هكذا رأيته في هامش نُسخةِ الجمهرة وأنشد ثَعْلَبٌ فنسبه لعُجَيْرِ السَّلوليّ فقال : .
إذَا ما القَلَنْسَى والعَمَائِم أُجْلِهَتْ ... ففيهِنَّ عَن صُلْعِ الرِّجَالِ حُسُورُ يقول : إن القَلاسِيَّ والعَمائِمَ إذا نُزِعَتْ عن رُؤُوسِ الرِّجالِ فَبدا صَلَعُهم ففي النِّساءِ عَنْهُم حُسُورٌ . أَي فُتُورٌ .
ولكَ في تَصْغِيرِه وجوهٌ أربعةٌ : إن شئتَ حَذَفتَ الواوَ والياءَ الأَخِرَتَيْنِ وقلت : قُلَيْسِيَةٌ بخفيفِ الياءِ الثانية وإن شئْتَ عَوَّضتَ من حَذْفِ النونِ وقلت : قُلَيْسِيَّةٌ بتشْدِيدِ الياء الأَخيرَةِ ومن صَغَّرَ على تَمَامِهَا وقال : قُلَيْنِسِيَّةٌ فقد أَخْطَأَ إذ لا تُصَغِّرُ العَربُ شَيْئاُ على خَمْسَة أَحْرَفٍ على تَمامِه إِلاَّ أن يكونَ رابِعُه حرفَ لينٍ . وفي الجمهرة في باب فُعَلْنِيَة ذكر في آخره : والقُلَنْسِيَةُ وقالُوا : قُلَيْسِيَةٌ وهي أعلى . انتهى . كذا قال وهو غَلَطٌ فإنَّهُ إنما يُقال قَلَنْسُوَةٌ وقُلَنْسِيَةٌ لغَة في تكبيرِهَا فأَمَّا قُلَيْسِيةٌ فهو تَصْغِيرٌ في قولِ من يَرَى حَذْفَ النونِ كما تقدم فتأَمَّلْ .
وقَلْسَيْتُه أُقَلْسِيهِ قِلْساءَ عن السِّيرَافيِّ وقَلْنَسْتُه فتَقَلْسَى وتَقَلْنَسَ أَقرُّوا النونَ وإن كانت زائدةً وأَقَرُّوا أَيضاً الوَاوَ حتَّى قَلَبُوها ياءً والمعنَى : أَلْبَسْتُه إِيَّاهَا أَي القَلَنْسُوَةَ فلَبِسَ فتَقَلْسَى : مُطَاوِعُ قَلْسَى وتَقَلْنَسَ : مُطَاوِعُ قَلْنَسَ ففيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ والمَفْهُوم من عِبارةِ الأَزْهَريّ وغيرِه أَنَّ كُلاًّ من تَقَلْسَى وتَقَلْنَس مُطَاوِع قَلْسَى لا غير وكذلكَ تَقَلَّسَ : مُطَاوِع قَلْسَى وهو مُستَدْرَكٌ على المُصَنِّف .
وقَلَنْسُوَةُ : حِصْنٌ بِفِلَسْطِينَ قُرْبَ الرَّمْلَةِ .
والتَّقْلِيسُ : الضَّرْبُ بالدُّفِّ والغِنَاءُ وقال أبُو الجَرّاحِ : هو اسْتِقْبَالُ الوُلاةِ عِنْدَ قُدُومِهِم المِصْرَ بأَصْنَاف اللَّهْوِ قال الكُمَيْتُ يَصفُ ثَوْراً طَعَنَ في الكِلاَبِ فتَبِعه الذُّبابُ لِمَا في قَرْنِهِ من الدَّمِ : .
ثُمَّ اسْتمَرَّ تُغَنِّيهُ الذُّبَابُ كَما ... غَنَّى المُقلِّسُ بِطْرِيقاً بمِزْمارِ ومنه حديث عمر رضي الله تَعالى عنه : لَمَّا قَدِمَ الشّامَ لقِيَه المُقَلِّسُون بالسُّيُوفِ والرَّيْحان .
وقال اللَّيْثُ : التَّقْلِيسُ : أَنْ يَضعَ الَّجُلُ يَديْهِ على صَدْرِه ويخْضع ويَسْتَكيِنَ ويَنْحَنِيَ كما تَفعل النَّصَارَى قبلَ أن يُكَفِّرُوا أَي قبل أَنْ يَسْجُدُوا وفي الأَحادِيثِ التي لا طُرُق لَهَا : لَمَّا رَأَوْهُ قلَّسُوا لهُ ثمَّ كَفَّرُوا أَي سَجدُوا .
ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : قَلسٌ مُحرَّكةً : مَوْضِعٌ بِالجَزِيرَةِ .
والسَّحَابَةُ تَقْلِسُ النَّدى إِذا رمَتْ بهِ من غيْرِ مَطَرٍ شَدِيد وهو مَجازٌ . قال الشاعر : .
" نَدَى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ العِهَادُ القَوَالِسُ وقَلَسَتِ الطَّعْنَةُ بالدَّمِ وطَعْنةٌ قَالِسةٌ وقَلاَّسَةٌ وهو مَجازٌ . قال الشاعر : .
" نَدَى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ العِهَادُ القَوَالِسُ وقَلَسَتِ الطَّعْنَةُ بالدَّمِ وطَعْنةٌ قَالِسةٌ وقَلاَّسَةٌ وهو مَجازٌ .
والقَلْسُ : الضَّرْبُ بالدُّفِّ والتَّقلِيسُ : السُّجُودُ وهو التَّكْفِيرُ وقال أَحمدُ بن الحرِيش : التَّقْلِيسُ : رَفعُ الصَّوْتِ بالدُّعاءِ والقِرَاءةِ والغِناءِ .
وتَقَلَّسَ الرجُلُ مِثل تَقلْنَس . والتَّقْلِيسُ أَيضاً : لُبْسُ القَلَنْسُوَةِ والقَلاَّسُ : صانِعُهَا .
وأَبُو الحرَم مُحمَّدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ حَمْد بنِ أَبِي الحَرَم القَلاَنِسِيُّ مُحدِّثٌ مشهورٌ .
والقَلاَّسُ : لَقبُ جماعةٍ من المُحَدِّثِينَ كأَبِي بكر محمدِ بن يَعْقُوب البغْدَادِيِّ وأَبِي نَصْرٍ محمدِ بن كُرْدِيّ وجَعْفَرِ بنِ هاشمٍ وإِسْحاقَ بنِ عبدِ اللهِ بن الرَّبيعِ وشُجَاعِ بنِ مَخْلَدٍ ومُحمّدِ بنِ خُزَيْمَة وأَبِي عَبْدِ اللهِ محمدِ بنِ المُبارَكِ وغيرِهم .
وأَبو نَصْر أَحْمدُ بنُ مُحمّدِ بنِ نَصْرٍ القَلاَسِيُّ بالفتح والتخفيف النَّسَفِيُّ الفقِيهُ مات بسمرْقَنْدَ سنة 493 .
ق - ل - ق - س