والجَنَبُ بالتَّحْرِيكِ الذي نُهِيَ عنه في حديث الزَّكَاةِ والسِّبَاقِ وهو أَن يَجْنُبَ فَرَساً عُرْياً في الرِّهَانِ إلى فَرَسِه الذي يُسَابِقُ عليه في السِّبَاقِ فإذا فَتَرَ المَرْكُوبُ أَي ضَعُفَ تَحَوَّلَ وانْتَقَلَ إلى الفَرَسِ المَجْنُوبِ أَي المَقُودِ وذلك إذا خَافَ أَن يُسْبَقَ على الأَوّلِ . والجَنَبُ المَنْهِيّ عنه في الزَّكَاةِ : أَن يَنْزِلَ العامِلُ بأَقْصَى مَواضعِ الصَّدَقَةِ ثم يأْمُرَ بالأَموالِ أَنْ تُجْنَبَ إليه وقد مرَّ بَيانُ ذلك في ج ل ب وقِيلَ : هو أَنْ يَجْنُبَ ربُّ المالِ بمالِه أَي يُبْعِدَهُ عن موْضِعِه حتى يَحْتَاج العاملُ إلى الإِبْعَادِ في اتِّبَاعِه وطَلَبِه .
والجَنُوبُ كصَبُورٍ : رِيحٌ تُخَالِفُ وفي لَفْظِ الصحاح : تُقابِلُ الشَّمَالَ تأْتِي عن يمِينِ القِبْلَةِ وقال ثعلب : الجَنُوبُ من الرِّياح : ما اسْتَقْبلَكَ عن شِمَالِكَ إذا وقَفْتَ في القِبْلَةِ وقال ابن الأَعرابيّ : الجَنُوبُ مَهَبُّها من مَطْلَعِ سُهَيْلٍ إلى مَطْلع الثُّرَيَّا وعن الأَصمعيّ : الجَنُوبُ : ما بين مَطْلَع سُهَيْلٍ إلى مَطلعِ الشَّمْسِ في الشِّتَاءِ وقال عُمَارةُ : مَهبّ الجَنُوبِ ما بين مَطْلَع سُهَيلٍ إلى مَغْرِبه وقال الأَصمعيّ : إذا جاءَتِ الجَنوبُ جاءَ معها خَيْرٌ وتَلْقِيحٌ وإذا جاءَت الشَّمَالُ نَشَّفَتْ وتقول العربُ للاثْنَيْنِ إذا كانا مُتَصَافِيَيْنِ : رِيحُهُمَا جَنُوبٌ وإذا تَفَرَّقَا قِيلَ : شَمَلَتْ رِيحُهُمَا ولذلك قال الشاعر : .
لَعَمْرِي لَئِنْ رِيحُ المَوَدَّةِ أَصْبحَتْ ... شَمَالاً لَقَدْ بُدِّلْتُ وَهْيَ جَنُوبُ وقولُ أَبِي وَجْزَةَ : .
مَجْنُوبةُ الأُنْسِ مَشْمُولٌ مَواعِدُهَا ... مِنَ الهِجَانِ ذَواتِ الشَّطْبِ والقَصَبِ قال ابن الأَعرابيّ : يُرِيدُ أَنها تَذْهَبُ مَوَاعِدُها مع الجَنُوبِ ويذْهبُ أُنْسُهَا مع الشَّمَالِ وفي التهذيب : الجَنُوبُ مِنَ الرياحِ : حارَّةٌ وهي تَهُبُّ في كلّ وَقْتٍ ومَهبُّها ما بيْنَ مَهَبَّيِ الصَّبا والدَّبُورِ ممّايَلِي مَطلَع سُهيلٍ وحكي الجوهريُّ عن بعض العرب أَنه قال : الجَنُوبُ جارَّةٌ في كلّ مَوضع إلاّ بنَجْدٍ فإنها باردةٌ وبيْتُ كُثَيِّرِ عزَّةَ حُجَّةٌ له : .
جَنُوبٌ تُسَامِي أَوْجُهَ القَوْمِ مَسُّهَا ... لَذِيذٌ ومَسْراهَا من الأَرضِ طَيِّبُ وهي تكون اسْماً وصِفَةً عند سيبويه وأَنشد : .
رِيحُ الجَنُوبِ مع الشَّمَالِ وتَارةً ... رِهَمُ الرَّبِيعِ وصَائِبُ التَّهْتَانِ وهَبَّتْ جَنُوباً دلِيلٌ على الصِّفَةِ عند أَبِي عُثْمَانَ قال الفارسيّ ليس بدليلٍ أَلاَ تَرى إلى قول سيبويه إنه قد يكون حالاً ما لا يكُونُ صِفةً كالقَفيِزِ والدِّرْهم .
ج جنَائِبُ زاد في التهذيب : وأَجْنُبٌ وقد جَنَبَتِ الرِّيحُ تَجْنُبُ جُنُوباً وأَجْنَبَتْ أَيْضاً أَي هَبَّتْ جَنُوباً وجُنِبُوا بالضَّمِّ أَي أَصْابتْهُمُ الجَنُوبُ فَهُمْ مجْنُوبُونَ وجُنِبَ القَوْمُ أَي أَصابتهمُ الجَنُوبُ أَي في أَمْوالِهِم قال ساعدةث بن جُؤَيَّةَ : .
سَادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيعِ ثَمَانِياً ... يُلْوِي بِعَيْقَاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ أَي أَصابتْه الجَنُوبُ كذا في لسان العرب وكذلك القولُ في الصَّبَا والدَّبُورِ والشَّمَالِ وجَنِبَتِ الرِّيحُ بالكسر إذا تَحوَّلَتْ جَنُوباً وأَجْنَبُوا إذا دخَلُوا فِيهَا أَي ريحِ الجنُوبِ .
وجَنَبَ إلَيْهِ أَي إلى لِقَائِه كنَصَر وسمِع كذا في النسخة وفي أُخرى كسمِع ونَصَر : قَلِقَ الكَسْرُ عن ثعلب والفَتْحُ عن ابن الأَعرابيّ تقولُ جَنِبْتُ إلى لِقَائِكَ وغَرِضْتُ إلى لِقَائِكَ جَنَباً وغَرَضاً أَي قَلِقْتُ لِشِدَّةِ الشَّوْقِ إليكَ .
والجَنْبُ : النَّاحِيةُ وأَنشد الأَخفش : .
" النَّاسُ جَنْبٌ والأَمِيرُ جَنْبُ كأَنَّهُ عَدلَه بجميع الناسِ والجَنْبُ أَيضاً : مُعْظَمُ الشيءِ وأَكْثَرُه ومنه قولُهم : هذا قَلِيلٌ في جَنْبِ مَودَّتِكَ وفي لسان العرب : الجَنْبُ : القِطْعةُ من الشيْءِ يكون مُعْظَمَه أَو كثيراً منه