فإِنَّهُ قِيلَ فِيه مائَتا قَوْلٍ وقد أُفرِدَ لِتَفْسِيرِ هذَا البَيْتِ كِتَاب . والبَيْتُ يُرْوَى لِمِسْكِين الدَّارِميّ وليْسَ لَهُ . ولِبَشامَةَ بْنِ حَزْنٍ النَّهْشَلِيّ . ولبَعْضِ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلبَةَ كذا في التَّكْمِلَةِ وفي العُبَاب : سَمِعْت وَالِدِي المَرْحُوم بغَزْنَةَ في شُهُورِ سَنَةِ نَيِّفٍ وثُمَانِينَ وخَمْسمَائةٍ يَقُولُ : كُنتُ أَقرأَُ " في صِبَاي " كِتَابَ الحَمَاسَةِ لأِبي تَمَّامٍ على شَيْخِي بغَزْنَةَ ففَسَّرَ لي هذَا البَيْتَ وأَوَّلَ لي قَولَهُ : بِيضٌ مَفَارِقُنا مائَتِيْ تَأْوِيلٍ فاسْتَغْرَبْتُ ذلكَ حَتَّى وَجَدْتُ الكِتَابَ الَّذِي بُيِّنَ فيه هذِه الوُجُوهُ ببَغْدَادَ في حُدُودِ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وسِتَّمائِةٍ والحَمْدِ لله على نِعَمِه . قُلْتُ : وأَبْيَضُ الوَجْهِ : لَقَبُ أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ أَبِي البَقَاءِ جَلالِ الدين البَكْرِيّ المُتَوَفَّى سنة 952 المَدْفُون ببِرْكَةِ الرَّطْلِيّ وهو جَدُّ السَّادةِ المَوْجُودِين الآَنَ بِمِصْرَ . الأَبْيَضُ : " جَبَلُ بمَكَّةَ " شَرِّفَها اللهُ تَعالَى مُشرِفٌ على حُقِّ أَبِي لَهَبٍ وحُقِّ إِبراهِيم بْنِ مُحمَّدِ بنِ طَلْحَةَ وكان يُسَمَّى في الجاهِلِيَّةِ المُسْتَنْذر قاله الأَصْمَعِيّ . الأَبْيَضُ : " قَصْرٌ للأَكاسِرَةِ " بالمَدَائِنِ " كان مِن العَجَائِبِ " لم يَزَلْ قَائِماً " إِلى أَنْ نَقَضَهُ المُكْتَفِي " بالله العَبّاسِيُّ في حُدُودِ سنة 290 " وبَنَى بُشُرَافَاتهِ أَسَاسَ التَّاجِ " الَّذِي بدَارِ الخِلافَةِ " وبأَسَاسِهِ شُرَافَاتِهِ فتُعُجِّبَ من هذا الانْقِلاَبِ " وإِيَّاه أَرادَ البُحْتُرِيّ بقَوْلِه : .
ولَقَدْ رَابَنِي نُبُوُّ ابْنِ عَمِّي ... بَعْدَ لِينٍ مِن جانِبَيْهِ وأُنْسِ .
وإِذا ما جُفِيتُ كُنْتُ حَرِيّاً ... أَن أُرَى غيْرَ مُصْبِح حَيْثُ أُمِسى .
حَضَرَتْ رَحْلِيَ الهُمُومُ فوَجَّهْ ... تُ إِلَى أَبْيَضِ المَدَائِنِ عَنْسِي .
أَتَسَلَّى عن الحُظوظِ وآسَى ... لمَحَلٍّ من آلِ سَاسَانَ دَرْسِ .
ذَكَّرَتْنِيهُمُ الخُطُوبُ التَّوَالِي ... ولَقَدْ تُذْكِرُ الخُطُوبُ وتُنْسِي " والأَبْيَضَانِ : الَّلبَنُ والماءُ " نقله الجَوْهَرِيُّ عن ابْنِ السِّكِّيت وأَنْشَدَ لِهُذيْلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَشْجَعِيّ : .
ولكِنَّما يَمْضِي لِيَ الحَوْلُ كَامِلاً ... ومالِيَ إِلاَّ الأَبْيَضَيْنِ شَرَابُ .
من المَاءِ أَو مِنْ دَرِّ وَجْناءَ ثَرَّةٍ ... لهَا حَالِبٌ لا يَشْتَكِي وحِلاَبُ