أَرادَ بِلاَ مَهْرٍ قالَ الأَزْهَرِيّ : ولا حُمَةَ لَهَا إِذا عَضَّت ولكِنّ عَضَّتَهَا تُؤْلِمُ أَلَماً لاسُمَّ فيه كسُمِّ الزّنابِيرِ . قالَ ابنُ بَرِّيّ : مَعْنَى الرّجَز : أَنّ الحُرْقُوصَ يَدْخُلُ في فَرْجِ الجارِيَةِ البِكْرِ قَالَ : ولهذا يُسَمَّى عاشِقَ الأَبْكارِ فهذا مَعْنَى قَوْلِه تَحْتَ الغَلَقِ المَرْصُوص بِلاَ مَهْرٍ ج حَرَاقِيصُ . والحُرْقُوصُ : نَوَاةُ البُسْرَة الخَضْرَاءِ عَنْ أَبِي عَمْروٍ . وحُرْقُوصُ بنُ مازِنِ بنِ مالِكٍ بنِ عَمْروٍ : تَمِيمِيٌّ ومِنْ وَلَدِه ضِبَارِيّ بنِ حُجَيَّةَ بنِ كَابِيَةَ بنِ حُرْقُوصٍ نَقَلَهُ ابنُ حَبِيب وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : .
لَوْ أَنّ كابِيَةَ بنَ حُرْقُوصٍ بِهِمْ ... نَزَلَتْ قَلُوصِي حينَ أُحْنَطَهَا الدَّمُ وحُرْقُوصُ بنُ زُهَيْرٍ السَّعْدِيّ كانَ صَحَابِيّاً أَمَدَّ بِهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه المُسْلِمِينَ الَّذِينَ نَازَلُوا الأَهْوَازَ فافْتَتَح حُرْقُوصٌ سُوقَ الأَهْوَازِ ولَهُ أَثَرٌ كَبِيرٌ في قَتْلِ الهُرْمزانِ ثُمَّ كانَ مَعَ عَلِيٍّ بصِفِّين فَصَارَ خارِجِيّاً عَلَيْه فقُتِلَ ثُمَّ إِنَّ كَوْنَه صَحابِيّاً نَقَلَه الطَّبَرِيُّ وغَيْرُه فقَوْلُ شَيْخِنا : إِنّ فِيهِ نَظَراً بلْ كانَ مُنَافِقاً وفيه نَزَلَ قَوْلُه تَعَالى ومِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ في الصَّدَقاتِ كما نَقَلَه الوَاحِدِيّ وغَيْرُه مِنَ المُفَسِّرينَ وشَرْطُ الصُّحْبَةِ الإِيمانُ الحَقِيقِي ظاهِراً وباطِناً انْتَهَى مَحَلُّ نَظَرٍ فتأَمَّلْ . والحَرَقْصَي كحَبَرْكَي : دُوَيْبَّةٌ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وأَبُو زَيْدٍ والواحِدَةُ بِهاءٍ عن ابنِ عَبّادٍ . والحَرْقَصَة فِعْلُ اللُّقَّاعَةِ بالكَلامِ يُحَرْقِصُ الكَلامَ والمَشْيَ وهِيَ مُقَارَبَةُ الخُطَا وقِيلَ : هي كالرَّقْصِ وكَذا الحَرْقَصَةُ فِي الكَلامِ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ . ونَسْجٌ مُحَرْقَصٌ كمُدَحْرَجٍ مُتَقَارِبٌ وخَرْزٌ مُحَرْقَصٌ كَذلِكَ وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : الحَرْقُصاءُ بضَمِّ الحاءِ والقافِ مَمْدُوداً : دُوَيْبَّةٌ نَقَلَه ابنُ سِيدَه ولمْ يُحَلِّهَا وقِيلَ : هِيَ الحَرَقْصَي الَّتي ذَكَرَها ابنُ دُرَيْدٍ وأَبُو زَيْدٍ . والحَرْقَصَةُ : النَّاقَةُ الكَرِيمةُ . هكَذَا ذَكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَان وأَنا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ الحَبَرْقَصَةُ وقَدْ تَقَدَّمَ . ويُقَالُ لِمَنْ يُضْرَبُ بالسِّياطِ : أَخَذَتْه الحَراقِيصُ وفي الأَسَاسِ لَدَغَتْه الحَراَقيِصُ فأَخَذَتْه الأَرَاقِيصُ وهو مَجاز .
ح - ص - ص .
الحَصُّ : حَلْقُ الشَّعرِ حَصَّهُ يَحُصُّه حَصّاً فحَصَّ حَصَصاً وانْحَصَّ . وقِيلَ : الحَصُّ : ذَهَابُ الشَّعرِ عَنِ الرَّأْسِ بِحَلْقٍ أَوْ مَرَضٍ . وفي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنْهُمَا أَنَّ امْرَأَةً أَئَتَهْ فقَالَتْ : إِنَّ ابْنَتِي عُرَيِّسٌ وقَدْ تَمَعَّطَ شَعْرُها وأَمَرْونِي أَنْ أُرَجِّلِها بالخَمْرِ فَقَالَ : إِن فَعَلْتِ ذلِكَ فأَلْقَى اللهُ في رَأْسِها الحَاصَّة هو داءٌ يَتَنَاثَرُ مِنْهُ الشَّعرُ . وقال ابنُ الأَثِيرِ : هي العِلَّةُ التي تَحُصُّ الشَّعر وتُذْهِبُه وقال أَبُو عُبَيْدٍ : الحاصَّةُ : ما تَحُصُّ شَعرَهَا تَحْلِقُه كُلَّه فَتَذْهَبُ بِهِ وقَدْ حَصَّتِ البَيْضَةُ رَأْسَه قال أَبُو قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ .
قَدْ حَصَّت البَيْضَةُ رَأْسِي فمَا ... أَذُوقُ نَوْماً غَيْرَ تَهْجَاعِ ومِنَ المَجَازِ : يُقَالُ : بَيْنَهُمْ رَحِمٌ حَاصَّةٌ أَيْ مَحْصُوصَةٌ قَدْ قَطَعُوها وحَصُّوها لا يَتَوَاصَلُونَ عَلَيْهَا أَو ذاتُ حَصٍّ . ويُقَال : حَاصَصْتُه الشّيءَ أَيْ قاسَمْتُه . وحَصَّنِي مِنْهُ كذَا أَيْ صارَتْ حِصَّتِي مِنْهُ كَذَا أَو صارَ ذلِكَ حِصَّتِي . ويُقَالُ : هُوَ يَحُصُّ أَيْ لا يُجِيرُ أَحَدَاً . قالَ أَبو جُنْدَبٍ الهُذَلِيُّ : .
أُحُصُّ فَلا أُجِيرُ ومَنْ أُجِرْهُ ... فَلَيْسَ كَمَنْ يُدْلَّى بالغُرُورِ