قالَ أَبو نَصْر : أَي اخْلِطِي ما شِئْتِ من القَوْلِ كَذَا في الصّحاحِ . قُلْتُ : وكَذلِكَ فَسَّره الأَصْمَعِيُّ وابنُ الأَعْرَابِيّ وغيرُهما . والمَيْشُ : خَلْطُ لَبَنِ الضَّأْنِ بلَبَنِ الماعِزِ قالَهُ الجَوْهَرِيُّ وقِيلَ : خَلْطُ اللَّبَنِ الحُلْوِ بالحَامِض ومِنَ الغَرِيبِ أَنَّ الماعِزَ بالفَارِسِيَّةِ تُسَمَّى مِيش بكَسْرِ المِيم المُمَال . وعَنِ الكِسَائِيّ : المَيْشُ : كَتْمُ بعضِ الخَبَرِ وإِخْبَارُ بَعْضِهِ وقَدْ مِشْتُ الخَبَرَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ . والمَيْشُ : حَلْبُ بَعْضِ ما فِي الضَّرْعِ وتَرْكُ بَعْضِه وفِي الصّحاح : حَلْبُ نِصْفِ ما فِي الضَّرْعِ فإِذا جَاوَزَ النّصْفَ فَلَيْسَ بمَيْشٍ وقد ماشَها مَيْشاً . والمَيْشُ : خَلْطُ كلِّ شَيْءٍ سَوَاءٌ القَوْلُ والخُبْزُ واللَّبَنُ وغَيْرُها . وماشُوا الأَرْضَ مَيْشَةً : مَرُّوا بِهَا عن أَبِي عَمْرو . ومَاشَانُ : نَهْرٌ يَجْرِي وَسَطَ مَدِينَةِ مَرْو . ومَا وُشانُ : نَاحِيَةٌ بهَمَذانَ نَقَلَه الصاغانيُّ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : ماشَ القُطْنِ يَمِيِشُه مَيْشاً : زَبَّدَه بَعْد الحَلْجِ . والمَيْشُ : خَلْطُ الكَذِبِ بالصّدقِ والجِدِّ بالهَزْلِ . وأَبُو طالِب بنُ مِيشَا التَّمّارُ بالكَسْر : مُحَدِّث رَوَى عَنْ يَحْيَى بنِ ثابِتِ بن بُنْدار . وماشَ المَطَرُ الأَرْضَ مَيْشاً إِذا سَحَاهَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عن اللَّيْثِ وفِي بَعْضِ نُسَخِ كتابِه مَأَشَ بالهَمْز وقد ذُكِرَ في مَوْضعِه . ومِيشَةُ بالكَسْرِ : من قُرَى جُرْجَانَ .
فصل النون مع الشين .
ن - أ - ش .
النَّأْشُ كالمَنْعِ لُغَةٌ في النَّوشِ عن ابنِ دُرَيْدٍ وهُوَ : التَّنَاوُلُ يُقَال : نَأَشْتُ الشيءَ نَأْشاً إِذا تَنَاوَلْتَه كالتَّناؤُشِ . وقالَ ثَعْلَب : التَّناؤُشُ الأَخْذُ من بُعْدٍ مَهْمُوز فإِنْ كانَ عن قُرْبٍ فهو التّناؤُشُ بغَيْرِ هَمْزٍ وقَولُهُ تَعَالَى : وأَنَّي لَهُمُ التَّناؤُشُ قُرِئَ بالهَمْزِ وغَيْرِ الهَمْزِ . وقال الزَّجّاجُ : مَنْ هَمَزَ فَعَلَى وَجْهَيْن أَحَدهمَا : أَنْ يَكُونَ من النَّئيِشِ الَّذي هُوَ الحَرَكَةُ في إِبْطَاءٍ والآخَرُ : أَنْ يَكُونَ من النَّوْشِ الَّذِي هُوَ التّناوُلُ فَأَبْدَلَ من الواو هَمْزَةً لمَكَانِ الضَّمَّةِ قالَ ابنُ بَرِّيّ : ومَعْنَى الآيَةِ أَنَّهُم تَنَاوَلُوا الشَّيْءَ مِنْ بُعْدٍ وقَدْ كانَ تَناوُلُه مِنْهُمْ مِنْ قُرْبٍ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا فآمَنُوا حَيْثُ لا يَنْفَعَهُم إِيمانُهم ؛ لأَنّه لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُهَا في الآخِرَةِ . والنَّأْشُ : الأَخْذُ والبَطْشُ وقِيلَ : الأَخْذُ في البَطْشِ يقالُ نَأَشَه نَأْشاً : إِذا أَخَذَه في بَطْشٍ . والنَأْشُ : التَأْخِيرُ وقَدْ نَأَشَ الأَمْرَ إِذَا أَخَّرَهُ كَذَا في المُحْكَمِ والصّحاحِ . والنَأْشُ : النُّهُوضُ في إِبْطَاءٍ نَقَلَه الزَّجّاجُ يُقَالُ : مِنْ أَيْنَ نَأَشْتَ لَنَا أَيْ نَهَضَت قال : .
إِلَيْكَ نَأَشْتُ يا ابْنَ أَبِي عَقِيلٍ ... ودُونِي الغافُ غافُ قُرَى عُمَانِ والنَّؤُوشُ كصَبُورٍ : القَوِيُّ الغَالِبُ ذُو البَطْشِ ويُقَال : قَدَرٌ نَؤُوشٌ أَيْ غالِب ومِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ : .
كَمْ سَاقَ مِنْ دارِ امْرِئٍ جَحِيشِ ... إِلَيْك نَأْشُ القَدَرِ النَّؤُوشِ وقَدْ ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ في ن و ش قالَ الصّاغَانِيُّ وهُوَ يَدخل في البابَيْنِ . ويُقَالُ : فَعَلَه نَئيِشاً كَأَمِيرٍ : أَيْ أَخِيراً كما في الصّحاحِ ويُقَالُ أَيْضاً : جَاءَنا نَئِيشاً أَيْ بَطِيئاً . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : يُقَال : لَحِقَنَا نَئِيشاً من النَّهَارِ أَيْ بَعْدَ ما تَوَلَّى وهُوَ مِنْ ذلِكَ أَيّ تَأَخّرَ عَنّا ثمّ اتَّبَعَنا عَلَى عَجَلَةٍ خَشْيَةَ الفَوْتِ وأَنْشَدَ يَعْقُوبُ لِنَهْشَل بنِ حَرِّيّ : .
ومَوْلىً عَصانِي واسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ ... كَمَا لَمْ يُطَعْ فِيمَا أَشَارَ قَصِيرُ .
فلمّا رَأَى ما غَبَّ أَمْرِي وأَمْرَه ... ونَاءَتْ بأَعْجَازِ الأُمُورِ صُدُورُ