في عَدْوِه . وقد أَمالَ رَأْسَهُ وعُنُقَهُ " وهو مَحْمُودٌ في الخَيْلِ مَذْمُومٌ في الإِبِل وقد عَرَضَ إِذا عَدَا عَارِضاً صَدْرَه ورَأْسَهُ مَائِلاً . قال رُؤْبَةُ : .
" يَعْرِضُ حَتَّى يَنْصِلَ الخَيْشُومَا وقد فَرَّق المُصَنِّف هذَا الحَرْفَ في ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ وهُوَ غَرِيبٌ وسَيَأْتي الكَلامُ على المَوْضعِ الثّالِث العَرْضُ : " أَن يُغْبَنَ الرَّجُلُ في البَيْعِ " يقال : " عارَضْتُه " في البَيْعِ " فعَرَضْتُهُ " أَعْرُضُه عَرْضاً من حَدّ نَصَر . والمُعَارَضَة : بَيْعُ العَرْضِ بالعَرْض كما سَيَأْتي . العَرْضُ : " الجَيْشُ " شُبِّه بالجَبَل في عِظَمِه أَوْ بالسَّحَابِ الَّذِي سَدَّ الأُفُقَ . قَال دُرَيْدُ بنُ الصَّمَّة : .
بقِيَّة مِنْسَرٍ أَو عَرْض جَيْشٍ ... تَضِيقُ به خُرُوقُ الأَرْضِ مَجْرِ وقال رُؤْبَةُ في رِوَايَة الأَصْمَعِيّ : .
" إِنَّا إِذا قُدْنَا لِقَوْمٍ عَرْضَا .
" لم نُبْقِ من بَغْيِ الأَعَادِي عِضَّا