والجَنْبَةُ : عامَّةُ الشجَرِ التي تَتَرَبَّلُ في زَمَانِ الصَّيْفِ وقال الأَزهريُّ : الجَنْبةُ : اسمٌ لنُبثوتٍ كثيرةٍ وهي كلّها عُرْوَة سُمِّيَتْ جَنْبةً لأَنها صَغُرتْ عن الشجَر الكبار وارتفعتْ عن التي لا أُرُومةَ لها في الأَرض فمن الجَنْبةِ النَّصِيُّ والصِّلِّيَانث والحَمَاطُ والمَكْرُ والجَدْرُ والدَّهْمَاءُ صَغُرتْ عن الشجر ونَبُلَتْ عن البُقُولِ . قال : وهذا كله مسموعٌ من العرب وفي حديث الحَجّاج : " أَكَلَ ما أَشْرَفَ من الجَنْبةِ " هي رَطْبُ الصِّلِّيَانِ من النَّباتِ وقيل : هو ما فَوْقَ البَقْلِ ودونَ الشجرِ وقيل : هو كلّ نَبْتٍ يُورِقُ في الصَّيْفِ من غيرِ مَطَرٍ أَو هي ما كان بيْنَ البَقْلِ والشَّجرِ وهُمَا مما يَبْقَى أَصْلُه في الشِّتَاءِ ويَبِيد فَرْعُه قاله أَبو حنيفةَ . ويقالُ : مُطِرْنَا مَطَراً كَثُرَتْ منه الجَنْبَةُ وفي نُسْخَةٍ : نَبَتَتْ عنه الجَنْبَةُ .
والجانِبُ : المُجْتَنَبُ بصيغة المفعول المحْقُورُ وفي بعض النسخ المهقور .
والجانِبُ : فَرسٌ بعِيدُ ما بيْنَ الرِّجْلَْنِ من غَيْرِ فَحَجٍ وهو مَدْحٌ وسيأْتي في التَّجْنِيبِ وهذا الذي ذَكره المؤلّف إنما هو تعريف المُجنَّبِ كمُعظّم ومقتضى العطف يُنافِي ذلك .
والجَنَابةُ : المَنِيُّ وفي التنزيل العزيز " وإنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا " وقَدْ أَجْنَبَ الرَّجُلُ وجَنِبَ بالكَسْرِ وجَنُبَ بالضَّمِّ وأُجْنِبَ مبنيًّا للمفعول واسْتَجْنَبَ وجَنَبَ كنَصَر وتَجَنَّبَ الأَخِيرانِ من لسان العرب قال ابنُ بَرِّيّ في أَمالِيه على قوله : جَنُبَ بالضم قال : المعروفُ عند أَهلِ اللغة أَجْنَبَ وجَنِبَ بكسر النون وأَجْنَبَ أَكْثَرُ من جَنِبَ ومنه قولُ ابن عباسٍ " الإِنْسانُ لاَ يُجْنِبُ والثَّوْبُ لاَ يُجْنِبُ والماءُ لاَ يُجْنِبُ والأَرْضُ لا تُجْنِبُ " وقد فسَّر ذلكَ الفقهاءُ وقالوا : أَي لا يُجْنِبُ الإِنسانُ بمُماسَّةِ الجُنُبِ إيَّاهُ وكذلك الثوبُ إذا لَبِسه الجُنُبُ لم ينْجُسْ وكذلك الأَرضُ إذا أَفْضَى إليها الجُنُبُ لم تَنْجُسْ وكذلك الماءُ إذا غَمَسض الجُنُبُ فيه يدَه لم ينْجُسْ يقول : إنَّ هذه الأَشياءَ لا يصير شيءٌ منها جُنُباً يَحتاجُ إلى الغَسْلِ لِمُلاَمسة الجُنُبِ إيَّاهَا وهو أَي الرجلُ جُنُبٌ بضمتين من الجَنَابةِ وفي الحديث " لاَ تَدْخُلُ الملاَئِكَةُ بيْتاً فيه جُنُبٌ " قال ابنُ الأَثير : الجُنُبُ : الذي يَجِبُ عليه الغُسْلُ بالجِماع وخُرُوجِ المَنِيِّ وأَجْنَب يُجْنِبُ إجْنَاباً والاسْمُ الجَنَابةُ وهي في الأَصْلِ : البُعْدُ وأراد بالجُنُبِ في هذا الحديث الذي يَتْرُكُ الاغتسالَ من الجَنَابةِ عادةً فيكونُ أَكْثَرَ أَوْقَاتِهِ جُنُباً وهذا يدُلُّ على قِلَّةِ دِينِه وخُبْثِ باطِنِه وقيلَ : أراد بالملائكة ها هنا غَيْرَ الحفَظَةِ وقيل : أرادَ لا تَحْضُرُه الملائكةُ بِخَيْرٍ وقد جاءَ في بعضِ الروايات كذلك يسْتَوِي للواحِدِ والاثْنَيْنِ والجمِيع والمؤنثِ فيقال : هذا جُنُبٌ وهذَانِ جُنُبٌ وهؤلاء جُنُبٌ وهذه جُنُبٌ كما يقال : رجُلٌ رِضاً وقَوْمٌ رِضاً وإنّما هو على تَأْوِيلِ ذَوِي جُنُبٍ . كذا في لسان العرب فالمَصْدرُ يقُومُ مَقَامَ ما أُضِيفَ إليه ومن العرب منْ يُثَنِّى ويجْمعُ ويجْعلُ المصْدرَ بمنزِلَة اسمِ الفاعلِ وإليه أَشار المؤلف بقوله : أَو يُقالُ جُنُبانِ في المُثَنَّى وأَجْنَابٌ وجُنُبُونَ وجُنُباتٌ في المجْمُوع - وحكى الجوهريّ : أَجْنَبَ وجَنُبَ بالضم - قال سيبويهِ : كُسِّرَ على أفْعَالٍ كما كُسِّرَ بَطَلٌ عليه حينَ قالوا أَبْطَالٌ كما اتَّفَقا في الاسم عليه يعني نحو جَبلٍ وأَجْبال وطُنُب وأَطْنَابٍ ولا تَقُلْ جُنُبَةٌ في المؤنثِ لأَنه لم يُسْمَعْ عنهم