وحاسَهُ على الفِتنَةِ : حرَّكَه وحَثَّه على رُكوبِها . وحاسوا العَدوَّ ضَرْبَاً حتى أَجْهَضوهم عن أثقالِهم : بالَغوا في النِّكايَةِ فيهم . والمرأةُ تُحاوِسُ الرِّجالَ أي تُخالِطُهم . وإنّه لذو حَوْسٍ وحَويسٍ أي عَداوَةٍ عن كُراع ويقال : حاسُوهم : ذلَّلوهم . وقال الفَرّاءُ : حاسُوهُم وجاسُوهُم إذا ذهَبوا وجاءوا يَقْتُلونَهم . والأَحْوَس : الأَكول وقيل : هو الذي لا يَشْبَعُ من الشيءِ ولا يمَلُّه . والأَحْوَسُ والحَوُوس كلاهُما : الشجاعُ الحَمِسُ عند القِتالِ الكثيرُ القَتلِ للرِّجالِ وقيل : هو الذي إذا لَقِيَ لم يَبْرَحْ ولا يُقالُ ذلك للمرأةِ وأنشد ابْن الأَعْرابِيّ : .
" والبَطلُ المُستَلئِمُ الحَوُوسُ وقد حَوِسَ حَوَسَاً . والحُوس بالضَّمّ : الشُّجعان . والتَّحَوُّس في الكلام : التَّأَهُّبُ له ويروى بالشين . وغَيثٌ أَحْوَسِيٌّ : دائمٌ لا يُقلِع نقله الأَزْهَرِيّ . وامرأةٌ حَوْسَاءُ الذَّيْلِ : طَويلَتُه وأنشدَ شَمِرٌ : .
" قد عَلِمَتْ صَفْرَاءُ حَوْسَاءُ الذَّيْلْ والحَوّاس ككَتَّان : الذي يُنادي في الحربِ يا فلانُ يا فلانُ قال رُؤْبَة : .
" وزَوَّل الدَّعوى الخِلاطُ الحَوّاسْ قال ابنُ سِيدَه : وأُراه كأنّه لمُلازَمَتِه النِّداءَ ومُواظَبَتِه له . والأَحْوَس والحَوّاس : الأَسَد نقله الصَّاغانِيّ . والمُحْثَلُ بنُ الحَوْساء : شاعرٌ . وإذا كَثُرَ يَبِيسُ النَّبتِ فهو الحائِسُ . والحُوَاسَةُ بالضَّمّ : الحاجةُ كالحُوَاشَة كلُّ ذلك نَقَلَه الصَّاغانِيّ . وحَوْسٌ : اسمٌ . وحَوْسَاءُ وأَحْوَسُ : مَوْضِعان الأخيرُ ببلادِ مُزَيْنةَ فيه نخلٌ شديد قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ : .
وقد عَلِمَتْ نَخْلِي بأَحْوَسَ أنَّني ... أقَلُّ وإنْ كانت بلادي اطِّلاعَها ورواه نَصْرٌ بالخاءِ المُعجَمة . والحُوَاسةُ بالضَّمّ : الغَنيمة عن ابْن الأَعْرابِيّ .
حيس .
الحَيْس الخَلْطُ ومنه سُمِّيَ الحَيْسُ هو تَمْرٌ يُخلَطُ بسَمنٍ وأقِطٍ فيُعجَن وفي اللِّسان هو التَّمرُ البَرْنيُّ والأَقِطُ يُدَقَّانِ ويُعجَنانِ بالسَّمنِ عَجْنَاً شديداً ثم يُندَرُ النَّوى عنه نواةً نَواةً ثمّ يُسَوَّى كالثَّريدِ وهي الوَطيئَةُ وربّما جُعِلَ فيه سَويقٌ أو فَتيتٌ عِوَضَ الأَقِط وقال ابن وَضّاحٍ الأندَلُسيُّ : الحَيْسُ : هو التمرُ يُنزَع نَواه ويُخلَط بالسَّويق وقال شَيْخُنا : وهذا لا يُعرَف . قلتُ : أي لنَقْصِ أَجْزَائِه وقال الآبِيّ في شَرْحِ مُسلمٍ : قال عِياضٌ : قال الهرَوِيُّ : الحَيْسُ : ثَريدةٌ مِن أخلاطٍ . وقد حاسَهُ يَحيسُه : اتَّخذَهُ قال الراجز : .
التَّمرُ والسَّمنُ معاً ثمَّ الأَقِطْ ... الحَيْسُ إلاّ أنّه لم يَخْتَلِطْ قال شَيْخُنا : هذا البيت مَشْهُورٌ تُنشِدُه الفُقهاءُ أو المُحدِّثون ومفهومُه أنّ هذه الأجزاءَ إذا خُلِطَتْ لا تكون حَيْسَاً وهو ضِدُّ المراد وقد اسْتَشكلَه الطيبيُّ أيضاً في شرحِ الشِّفاءِ وأَبْقَاه على حالِه والظاهرُ أنه يريد : إذا حَضَرَتْ هذه الأشياءُ الثلاثةُ فهي حَيْسٌ بالقُوَّة لوجودِ مادَّتِه وإنْ لم يَحْصُلْ خَلْطٌ فيما عناه وقد أشارَ إليه شَيْخُنا الزُّرْقانيّ في شرحِ المَواهبِ وإن لم يُحَرِّرْهُ تَحْرِيراً شافِياً وعَرَضْتُه كثيراً على شيوخِنا فلم يَظْهَرْ فيه شيءٌ حتى فَتَحَ اللهُ تعالى بما تقدّم . انتهى . وقال هُنَيُّ بن أَحْمَرَ الكِنانيُّ وقيل هو لزَرافَةَ الباهِليِّ : .
هل في القَضيَّةِ أنْ إذا اسْتَغنَيْتُمُ ... وأَمِنْتُمُ فأنا البَعيدُ الأَجْنَبُ .
وإذا الكَتائبُ بالشَّدائدِ مَرَّةً ... حَجَرَتْكُمُ فأنا الحبيبُ الأَقربُ .
ولجُندَبٍ سَهْلُ البلادِ وعَذْبُها ... ولِيَ المِلاحُ وحَزْنُهُنَّ المُجدِبُ .
وإذا تكون كَريهةٌ أُدعى لها ... وإذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدعى جُنْدَبُ .
عَجَبَاً لتلكَ قَضِيَّةً وإقامَتي ... فيكم على تلكَ القضيَّةِ أَعْجَبُ .
هذا لَعَمْرُكم الصَّغارُ بعَيْنِه ... لا أمَّ لي إنْ كان ذاكَ ولا أَبُ