" الأَرْضُ " الَّتِي عَليْهَا النَّاسُ " مُؤَنَّثَةٌ " ن قال اللهُ تَعَالَى " وَإِلى الأَرْضِ كيْفَ سُطِحَتْ " " اسْمُ جِنْسٍ " قاله الجَوْهَرِيّ " أَوْ جَمْعٌ بِلا وَاحِدٍ ولم يُسْمَعْ أَرْضَةُ " وعِبَارَةُ الصّحاح : وكان حَقُّ الوَاحِدَةِ مِنْهَا أَنْ يُقَال أَرْضَةٌ ولكنَّهُم لَمْ يَقُولُوا . " ج : أَرْضَاتٌ " هكذا بسُكُونِ الرَّاءِ في سَائِرِ النُّسَخِ وهو مَضْبُوطٌ في الصّحاح بفَتْحِهَا قال : لأَنَّهُمْ يَجْمَعُون المُؤَنَّث الّذِي ليس فيه هَاءُ التَّأْنِيث بالأَلِفِ والتَّاءِ كقَوْلِهم : عُرُسات قال : قد يُجْمَعُ على " أُرُوضٍ " ونَقَلَهُ أَبو حَنِيفَةَ عن أَبي زَيْدٍ . وقال أَبو البَيْدَاءِ : يُقَال : ما أَكْثَرَ أُرُوضَ بَنِي فُلانٍ . في الصّحاح : ثُمَّ قالُوا : " أَرَضُونَ " فجَمَعُوا بِالْوَاوِ والنُّونِ والمُؤَنَّث لا يُجْمَع بالْوَاوِ والنّونِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَنْقُوصاً كثُبَةٍ وظبَةٍ ولكِنَّهُم جَعَلُوا الوَاوَ والنُّونَ عِوَضاً من حَذْفِهِم الأَلِفَ والتَّاءَ وتَرَكُوا فَتْحَةَ الرَّاءِ على حَالِهَا ورُبَّمَا سُكِّنَتْ . انْتَهَى . قُلْتُ : وقال أَبُو حَنِيفَةَ : يُقَال : أَرْضٌ وأَرْضُون بالتَّخْفِيف وأَرَضُون بالتَّثْقِيل ذَكَرَ ذلِكَ أَبُو زَيْدٍ . وقال عَمْرُو بنُ شَأْسٍ .
ولَنَا مِنَ الأَرْضِينَ رَابِيَةٌ ... تَعْلُو الإِكَامَ وَقُودُهَا جَزْلُ وقال آخَرُ : .
" مِنْ طَيِّ أَرْضِينَ أَمْ مِنْ سُلَّمٍ نزلٍمن ظَهْرِ رَيْمَانَ أَو مِنْ عِرْضِ ذِي جَدَنِ وفي اللِّسَان : الواو في أَرَضُونَ عِوَضٌ من الهَاءِ المَحْذُوفَة المُقَدَّرَة وفتحوا الرَّاءَ في الجَمْع لِيَدْخُلَ الكَلِمَةَ ضَرْبٌ من التَّكْسِير استِيحَاشاً من أَن يُوَفِّرُوا لَفْظَ التَّصْحِيح لِيُعْلِمُوا أَنَّ أَرْضاً مِمَّا كان سَبِيلُه لَوْ جُمِع بالتَّاءِ أَنْ تُفْتَح راؤُه فيُقَال أَرَضاتٌ . في الصّحاح : وزَعَمَ أَبُو الخَطّاب أَنَّهُم يقولُون : أَرْضٌ و " آرَاضٌ " كما قالُوا أَهْلٌ وآهَالٌ . قال ابن بَرّيّ : الصَّحِيحُ عِنْد المُحَقِّقين فيما حُكِيَ عن أَبِي الخَطَّاب أَرْضٌ وأَرَاضٍ وأَهْلٍ كأَنَّهُ جمع أَرْضَاةٍ وأَهْلاةٍ كما قَالُوا : ليْلَةٌ ولَيَالٍ كأَنَّهُ جَمْعُ لَيْلاةٍ ثمّ قالَ الجَوْهَرِيّ : " والأَرَاضِي غيْرُ قِيَاسِيٍّ " أَي على غيْرِ قِيَاس قال كَأَنَّهُم جَمَعُوا آرُضاً هكذا وُجِدَ في سائِر النُّسَخ مِنَ الصّحاح وفي بَعْضِها كَذَا وُجِدَ بخَطّه ووَجَدْتُ في هامِش النُّسْخَة ما نَصُّه : في قَوْلِه : كأَنَّهُم جَمَعُوا آرُضاً نَظَرٌ وذلِكَ أَنَّه لَوْ كانَ الأَرَاضِي جَمْعَ الآرُضِ لَكَان أآرِض بوَزْنِ أَعارِض كقَوْلِهِم أَكْلُبٌ وأَكَالِبُ هَلاَّ قال إِنَّ الأَراضِيَ جَمْعُ وَاحِدٍ مَتْرُوكٍ كلَيَالٍ وأَهَالٍ في جَمْع لَيْلَةٍ وأَهْلٍ فكَأَنَّهُ جَمْعُ لَيْلاَةٍ وإِنْ اعْتَذَر له مُعْتَذِرٌ فقال إِنّ الأَرَاضِيَ مَقْلُوبٌ من أآرِضِ لم يَكُن مُبْعِداً فيَكُونُ وَزْنُه إِذَنْ أَعَالفُ كانَ أَرَاضئَ فخُفِّفَت الهَمْزَةُ وقُلِبَت ياءً . انْتَهَى . وقالَ ابنُ بَرّيّ : صوابُه أَنْ يقولَ جَمَعُوا أَرْضَى مِثْل أَرْطَى وأَمّا آرُض فقاسُ جَمْعِه أَوَارِضُ . الأَرْضُ : " أَسْفَلُ قَوَائِمِ الدَّابَّةِ " قال الجَوْهَرِيّ . وأَنشدَ لحُمَيْدٍ يَصِفُ فَرَساً : .
" ولَم يُقَلِّبْ أَرْضَهَا البَيْطَارُ .
" ولا لِحَبْليْهِ بها حَبَارُ يعني لم يُقَلِّب قَوَائِمَهَا لِعِلَّةٍ بِهَا . وقال غيْرُهُ : الأَرْضُ : سَفِلَةُ البَعِيرِ والدَّابّةِ وما وَلِيَ الأَرْضَ منه . يُقَال : بَعِيرٌ شَدِيدُ الأَرْضِ إِذا كان شَدِيدَ القَوَائِمِ قال سُوَيْدُ بنُ كُرَاع : .
فرَكِبْنَاهَا على مَجْهُولِهَا ... بصِلاَبِ الأَرْض فِيهنَّ شَجَعْ