الحَيْسُ : الأمرُ الرديءُ الغيرُ المُحكَم ومنه المثَل : عادَ الحَيْسُ يُحاس أي عادَ الفاسدُ يُفسَد ومعناه : أن تقولَ لصاحِبِكَ : إنّ هذا الأمرَ حَيْسٌ أي ليس بمُحكَمٍ ولا جيِّدٍ وهو رَديءٌ أنشدَ شَمِرٌ : .
تَعيبينَ أَمْرَاً ثمّ تَأْتِينَ مِثلَه ... لقد حاسَ هذا الأمرَ عندَكِ حائِسُ وأصلُه أنّ امرأةً وَجَدَتْ رَجُلاً على فُجورٍ فعَيَّرَتْه فجوره فلم يَلْبَثْ أن وَجَدَها الرجل على مِثلِ ذلك أو أنّ رجلاً أُمِرَ بأَمرٍ فلم يُحكِمْه فذَمَّه آخِر وقامَ ليُحكِمَه فجاءَ بشَرٍّ منه فقال الآمِرُ عادَ الحَيْسُ يُحاس . والقَوْلانِ ذَكَرَهما الصَّاغانِيّ هنا وفرَّقَهُما صاحبُ اللِّسان في المادَّتَيْن حوس وحيس وزاد قولَ الشاعرِ أَنْشَده ابْن الأَعْرابِيّ : .
عَصَت سَجاحِ شَبَثَاً وقَيْسَا ... ولَقِيَتْ من النِّكاحِ وَيْسَا .
" قد حِيسَ هذا الدِّينُ عِندي حَيْسَا أي خُلِطَ كما يُخلَطُ الحَيْسُ وقال مَرَّةً : أي فُرِغَ منه كما يُفرَغُ من الحَيسِ . ورجلٌ مَحْيُوسٌ : وَلَدَتْه الإماءُ من قِبَلِ أبيهِ وأمِّه وقال ابنُ سِيدَه : هو الذي أَحْدَقَتْ به الإماءُ من كلِّ جهةٍ يُشَبَّهُ بالحيْسِ وهو يُخلَطُ خَلْطَاً شديداً وقيل : إذا كانت أمُّه وجدَّتُه أَمَتَيْن قاله أبو الهَيثَم وفي حديثِ آلِ البيتِ : لا يُحِبُّنا الأَكَعُّ ولا المَحْيوس . وفي روايةٍ : اللُّكَع قال ابنُ الأثير : المَحْيوس : الذي أبوه عَبْدٌ وأمُّه أَمَةٌ كأنّه مَأْخُوذٌ من الحَيْس . قال الفَرّاء : يقال : قد حِيسَ حيْسُهُم إذا دَنا هلاكُهم كذا نصُّ التكملة وفي اللِّسان عن الفَرّاء : قد حاسَ حَيْسُهم . وحاسَ الحَبل يَحيسُه حَيْسَاً : فَتَلَه ولم يُحكِمْه . وأبو الفِتْيانِ مُصطفى الدَّولةِ مُحَمَّد بنُ سُلطان بنِ مُحَمَّد بن حَيُّوسٍ الغنَويُّ كتَنُّورٍ : شاعر دمشق مَشْهُورٌ له ديوانٌ قد اطَّلعْتُ عليه وُلِدَ بدمشق سنة 394 وروى عنه أبو بكرٍ الخَطيبُ وتُوفِّي بحلب سنة 473 . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : حَيَّسَ الحَيْس تَحْيِيساً : خلطه واتَّخذه . وحيُوسٌ كصبُورٍ : القتّال لغةٌ في الحؤُوسِ عن ابْن الأَعْرابِيّ . والحَيْس : قريةٌ من قُرى اليمنِ قال الصَّاغانِيّ : قد وَرَدْتُها . قلتُ : والحَيْسُ : شِعبٌ بالشَّرَبَّة من هَضْبِ القَليبِ في ديارِ فَزارَةَ سُمِّيَ به لأنّ حَمَلَ بنَ بَدْرٍ مَلأَ دِلاءً من الحَيْسِ وَوَضَعها في هذا الشُّعْبِ حتى شَرِبَ منها قومٌ رَدُّوا داحِساً عن الغاية . وقال ابنُ فارسٍ : حِسْتُ الحَبلَ أَحيسُه حَيْسَاً : إذا فَتَلْته . وأبو عَبْد الله مُحَمَّد بنُ الحَيْسِيِّ بنِ عَبْد الله بنِ حَيُّوسٍ كتَنُّورٍ : الشاعرُ المُفلِق روى شِعرَه عبدُ العزيزِ بنِ زَيْدَانَ تُوفِّيَ سَنَةَ 580 .
فصل الخاء المعجمة مع السين خ ب س .
خَبَسَ الشيءَ بكَفِّه يَخْبُسُه خَبْساً : أخَذَه وغَنِمه كخَبَّسَه واخْتَبَسَهَ . وخَبَسَ فُلاناً حَقَّه أَو مالَه : ظَلَمه وغَشَمه كاخْتَبَسَه إِيَّاه . والخَبُوسُ كصَبُورٍ : الظَّلُومُ الغَشومُ قاله هشامٌ وبه سُمِّيَ الأَسَدُ خَبُوساً . والخُبَاسَة والخُبَاسَاءُ بضمِّها : الغَنيمَة . قال عُمْرو ابن جَوَيْنٍ أَو امرُؤُ القَيْسِ : فَلَمْ أَرَ مِثْلَهَا خُبَاسَةَ وَاحدٍ ونَهْنَهْتُ نَفْسِي بَعْدَما كِدْتُ أَفْعَلَه . هكذا في اللِّسَان .
وقال الأَصْمَعِيُّ : الخُبَاسَةُ : ما تَخَبَّسْتَ من شْيءٍ أَيْ أَخذْتَه وغَنِمْتَه