ونقل شيخُنَا عن ابْنِ السِّيد في الفَرْقِ : زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنّ الأَرْضَ بالظَّاءِ المُشالَة : قَوَائِمُ الدَّابَّةِ خاصَّةً ومَا عَدَا ذلكَ فهو بالضَّاد قال وهذا غيْرُ مَعْرُوف . والمَشْهُور أَنّ قَوَائِمَ الدَّابَّةِ وغيْرَهَا أَرْضٌ بالضَّاد سَمِّيَتْ لانْخِفَاضِها عن جِسْمِ الدَّابَّةِ وأَنَّهَا تَلِي الأَرْضَ . " وكُلُّ ما سَفَلَ " فهُوَ أَرْضَ . وبه سَمِّيَ أَسفَلُ القَوَائِمِ . الأَرْضُ " الزُّكَامُ " نقَلَه الجَوْهَرِيّ وهو مُذَكَّر . وقال كُرَاع : هو مُؤَنَّثٌ وأَنشد لابن أَحْمَر : .
وقَالُوا أَنَتْ أَرْضٌ به وتَحَيَّلَتْ ... فأَمْسَى لِمَا في الصَّدْرِ والرَّأْسِ شاكِيَا أَنَتْ : أَدْرَكَتْ . ورَوَاه أَبُو عُبَيْدٍ أَتَتْ : وقد أُرِضَ أَرْضاً . الأَرْضُ : " النُّفْضَةُ والرِّعْدَةُ " ومنه قَوْلُ ابنِ عَبّاسٍ : أَزُلْزِلَت الأَرْضُ أَم بِي أَرْضٌ . كما في الصّحَاح يعني الرِّعْدَة وقِيلَ يَعنِي الدُّوَارَ . وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ قَوْلَ ذي الرُّمَّة يَصفُ صائِداً : .
إِذا تَوَجَّسَ رِكْزاً مِنْ سَنَابِكهَا ... أَوْ كَانَ صاحبَ أَرْض أَو بِه المُومُ يَقُولون : " لا أَرْضَ لَكَ . كلاَ أُمَّ لَكَ " نقله الجَوْهَرِيّ . " وأَرْضُ نُوحٍ : ة بالبَحْرَيْن " نقله ياقُوتٌ والصَّاغَانِيّ . يُقَال : " هُوَ ابْنُ أَرْضٍ " أَي " غَرِيبٌ " لا يُعْرَفُ له أَبٌ ولا أُمٌّ . قال اللَّعِينُ المِنْقَرِيّ : .
دَعانِي ابْنُ أَرْضِ يَبْتَغِي الزَّادَ بَعْدَمَا ... تَرَامَتْ حُليْمَاتٌ بِهِ وأَجارِدُ ويُرْوَى : أَتَانَا ابنُ أَرْضِ . قال أَبو حَنِيفَةَ : " ابنُ الأَرْضِ : نَبْتٌ " يَخرُجُ في رُؤُوسِ الإِكَامِ له أَصْلٌ ولا يَطُولُ و " كأَنَّه شَعرٌ و " هو " يُؤْكَلُ " وهو سَرِيعُ الخُرُوجِ سَرِيعُ الهَيْجِ . " والمَأْرُوضُ : المَزْكُومُ " . وقال الصَّاغَانِيّ : وهو أَحَدُ مَا جَاءَ على : أَفْعَلَهُ فهو مَفْعُولٌ وقد " أُرِضَ كعُنِيَ " أَرْضاً وآرَضَهُ اللهُ إِيراضاً أَي أَزْكَمَهُ نَقَلَه الجَوْهَريّ . المَأْرُوضُ : " مَنْ به خَبَلٌ منْ أَهْلِ الأَرْضِ والجِنّ " . قال الجَوْهَريُّ : هو " المُحَرِّكُ رَأْسَهُ وجَسَدَهُ بلا عَمْدٍ " وفي بعض النُّسَخ بلا عَمَلٍ وهو غَلَطٌ . الأَرْضُ : " الخَشَبُ أَكَلَتْهُ الأَرَضَةُ مُحَرَّكَةً " اسمٌ " لدُوَيْبَّةٍ " فالأَرْضُ هُنَا بمعنَى المَأْرُوض وقد أُرِضَتِ الخَشَبةُ كعُنِي تُؤْرَضُ أَرْضاً بالتَّسْكين فهي مَأْرُوضَةٌ إِذا أَكَلَتْهَا الأَرَضَةُ كما في الصّحاح وزادَ غيْرُه : وأَرضَتْ أَرْضاً أَيْضاً أَي كسَمِعَ . والأَرَضَةُ " م " وهي دُودَةٌ بَيْضاءُ شِبْهُ النَّمْلَةِ تَظْهَرُ في أَيَّامِ الرَّبِيع . وقال أَبو حَنِيفَةَ : الأَرَضَةُ ضَرْبانِ : ضَرْبٌ صَغَارٌ مثْلُ كِبَارِ الذَّرِّ وهي آفَةُ الخَشَبِ خاصَّةً وضَرْبٌ مثْلُ كِبَارِ النَّمْل ذَواتُ أَجْنحَةٍ وهي آفَةُ كُلِّ شَيْءٍ من خَشَب ونَبَات غيْرَ أَنَّها لا تَعْرضُ للرّطِبِ وهي ذَوَاتُ قَوَائمَ والجَمْعُ أَرَضٌ . وقيلَ الأَرْضُ اسْمٌ للجَمْع . انْتَهَى . قُلْتُ : وفي تَخْصيصه الضَّرْبَ الأَوَّلَ بالخَشَب نَظَرٌ بل هي آفَةٌ له ولغَيْره وهي دُودَةٌ بَيْضَاءُ سَوْدَاءُ الرَّأْسِ وليْس لها أَجْنِحَةٌ وهي تَغوصُ في الأَرْضِ . وتَبْنِي لها كِنّاً من الطِّينِ . قيل : هي الَّتِي أَكَلَتْ مِنْسَأَةَ سَيِّدِنَا سُليْمَانَ عَليْه السَّلامُ ولِذَا أَعانَتْهَا الجِنُّ بالطّينِ كما قالٌوا وأَنْشَدَنَا بَعْضُ الشيُوخ لبَعْضِهِم : .
" أكَلْتُ كُتْبِي كأَنَّنِي أَرَضَهْ