فَلأَنَّهُ بِمَعْنَى هَمَمْتُ فهُوَ حَرِيصٌ من قَوْمٍ حُرَّاصِ وحُرَصاءَ وامْرَأَةٌ حَرِيصَةٌ مِنْ نِسْوَةٍ حِرَاصٍ وحَرَائِصَ قالَ الأَزْهَرِيُّ : وقَوْلُ العَرَبِ : حَرِيصٌ عَلَيْكَ مَعْنَاه حَرِيصٌ عَلَى نَفْعِكَ . قُلْتُ : ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالى حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ أَي عَلَى نَفْعِكُم أَو شَفُوقٌ عليكم رَؤُوفٌ بكم فالحِرْصُ في القُرْآنِ على وَجْهَيْن : فَرْط الشَّرَهِ كقَوْله تَعَالَى ولِتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النّاسِ على حَياةٍ والشَّفَقَة والرَّأْفَة كقَوْلِهِ تعَالَى حَرِيصٌ عَلَيْكُم ومِنَ الحِكَمِ : البَخِيلُ مَذْمُومٌ والحَسُودُ مَرْجُومٌ والحَرِيصُ مَحْرُومٌ . ويُقَال لا تَكُنْ عَلَى الدُّنْيَا حَرِيصاً تَكُنْ حافِظاً ؛ فإِنَّ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا يُوْرِثُ النِّسْيَانَ . ومِنْ كَلامِهِم : قُرِنَ الحِرْصُ بالحِرْمَانِ . والحَرَصَةُ مُحَرّكةً : مُسْتَقَرُّ وَسَطِ كُلِّ شَيْءٍ وهو مَأْخُوذٌ من نَصِّ الأَزْهَرِيِّ ولكِنَّهُ ضَبَطَه بالفَتْحِ وكَذلِكَ ابنُ سِيدَه ونَصُّهُما : والحَرْصَةُ كالعَرْصَةِ زادَ الأَزْهَرِيُّ : إِلاَّ أَنَّ الحَرْصَةَ مُسْتَقَرُّ وَسَطِ كُلِّ شَيْءٍ والعَرْصَة : الدّارُ قالَ : ولَمْ أَسْمَعْ حَرْصَة بِمَعْنَى العَرْصَة لِغَيْرِ اللَّيْثِ وأَمّا الصَّرْحَةُ فمَعْرُوفَةٌ . والحَارِصَةُ : السَّحَابَةُ الَّتِي تَقْشِرُ وَجْهَ الأَرْضِ بمَطَرِهَا كالحَرِيصَةِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَيْ تُؤَثِّرُ فيها بِشِدَّةِ وَقْعِهَا قال الحُوَيْدِرَةُ : .
ظَلَمَ البِطَاحَ لَهُ انْهِلالُ حَرِيصَةِ ... فصَفَا النِّطافُ لَه بُعَيْدَ المُقْلَعِ ومن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ : رَأَيْتُ العَرَبَ حَرِيصَة على وَقْعِ الحَرِيصَة . والحارِصَةُ : الشَّجَّةُ قيل : هي أَوّلُ الشِّجَاجِ وهي التي تَشُقُّ الجِلْدَ قَلِيلاً كالحَرْصَةِ بِالفَتْحِ والحَرِيصَةِ وحَكَى الأَزْهَرِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ : الحَرْصَةُ والشَّقْفَةُ والرَّعْلَةُ والسَّلْعَةُ : الشَّجَّةُ . والحَرْصُ : الشَّقُّ وثَوْبٌ حَرِيصٌ يقَالُ : حَرَصَ القَصّارُ الثَّوْبَ يَحْرِصُه حَرْصاً أَيْ خَرَقَه وقِيلَ : شَقَّة وقِيلَ : خَرَقَه بالدَّقِّ وقِيلَ : هو أَن يَدُقَّهُ حَتَّى يَجْعَلَ فيه ثُقَباً وشُقُوقاً . والحَرْصَةُ بالفَتْح : تَفَرُّقُ الشُّخْبِ فِي الإِنِاءِ لاتِّسَاعِ خَرْقٍ في الطُّبْيِ مِنْ جُرْحٍ يَحْصُلُ من الصِّرَارِ أَو بَثْرَةٍ مِنْهُ فَيُصِييبُ اللَّبَنُ ثِيَابَ الحَالِبِ . قَالَهُ النَّضْرُ قالَ : وإِنَّمَا تُصِيبُ الحَرْصَةُ الثَّرَّةَ مِنَ الإِبِلِ . والحِرْصِيانُ بالكَسْرِ : باطِنُ جِلْدِ البَطْنِ وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى في ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ هي الحِرْصِيَانُ والغِرْسُ والبَطْنُ فالحِرْصِيانُ مَا ذُكِرَ والغِرْسُ : مَا يَكُونُ فِيهِ الوَلَدُ وبِهِ فُسِّر أَيْضاً قولُ الطِّرِمّاحِ : .
" وقَدْ ضُمِّرَتْ حَتَّى انْطَوَى ذُو ثَلاثِهَاإِلَى أَبْهَرَيْ دَرْمَاءِ شَعْبِ السّناسِنِ