صِنٌّ وصِنَّبْر ووَبْرٌ معَلِّلٌ ... ومُطْفِئُ جَمْرٍ آمِرٌ ثمَّ مُؤْتَمِرْ قال شيخنا : وعَدَّها الأَكثرُ من الكلام المُوَلَّد ولهم في تسْميتِها تعْليلات ذَكَر أَكثرَها المُرشِد في براعة الاستِهلال . والعَجُوزُ كصَبُور قد أَكثرَ الأَئِمَّةُ والأُدباءُ في جَمع معانيه كَثرَةً زائدة, ذكَر المُصنَّف منها سبعةً وسبعين معنىً . ومن عجائب الاتِّفاق أَنَّه حكم أَوَّل العجوز وآخره وهما العين والزَّاي وهما بالعدد المذكور . وقال في البصائر : وللعجوز مَعانٍ تنيف على الثمانين ذكرتُها في القاموس وغيره من الكتب الموضوعة في اللغة . قلت : ولعلَّ ما زاد على السَّبعة والسَّبعين ذَكَرَه في كتاب آخر وقد رتَّبها المصنِّف على حروف التَّهجِّي ومنها على أَسماء الحيوان أَربعة عشَر وهي : الأَرنَبُ والأَسدُ والبقَرَة والثَّوْر والذِّئب والذِّئبَة والرَّخَمُ والرَّمَكَةُ والضَّبُع وعانةُ الوَحْش والعقْرَب والفَرَس والكَلْب والنَّاقَةُ وما عدا ذلك ثلاثةٌ وسِتُّون وقد تتَبَّعْت كلام الأُدباء فاستدْرَكْتُ على المصّنِّف بِضعاً وعِشرين مَعنىً منها على أَسماء الحَيَوان ما يُستدرَك على الجلال السَّيُوطيّ في العنوان فإنَّه أَوردَ ما ذَكَره المصنّف مقَلِّداً له واستدرك عليه بواحد وسنورد ما استدركنا به بعد استيفاءِ ما أَوردَه المصنِّف . فمن ذلك في حرف الأَلِف : الإبرةُ والأَرضُ والأَرنبُ والأَسَدُ والأَلِفُ من كلِّ شيءٍ . من حرف الباء المُوحّدة : البئرُ والبحرُ والبطَلُ والبقَرَةُ وهذه عن ابن الأَعرابيّ . من حرف التاءِ المُثَنَّاة الفوقيَّة : التَّاجِرُ والتُّرْسُ والتَّوْبَةُ . من حرف الثَّاءِ المُثَلَّثة : الثَّوْرُ . من حرف الجيم : الجائِعُ والجُعْبَة والجَفْنَة والجوع وجَهَنَّم . من حرف الحاءِ المُهْملَة : الحَرْبُ والحَرْبَةُ والحُمَّى . من حرف الخاءِ المُعجَمَة : الخِلافَةُ والخَمْرُ العتيقُ وقال الشاعر : .
ليتَه جامُ فِضَّة من هَدَايا ... هُ سِوَى ما به الأَميرُ مُجِيزِي .
إنَّما أَبتَغِيه للعَسَل المَمْ ... زُوجِ بالماءِ لا لِشُرْبِ العَجوزِ وهو مَجاز كما صرَّح به الزَّمخشريّ . العَجوز : الخَيمَة . من حرف الدَّال المُهْمَلة : دارَةُ الشَّمس والدَّاهيَةُ والدِّرْع للمَرأَة والدُّنْيا وفي الأَخير مَجاز . من حرف الذَّال المُعجَمَة : الذِّئبُ والذِّئبة . من حرف الرَّاءِ : الرَّايَةُ والرَّخَم والرَّعْشَةُ وهي الاضْطِراب والرَّمَكَة ورَمْلَةٌ م أَي معروفة بالدَّهناءِ قال الشاعر يصف داراً : .
على ظَهْر جَرْعاءِ العَجوز كأَنَّها ... دَوائِرُ رَقْمٍ في سَرَاةِ قِرامِ