تَمَنَّى نَئِيشاً أَنْ يَكُونَ أَطَاعَني ... وَقَدْ حَدَثَتْ بعْدَ الأُمُورِ أُمُورُ أَيْ تَمَنَّى في الأَخِيرِ وبَعْدَ الفَوْت حَيْثُ لا يَنْفَعُه فِيه الطّاعَة . وقالَ أَبو عَمْروٍ : نَاقَةٌ مَنْئُوشَةُ اللَّحْمِ إِذا كانَتْ قَلِيلَتَهُ . هُنَا ذَكَرَهُ الصّاغَانِيُّ وقِيلَ : رَقِيقَتَهُ وذَكَرَه غَيْرُه في ن و ش كما سَيَأْتِي . ويُقَالُ : انْتَأَشَنِي أَيْ أَعْجَلَنِي واسْتَبْطَأَنِي . وانْتَأَشَ بِغَنَمِه كرِعَانِ السَّحابِ إِذا ظَعَنَ بِهَا قالَ الصّاغَانشيُّ : والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى الأَخْذِ والبَطْشِ وقَدْ شَذَّ عَنْهُ قولُهم جاءَ نَئِيشاً . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه : التّناؤُش : التَّباعُد . وانْتَأَش هُوَ : تَأَخَّرَ وتَبَاعَدَ . والنَّئيشُ كأَمِيرٍ : البَعِيدُ عن ثَعْلَبٍ . والنَّأْشُ : الطَّلَبُ عن ابنِ بَرّيّ . ونَأَشَ الشَّيْءَ يَنْأَشُه نَأْشاً : بَاعَدَهُ . ونَأَشَه نَأْشاً كَنَعَشَه : أَحْيَاهُ ورَفَعَه قالَ ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنّه بَدَلٌ . وانْتَأَشَه الله أَيِ انْتَزَعَه وفي حَدِيثِ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعالى عَنْهَا فِي صِفَةِ أَبِيهَا رَضِيَ اللهُ تَعالى عَنْهُ فانْتَأَشَ الدِّينَ بنَعْشِهِ إِيّاه أَي تَدَارَكَه بإِقامَتِه إِيّاه من مَصْرَعِه .
ن - ب - ش .
النَّبْشُ : إِبْرازُ المَسْتُورِ وكَشْفُ الشّيءِ عَنِ الشَّيْءِ ومنه النَّبّاشُ وحِرْفَتُه النَّبَاشَةُ يُقَال : نَبَشَ الشَّيْءَ نَبْشاً إِذا اسْتَخْرَجَه بَعْدَ الدَّفْنِ ونَبْشُ المَوْتَى : اسْتِخْرَاجُهم . ومن المَجَاز : النَّبْشُ : اسْتِخْراجُ الحَدِيثِ والأَسْرَارِ ويُقَالُ : هُوَ يَنْبُشُ عَنِ الأَسْرَارِ ويَنْبُشُها . ومن المَجَاز : النَّبْشُ : الاكْتِسابُ يُقَال : هُوَ يَنْبُشُ لِعيَالِه أَي يكْتَسِبُ لهُم . ونَبَشَهُ بسَهْمٍ : رَمَاهُ بِهِ فَلَمْ يُصِبْهُ . وقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللهُ : النَّبْشُ بالكَسْرِ : شَجَرٌ كالصَّنَوْبَر إِلاَّ أَنّهُ أَقَلُّ مِنْه وأَشَدُّ اجْتِماَعاً أَرْزَنُ مِنَ الآبَنُوسِ لَهُ خَشَبٌ أحمَرُ كَأَنَّهُ النَّجِيع صُلْبٌ يُكِلّ الحَدِيدَ يُعْمَلُ منه المَخاصِرُ للجَنَائِبِ وعَكَاكِيزُ نَقَلَه ابنُ سِيدَه عنه . قُلْتُ : وقَدْ أَغْفَلَ المُصَنّفُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى الآبَنُوسَ في كتَابِه وذَكَرَه هُنَا اسْتِطْرَاداً وقَدِ اسْتُدْرِكَ عَلَيْهِ في مَحَلّه . والنَّبَشُ بالتَّحْرِيكِ : الجَمَلُ الَّذِي فِي خُفِّه أَثَرٌ يَتَبَيَّنُ فِي الأَرْضِ مِنْ غَيْرِ أَثرِه يُقَال : بَعِيرٌ نَبَشٌ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ . ونُبَيْشَةُ الخَيْرِ كجُهَيْنَةَ هُوَ عَمْرُو بنُ عَوْفٍ الهُذَلِيّ بن طَرِيفٍ نَزَلَ البَصْرَةَ رَوَى عنه أَبُو المُلَيْحِ وأُمُّ عاصِمٍ قَالَ الحَافِظُ : أَخْرَجَ لهُ مُسْلِمٌ وأَهْلُ السُّنَنِ . وهوُذْةَ ُبنُ نُبَيْشَةَ ولَمْ يَذْكُرْه الذَّهَبِيُّ ولا ابنُ فَهْدٍ ولا الحَافِظُ صَحابِيّانِ وإِنّمَا ذَكَرُوا نُبَيْشَةَ : رَجُلٌ آخَرُ لَهُ صُحْبَة قَالَ الصّاغَانِيُّ : هَوْذَةُ بنُ نُبَيْشَةَ السُّلَمِيّ ثم مِنْ بني عُصَيَّةَ كَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلّم أَنّهُ أَعْطَاهُ ما حَوَى الجَفْرُ كُلُّه . قُلْتُ : فَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ على الحَافِظَينِ تُوُفِّي في حَياتِه صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَهُ ذِكْرٌ في حَدِيثِ ابن عَبّاسٍ . ونُبَيْشَةُ بنُ حَبِيب بنِ عَبْدِ العُزَّي السُّلَمِيُّ أَحَدُ فُرْسَانِهِم رَفِيقٌ لامْرِئِ القَيْسِ بنِ حُجْرٍ الكِنْديِّ حِينَ خَرَجَ إِلى قَيْصَرَ مَلِكِ الرُّومِ . وسَمّوْا نُبَاشَةَ كثُمامَة ونَابِشاً . والأُنْبُوشُ بالضّمِّ : أَصْلُ البَقْلِ المَنْبُوش كَمَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَو الشَّجَرُ المُقْتَلَعُ بأَصْلِه وعُرُوقِهِ كالأُنْبُوشَةِ ج : أَنابِيشُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ : .
كَأَنّ السِّبَاعَ فِيهِ غَرْقَى عَشِيَّةً ... بأَرْجائِهِ القُصْوَى أَنابِيشُ عُنْصُلِ