وَأَحْرَشَ الهِنَاءُ البَعِيرَ : بَثَرَهُ أَي قَشَرَهُ وأَدْمَاه عن ابنِ عَبّادٍ . وحَرَشَه وخَرَشَه بالحَاء والخَاء إذا حَكَّه حَتَّى يُقَشَّرَ الجِلْدُ الأَعْلَى فيَدْمَى فيُطْلَى حِيَنِئذٍ بالهِنَاءِ . ومحمّدُ بنُ مُوسَى الحَرَشِيُّ مُحَرَّكَةً : مُحْدِّثٌ شَهِيرٌ وآخَرُونَ بنَيْسَابُورَ . وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : الاحْتِرَاشُ : الخِدَاعُ . والتَّحْريشُ : ذِكْرُ ما يُوجِبُ العِتَابَ . وتَحَرَّشَ الضّبَّ وتَحَرَّشَ به : احْتَرَشَه . وقَال الفّارِسِيُّ : قال أَبو زَيْدٍ : يُقَالُ : لَهُوَ أَخْبَثُ مِنْ ضَبٍّ حَرَشْتَه . وذلك أَنّ الضَّبَّ رُبَّمَا اسْتَروَحَ فخَدَعَ فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَيْه . وقال الأَزْهَرِيّ : قال أَبو عُبَيْدٍ : ومن أَمْثَالِهِم في مُخَاطَبَةِ العالِم بالَّشْيِء مَنْ يُرِيدُ تَعْلِيمَه : أَتُعْلِمُنِي بِضّبٍّ أَنا حَرَشْتُه ؟ : ونَحٌْو منه قولُهم : كمُعَلِّمَةٍ أُمَّهَا البِضَاعَ . ومن المَجاز : ِ احْتَرَش ضّبَّ العَدَاوةِ ومنه قَوْل كُثَيِّرٍ أَنشده الفارِسِيّ : .
ومُحْتَرِشِ ضَبَّ العَدَاوَةِ مِنْهُمُ ... بحُلْوِ الخَلَى حَرْشَ الضِّبَابِ الخَوادِعِ وَضَعَ الحَرْشَ مَوْضِعَ الاحْتِراش ؛ لأَنّه إذَا احْتَرَشَه فقَدْ حَرَشَه ويُقَالُ : إنّه لحُلْوُ الخَلَي أَي حُلْوُ الكَلامِ . والحَرْشُ : الخَدِيعَة وحَرِشَ كَعَلِمَ إذا خَدَعَ نَقَلَهُ الصاغَانِيُّ وفي حَدِيثِ المِسْوَرِ ما رَأَيْتُ رَجُلاً يَنْفِرُ من الحَرْشِ مِثْلَه يَعْنِي مُعَاوِيَةَ يُرِيدُ بالحَرْشِ الخَدِيعَةَ . وحَارَشَ الضَّبُّ الأفْعَى إذا أَرادَتْ أَنْ تَدْخُلَ عَلَيْهِ فقَاتَلَهَا . وحَرَشَ البّعِيرَ بالعَصَا : حَكَّ في غَارِبِه ليَمْشِيَ . قال الأَزْهَرِيُّ : سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحدٍ من الأعْرَابِ يقولُ للْبَعِير الذِي أَجْلَب دَبَرُهُ في ظَهْرِه : هذا بَعِيرٌ أَحْرَشُ وبِهِ حَرَشٌ قال الشاعِرُ : .
فَطارَ بِكَفيِّ ذُو حِرَاشٍ مُشَمِّرٌ ... أَحَذُّ ذَلاَذِيلِ العَسِيبِ قَصِيرُ أَرادَ به جَمَلاً به آثارُ الدَّبَرِ . ونُقْبَةٌ حَرْشَاءُ : وهي البَاثِرَةُ الَّتي لمْ تُطْلَ وأَنشد الجَوْهَرِيّ : .
وحَتّى كَأَنِّي يَتَّقِى بِي مُعَبَّدٌ ... بهِ نُقْبَةٌ حَرْشَاءُ لم تَلقَ طالِيَا والحَارِشُ : بُثُورٌ تَخْرُجُ في أَلسِنَةِ النّاسِ والإبِلِ صِفَةٌ غَالِبَةٌ . واحْتَرَشَ القَوْمُ : احْتَشَدُوا . وحَرِيشٌ كأَمِيرٍ : قَبِيلَةٌ من بَنِي عَامِرٍ . وقد سَمّوْا حَرْشَاءَ بالمَدِّ ومُحَرِّشاً كمُحَدِّث ومِنْهُ مُحَرِّشٌ الكَعْبِيّ هكذا ضَبَطَهُ ابنُ مَاكُولاَ وضَبَطَهُ غَيْرَهُ بالسِّينِ المُهْمَلَةِ وقال الزَّمَخْشَرِيّ : الصَّوَابُ أَنّه بالخَاء المعجمة كَمَا سَيَأْتي وهُوَ صَحَابِيٌّ له حَدِيث في التِّرْمِذِيّ . وحُرَيْشٌ كزُبَيْر : قَبِيلَةٌ بالمَغْرِب من البَرْبَر ومِنْهُم الإمَامُ المُعَمَّرُ المُحَدِّثُ أَبو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ ابنِ عَبْدِ اللهِ الخَيّاط الفاسِيّ الحُرَيْشِيّ حَدّث عَن الإمَام عَبدِ القَادِرِ بنِ عليٍّ وغيره وعَنْهُ شُيُوخُنَا : إِسْمَاعِيلُ بنُ عبدِ الله وعُمَرُ بن يَحْيَى بنِ مُصْطَفَى ومُحَمّدُ بنُ الطّالبِ بن سودَةَ ومُحَمّدُ ابنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَيُّوب ومُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّد بنِ مَسْعُودٍ الوَرانيّ شَرَحَ الشِّفَاءَ والمُوَطَّأَ والشَّمائِلَ وماتَ بالمَدِينَةِ المُشَرَّفة عَنْ سِنٍّ عَالِيَةٍ . والحُرْشَانِ بالضَّمّ : جَبَلانِ بِأَعْيَانِهما نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ . قُلْتُ : وهُوَ تَصْحِيفٌ والصوَابُ بالسِّين المُهْمَلَة وقد تَقَدّم . والحَرِيشُ كأَمِيرٍ : قَرْيَةٌ من أَعمالِ المَوْصِلِ نَقَلَه الصّاغَانِيّ أَيْضاً . والمِحْرَاشُ : المِحْجَنُ .
ح - ر - ف - ش