فلَمّا سُمِّيَتْ تِلْكَ الأَحْيَاءُ بالأَحَابِيشِ من قِبَل تَجَمُّعِهَا صارَ التَّحْبِيشُ في الكَلاَم كالتَّجْمِيع . وقال ابنُ إسْحَاق : إنَّ الأَحَابِيشَ هُمْ بَنُو الهُونِ وبَنُو الحارِثِ من كِنَانَةَ وبَنُو المُصْطَلِقِ من خُزَاعَةَ تَحَبَّشُوا : أَيْ تَجَمَّعُوا فسُمُّوا بذلِكَ . نَقَلَه السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ . وحُبْشِيُّ بنُ جُنَادَةَ الصَحابيُّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه وهذا قَدْ تَقَدَّم ذِكْرُه في أَوَّل المادَّةِ وهذا مَحَلُّ ذِكْرِه وهُوَ تَكْرَارٌ مُخِلّ . وعَمروُ بنُ الرَّبِيعِ هكذا في سائِرِ النُّسَخ والصَّوابُ وأَبُو عَمْروِ بنُ الرَّبِيعِ بنِ طارق المِصْريّ هكذا قَيَّدَه الدّارَ قُطْنِيّ بالضَّمّ أَوْ هُوَ بفَتْحَتَيْنِ كحَبَشِيّ بنِ إِسْماعِيلَ بنِ عَبْدِ الرّحْمنِ بنِ وَرْدَانَ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بنِ سَعْدِ بنِ سَرْحٍ عَنْ سَعِيدِ بن أَبِي مَرْيَم . وأَمّا حَبْشِيُّ بنُ مُحَمَّد بنِ شُعَيْبٍ أَبُو الغَنَائِم الشَّيْبَانِيُّ الضّرِيرُ تِلميذُ ابنِ الجَوَالِيقيِّ وعَليُّ بنُ محمَّدِ بنِ حَبْشِيٍّ الأَزَجِيّ من شُيوخِ يُوسُفَ بنِ خَلِيلٍ سَمِعَ من أَبِي سَعْد البَغْدَاديّ وأَبو الفَضْلِ مُحَمَّدُ ابنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَطّافِ بنِ حَبْشِيٍّ المَوْصِليّ عن مالِكٍ البَانِيَاسِيّ وعَنْهُ محمَّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ ابنِ كامِلٍ وابنُه سَعِيدُ بنُ محمّدٍ سَمِع من قاضي المارِسْتَان فبالفَتْحِ فسُكُونِ الموحَّدةِ أَي مَعَ تَشْدِيدِ التَحْتِيَّة . قُلْتُ : ويُلْحَق بِهِم عَبْدُ اللهِ بن مَنْصُورِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن حَبْشِيّ المَوْصِلِيّ عن أَبِي الحُسَيْنِ بنِ الطُّيُورِيّ مات سنة 567 ، ذَكَرَه الحافِظُ . وحُبْشيَّةُ بنُ سَلُولَ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ رَبْيعَةَ بنِ حارِثَةَ بنِ عَمْرِو بن عامِرِ بن رَبِيعَةَ وهُوَ لُحَىٌّ : جَدٌّ لِعِمْرانَ ابنِ الحُصَيْنِ الصّحابيِّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه وهُوَ من بَنِي غَاضِرَةَ بنِ حُبْشِيّةَ بالضّمِّ وضَبَطَه بَعْضُهُم بِفَتْح الحاءِ وسُكُون المُوَحَّدَة نَقَلَه الحَافِظُ . والحَبَشِيُّ بالتَّحْريِك أَيْ مع تَشْدِيدِ التَّحْتِيَّة : جَبَلٌ شَرْقِيَّ سَمِيرَاءَ . وجَبَلٌ آخَرُ ببِلادِ بَنِي أَسَد يُقَال : هو بعُمَانَ أَو هُوَ جَبَلٌ آخَرُ . ودَرْبُ الحَبَشِ بالبَصْرَةِ في خِطَّة هُذَيْلٍ نُسِبَ إلَى حَبَشٍ أَسْكَنَهم عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْه البَصْرَةَ يَلِي هذا الدَّرْبَ مَسْجِدُ أَبِي بَكْرٍ الهُذَلِيّ وقَصْرُهُ بتَكْرْيْتَ مَوْضِعٌ بالقُرْبِ منه فِيْهِ مَزَارِعُ شُرْبُهَا من الإِسْحَاقِيّ وبِرْكَتُه بمِصْرَ خَلْفَ القَرَافِةِ مُشْرِفَةٌ على النِّيلِ ولَيْسَت ببِرْكَة لِلْمَاءِ وإنّمَا شُبِّهَت بها وكَانَتْ تُعْرَف ببِرْكَةِ المَعَافِر . وبِرْكَةِ حِمْيَر وعِنْدَها بَسَاتِينُ تُعْرَفُ بالحَبَش والبِرْكَةُ منسوبةٌ إليها وهي الآنَ وَقْفٌ على الأَشْرَافِ تُزْرَع فتكونُ نَزِهَةً خَضِرَة ؛ لزِكَاء أَرْضِها ورِيِّها وهِيَ مِنْ أَجَلِّ مُتَنَزَّهاتِ مِصْرَ كانَتْ وفيها يَقُولُ أُميّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ المَغْرِبِيّ يَصِفُهَا ويَتَشَوَّقُهَا : .
للهِ يَوْمِي ببِرْكَةِ الحَبَشِ ... والأُفْقُ بَيْنَ الضِّيَاءِ والغَبَشِ .
والنِّيلُ تَحْتَ الرِّيَاضِ مُضْطَربٌ ... كصَارِمٍ في يَمِينِ مُرْتَعِشِ .
ونَحْنُ في رَوْضَةٍ مُفَوَّفَةٍ ... دُبِّجَ بالنَّوْرِ عِطْفُهَا ووُشِى .
قدْ نَسَجَتْهَا يَدُ الغَمَامِ لَنَا ... فَنَحْنُ من نَسْجِهَا على الفُرُشِ .
فعَاطِنِي الرّاحَ إِنَّ تارِكَها ... من سَوْرَةِ الهَمِّ غَيْرُ مُنْتَعِشِ .
وأَثْقَلُ النّاسِ كُلِّهِمْ رَجُلٌ ... دَعَاهُ دَاعِي الهَوَى فَلَمْ يَطِشِ والحَبَشِيَّةُ من الإبِلِ : الشَّدِيدَةُ السّوَادِ كَأَنَّهَا نُسِبَت إلى الحَبَشِ وتُضَمّ . والحَبَشِيَّةُ : البُهْمَى إذا كَثُرَتْ والْتَفَّتْ كَأَنَّهَا تَضْرِب إلَى السّوَادِ قال امْرُؤ القيْسِ يَصِفُ حُمُراً :