الكِرْنَاسُ بالنُّون أَهمله الجَوْهَريُّ وذكر الزَّمَخْشَريُّ أَنَّه في كِتَاب العَيْن في الرُّباعيُّ لُغَةٌ في الكِرْباس بالباءِ هكذا في سائر النُّسَخ وصوابُه : باليَاءِ أَي التَّحْتيَّة . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الكِرْناسُ : إِرْدَبَّةٌ تُنْصَبُ على رأْسِ بَالُوعَةٍ والجَمْع : كَرَانِيسُ . قال الصّاغَانيُّ : وهو تَصْحيفُ كرْياسٍ بالياءِ . قلتُ : وهي لُغَةٌ صَحيحَةٌ ذَكَرَها اللَّيْثُ في العَيْن وليس بتَصْحيفٍ كما زَعَمَه الصّاغَانِيُّ فتأَمَّلْ والعَجَبُ منه أَنّهُ نَقَلَه عن اللَّيْثِ في العُبَابِ وأَثْبَتَه ولم يَقُلْ إِنَّه تصحيفٌ .
ك س س .
الكَسُّ : الدَّقُّ الشَّديدُ كَسَّ الشَّيْءَ يَكُسُّه كَسّاً : دَقَّه دَقّاً شَدِيداً كالكَسْكَسَةِ وهذه عن ابن دُرَيْدٍ . وكَسٌّ بالكسر والفَتْح : د قُرْبَ سَمَرْقَنْدَ ولا تَقُلْ بالشّين المُعْجَمَة فإِنَّهَا تصحيفٌ والصَّواب الكَسْرُ مع الإِهْمَال وأَمَّا التي هي بالفَتْح مع الإِعْجَام فهي قَريةٌ على ثَلاثَةِ فَرَاسخَ من جُرْجَانَ عَلَى الجَبَل سَتُذْكَر في موضعها إَنْ شاءَ اللهُ تعالَى . وكِسُّ بالكسر : د بأَرْضِ مَكْرَانَ مُعَرَّب كِج وتُذْكَرُ مع مَكْرَانَ غالباً . والكُسُّ بالضّمّ : اسمٌ للْحِرِ أَي الفَرْج من المَرْأَة وليس من كَلامهم القَديم إِنَّمَا هُوَ مُوَلَّدٌ كما حقَّقَه ابنُ الأّنْبَاريِّ وقال المُطَرِّزيُّ : هو فارسيٌّ مُعَرَّبُ كوز . وفي شِفاءِ الغَليل للخَفاجيّ : قالَ الصّاغَانِيُّ في خَلْقِ الإِنْسَانِ : لم أَسْمَعْه في كلامٍ فَصِيحٍ ولا شِعْرٍ صَحِيحٍ إلاّ في قولِه : .
يا قَوْمِ مَنْ يَعْذِرُنِي مِن عِرْسِ ... تَغْدُو وما أَذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ .
عَلَيَّ بالعِقَابِ حَتَّى تُمْسِي ... تَقُولُ لا تَنْكِح غَيْرَ كُسَّي وقال بَعْضُهم : إِنّه عربيٌّ وإِليه ذَهَبَ أَبو حَيّانَ وأَنْشَدَ قولَ الشاعر : .
يا عَجَباً للسَّاحِقات الدُّرْس ... والجَاعلاتِ الكُسَّ فَوْقَ الكُسِّ قال شيخُنَا : أَي ذَكَرَه في تَفْسيره الكَبير المُسَمَّى بالبَحْر عند قوله تعالى . " والَّلاتي يَأْتينَ الفَاحشَةَ " . قال : المُرَادُ بها السَّحْق وهو حَكُّ المَرْأَةِ فَرْجَها بفَرْجَ مِثْلِهَا ثمَّ أَنْشَدَ البيتَ نقلاً عن النّحّاس أَنَّه سَمِعَه من كلامِ العَرَب . قلتُ : ويَقْرُب ممّا أَنْشَدَه أَبُو حَيّانَ قولُ أَبي نُوَاس : .
قَبَحَ الإِلهُ سَوَاحقَ الدُّرْسِ ... فلَقَدْ فَضَحْنَ حَرَائرَ الإنْسِ .
هَيَّجْنَ حَرْباً لا سِلاحَ بهَا ... إِلاّ قِرَاعَ التُّرْسِ بالتُّرْسِ وقد تَوَلَّع المُوَلَّدُونَ بذِكْره في أَشْعَارهم كثيراً فمن ذلكَ قولَ بَعْضهم : .
غايَةُ ما تَشْتَهيه نَفْسِي ... منَ الأَمَانِي لقَاءُ كُسِّ .
إَذا إلْتَقَى شَعْرُ شِعْرَتَيْنَا ... مِنْ نَتْفِ خَمْسٍ وحَلْقِ أَمْسِ .
حَسْبت بالشِّعْرَتَيْن منَّا ... خُوصاً عَلَتْهُ يَدُ مِجَسِّ وقال آخَرُ : .
يقُولُون نَيْكُ الكُسِّ أَشْهَى وأَطْهَرُ ... فقُلْتُ لَهُم أَيْرِي عَن الكُسِّ يَصْغُرُ وقال أخَرُ : الأَيْرُ للْحِجْر حَرْبَةٌ نُدِبَتْ لَوْ كانَ للْكُسِّ كانَ كالْفاسِ .
ما خُلِقَتْ هذه مُدَوَّرَةً ... إِلاّ لهذا المُكَرْعَمِ الرَّاسِ إِلى آخر ما قالُوه ممّا يُسْتَهْجَنُ إِيرادهُ هنا . وأَنا أَسْتَغْفرُ اللهَ تَعَالَى من ذلك وإِنّما إستطردتُ به هُنَا بَيَاناً لوُرُوده في كلامِ المُوَلَّدينَ وإِن لم يُسْمَعْ في الكلام القديم خِلافاً لما ذَهَبَ إِليه شيخُنَا من تَصْويب عَرَبِيَّته ورَدَّ كلام ابن الأَنْبَاريّ ومَن وَافَقه . على أَنَّا إِذا نَظَرْنا من حيثُ اللُّغَةُ وَجَدْنا له إشْتقَاقاً صَحيحاً من الكَسِّ الذي هو الدَّقُّ الشَّديدُ سُمِّيَ به لأَنَّهُ يُدَقُّ دَقّاً شَديداً فلْيتُأَمَّلْ . والكَسِيسُ كأَميرٍ : نَبيذُ التَّمْرِ قالَ العَبّاسُ بنُ مِرْدَاسٍ : .
" فإِنْ تُسْقَ منْ أَعْنَابِ وَجٍّ فإِنَّنَالَنَا العَيْنُ تَجْرِي منْ كَسِيسٍ ومنْ خَمْرِ