وقال الهيثَميُّ : هي مُؤَنَّثَة فقط . والعَجُز : ما بَعْدَ الظَّهْر منه وجميعُ تلك اللغات تُذكَّر وتُؤنَّث ج أَعْجَازٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك . وحكى اللحيانيّ : إنها لَعَظيمةُ الأعجاز كأنهم جعلوا على ذلك وفي كلام بَعْضِ الحُكَماء : لا تُدَبِّروا أعجازَ أمورٍ قد وَلَّت صُدورُها يقول : إذا فاتَكَ أمرٌ فلا تُتْبِعه نَفْسَك مُتَحسِّراً على ما فات وتعَزَّ عنه مُتَوكِّلاً على الله Dّ . قال ابنُ الأثير : يُحرِّضُ على تَدَبُّر عواقبِ الأمور قبلَ الدخولِ فيها ولا تُتْبِع عند فَواتِها وتوَلِّيها . والعَجْز بالفَتْح : نَقيضُ الحَزْم العَجوزُ والمَعْجِز والمَعجِزَة قال سيبويه : كَسْرُ الجيم من المَعْجز على النادر وتُفتَح جيمُهما . في الأوّل على القياس لأنّه مصدر والعَجَزانُ محرّكةً والعُجوز بالضمّ كقُعود : الضَّعْف وعدَمُ القُدرَة . وفي المُفردات للراغب والبصائر وغيرهما : العَجْز أصلُه التَّأَخُّر عن الشيءِ وحُصولُه عند عَجُزِ الأمر أي مُؤخّره كما ذُكِرَ في الدُّبُر وصار في العُرْف اسماً للقُصور عن فِعلِ الشيءِ وهو ضِدُّ القُدْرة . وفي حديث عمر : " لا تُلِثُّوا بدار مَعْجَزة " أي لا تُقيموا ببلدة تَعْجِزون فيها عن الاكْتِساب والتَّعَيُّش رُوِيَ بفتحِ الجيم وكسرها . والفِعلُ كَضَرَبَ وسَمِعَ الأخيرُ حكاه الفَرَّاء . قال ابنُ القَطّاع : إنّه لغةٌ لبَعضِ قَيْس . قلت : قال غيرُه : إنّها لغة رَديئَة . وسيأتي في المُستَدرَكات . يقال : عَجَزَ عن الأمرِ وعَجِزَ يَعْجِز ويَعْجَز عَجْزَاً وعُجوزاً وعَجَزاناً فهو عاجزٌ من قومٍ عَواجِز قال الصَّاغانِيّ : وهُذَيْل وَحْدَها تَجْمَع العاجِز من الرجال عَواجِز وهو نادر وعَجزَت المرأةُ كَنَصَرَ وكَرُم تَعْجُز عَجْزَاً بالفَتْح وعُجوزاً بالضمّ أي صارت عَجُوزاً كعَجَّزَت تَعْجِيزاً فهي مُعَجِّز والاسم العُجْز وقال يونس : امرأة مُعَجِّزة : طَعَنَتْ في السِّنِّ وبعضُهم يقول : عَجَزَت بالتخفيف . وعَجِزَت المرأةُ كفَرِح . تَعْجَز عَجَزَاً بالتحريك وعُجْزاً بالضمّ : عَظُمَت عَجيزَتُها أي عَجُزُها كعُجِّزَت بالضمّ أي على ما لم يُسَمّ فاعلُه تَعْجِيزاً قاله يونس : لغةٌ في عَجِزَت بالكسر . والعَجيزَة كسَفينَة خاصّة بها ولا يقال للرجل إلاّ على التشبيه . والعَجُز لهما جميعاً ومن ذلك حديثُ البَراءِ أنه رَفَعَ عَجيزَته في السُّجود . قال ابنُ الأثير : العَجيزة : العَجُزُ وهي للمرأةِ خاصّةً فاستعارَها للرجل . وأيّامُ العَجوزِ سَبْعَة ويقال لها أيضاً : أيّامُ العَجُز كعَضُد لأنّها تأتي في عَجُزِ الشِّتاءِ نقله شَيْخُنا عن مناهج الفكر للورّاق قال : وصوَّبه بَعْضُهم واسْتَظهرَ تَعْلِيله لكنّ الصحيح أنها بالواو كما في دَواوين اللغة قاطِبَة وهي سَبْعَة أيّام كما قاله أبو الغَوْث . وقال ابنُ كُناسَة : هي من نَوْء الصَّرْفَةِ وهي صِنٌّ بالكسر وصِنَّبْر كجِرْدَحْل ووَبْرٌ بالفَتْح والآمِرُ والمُؤْتَمِرُ والمُعَلِّل كمُحدِّث ومُطفِئُ الجَمْر أو مُكفِئُ الظَّعْن وعَدَّها الجَوْهَرِيّ خَمْسَة ونصُّه : وأيّام العَجوزِ عند العرب خمسة : صِنّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهما وَبْر ومُطْفِئُ الجَمْر ومُكفِئُ الظَّعْن . فَأَسْقط الآمِر والموتَمر قال شَيْخُنا : ومنهم من عدَّ مُكفِئَ الظَّعْن ثامِناً وعليه جرى الثَّعالبيّ في المُضاف والمنسوب . قال الجَوْهَرِيّ : وأنشد أبو الغَوث لابنِ أَحْمَر : .
كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبعةٍ غُبْرِ ... أيّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ .
فإذا انقَضتْ أيامُها وَمَضَتْ ... صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ .
وبآمِرٍ وأخيه مُؤْتَمِرٍ ... ومُعَلِّلٍ وبمُطْفِئِ الجَمْرِ .
ذهبَ الشتاءُ مُوَلِّياً عَجِلاً ... وَأَتَتْكَ واقدةٌ من النَّجْرِ قال ابن برّي : هذه الأبيات ليست لابن أحمر وإنَّما هي لأبي شِبْلٍ عُصْمٍ البرجُمُي كذا ذكره ثعلب عن ابن الأَعرابي . قال شيخنا : وأَحسنُ ما رأَيت فيها قولُ الشيخ ابن مالك : .
سأَذكُر أَيّام العجوزِ مُرَتِّباً ... لها عَدَداً نَظْماً لدى الكُلِّ مُسْتَمِرّْ