مَا عَلَيْهِ - ونصُّ الجَوْهَرِيِّ : ما عَلَيْهَا وهو أَوْلَي - : حَرْبَصِيصَةٌ ولا خَرْبَصِيصَةٌ أَيْ شَيْءٌ من الحُلِيِّ هكذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وقال أَبو عُبَيْدٍ : والَّذِي سَمِعْنَاهُ خَرْبَصِيصَةٌ بالخَاءِ عن أَبِي زَيْدٍ والأَصْمَعِيّ ولَمْ يَعْرِفْ أَبُو الهَيْثَمِ بالحاءِ . وحَرْيَصَ الأَرْضَ : بَرْبَصَهَا أَيْ أَرْسَلَ فِيها المَاءَ .
ح - ر - ص .
الحِرْصُ بالكَسْرِ : الجَشَعُ ؛ وهو شِدَّةُ الإِرَادَةِ والشَّرَه إِلَى المَطْلُوبِ وَقَدْ حَرصَ عَلَيْه كضَرَبَ وسَمِعَ ومِنَ الأَخِيرَةِ قِرَاءَةُ الحَسَنِ والنَّخَعِيِّ وأَبِي حَيْوَةَ وأَبِي البَرَهْسَمِ إِنْ تَحْرصْ عَلَى هُدَاهُم بفَتْحِ الرّاءِ كَمَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ قال شَيْخُنَا : وَبِقِيَ عَلَيْه : حَرَصَ كنَصَر ذَكَرَهُ ابنُ القَطّاعِ وصاحِبُ الاقْتِطافِ وتَرَكهُ المُصَنِّفُ قُصُوراً ومِنَ الغَرِيبِ قَوْلُ القُرْطُبِيِّ : إِنَّ حَرَصَ كضَرَبَ ضَعِيفَةٌ مع أَنَّهَا وَرَدَتْ في القُرْآنِ العَظِيمِ الجَامِعِ انْتَهَى . قُلْتُ : قَالَ الأَزْهَرِيّ : واللُّغَةُ العَالِيَةُ حَرَصَ يَحْرِصُ وأَمّا حَرِصَ يَحْرَصُ فلُغَةٌ رَدِيئَةٌ قالَ : والقُرَّاءُ مُجْمِعُون عَلَى ولَوْ حَرَصْتَ بمُؤْمِنينَ المُرَادُ باللُّغَة العالِيَةِ حَرَصَ كضَرَبَ الَّذِي صَدَّرَ به الجَوْهَرِيُّ وغَيْرُه والرَدِيئَة : حَرِص : كَسَمِعَ بدَلِيلِ قَوْلِه فِيمَا بَعْدُ والقُرّاءُ مُجْمِعُون إِلَى آخِرِه فعُلِمَ بذلِكَ أَنّ مُرَادَ القُرْطُبِيِّ منْ قَوْلِه : حَرِصَ ضعِيفَةٌ إِنَّمَا يَعْنِى به كسَمِعَ لا كضَرَبَ وقد اشْتَبَه على شَيْخِنا فتَأَمَّلْ . ثمّ اخْتَلَفُوا في اشْتِقاقِ الحِرْصِ فقِيلَ : هُوَ من حَرَص القَصّارُ الثَّوْبَ إِذا قَشَرَهُ بدَقِّةِ وهُوَ قَوْلُ الرّاغِبِ وقَال الأَزْهَرِيُّ : أَصْلُ الحَرْصِ الشَّقُّ وقِيلَ للشَّرِهِ حَرِيصٌ لأَنَّهُ يَقْشِرُ بحِرْصِهِ وُجُوهَ النّاسِ وقِيلَ : هُوَ مَأْخُوذٌ من السَّحَابَةِ الحارِصَةِ الَّتِي تَقْشِرُ وَجْهُ الأَرْضِ كأَنَّ الحارِصَ يَنَالُ مِنْ نَفْسِهِ بشِدَّةِ اهْتِمَامِه بِتَحْصِيلِ ما هو حَرِيصٌ عليه وهو قَوْلُ صاحِبِ الاقْتِطَافِ وقد نَقَلَهُ شَيْخُنَا واسْتَبَعَدَهُ وقالَ : الَّذِي عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الحِرْصَ هو الأَصْلُ وغَيْرُه مَأْخُوذٌ مِنْه . قُلْتُ : وهذا خِلاَفُ ما نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ والرّاغِبُ وتَبِعَهُم المُصَنّف في البَصَائِرِ فَقَدْ صَرَّحُوا أَنَّ أَصْلَ الحَرْصِ القَشْرُ فكَلامُ شَيْخِنا لا يَخْلُو عَنْ نَظَرٍ وتَأَمُّلٍ ثُمَّ إِنَّ الحَرِصَ يَتَعَدَّى بِعَلَى وهو المَعْرُوفُ وأَمّا تَعْدِيَتُه بالباءِ فِي قَوْلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ : .
ولَقَدْ حَرِصْتُ بِأَنْ أُدَافِعَ عَنْهُمْ ... فإِذَا المَنِيَّةُ أَقَبَلَتْ لا تُدْفَعُ