ولكنّه ينضمّ بعضُه إلى بعض . وقد أضافه إلى المصدر كما يُقال عمر العَدْلِ وعَمْرُو الدَّهَاء لمّا كان العَدلُ والدَّهاءُ أَغْلَبَ أَحْوَالِهما ورُوي عن أبي الأسْوَد الدُّؤَليّ أنّه قال : إنّ فلاناً إذا سُئل أَرَزَ وإذا دُعي اهتَزَّ يقول : إذا سُئلَ المعروفَ تَضامَّ وتقَبَّضَ من بُخلِه ولم يَنْبَسِط له وإذا دُعي إلى طعامٍ أَسْرَعَ إليه . أَرَزَت الحَيَّةُ تَأْرِزُ أَرْزَاً : لاذَتْ بجُحْرِها وَرَجَعتْ إليه ومنه الحديث : " إنَّ الإسلامَ لَيَأْرِزُ إلى المدينةِ كما تَأْرِزُ الحيَّةُ إلى جُحْرِها " ضبطه الرُّواةُ وأئمّةُ الغريب قاطِبَةً بكسر الرّاء وقال الأَصْمَعِيّ : يَأْرِزُ أي ينضَمّ ويَجتمِعُ بعضُه إلى بعض فيها ومنه كلامُ عليّ Bه : حتى يَأْرِزَ الأمرُ إلى غَيْرِكم . قيل : أَرَزَت الحيّةُ تَأْرِزُ : ثَبَتَتْ في مكانِها . وقال الضّرير في تفسير الحديث المتقدّم : الأَرْزُ أيضاً أن تَدَخَلَ الحيّةُ جُحرَها على ذنَبِها فآخِرُ ما يبقى منها رَأْسُها . فيدخُلُ بَعْدُ قال : وكذلك الإسلامُ خرجَ من المدينة فهو يَنْكُصُ إليها حتى يكون آخرُه نُكوصاً كما كان أوّله خُروجاً قال : وإنّما تَأْرِزُ الحيّةُ على هذه الصِّفة إذا كانت خائفةً وإذا كانت آمِنةً فهي تَبْدَأُ برأسها فتُدخِلُه وهذا هو الانْجِحار . منَ المَجاز : أَرَزَت الليلةُ تَأْرِزُ أَرْزَاً وأُروزاً : بَرَدَتْ قال في الأَرْزِ : .
ظَمْآنُ في ريحٍ وفي مَطيرِ ... وأَرْزِ قُرٍّ ليس بالقَريرِ وأَرْزُ الكلامِ بالفتح : الْتِئامُه وحَصْرُه وجَمعُه والتَّرَوِّي فيه ومنه قولهم : لم يَنْظُر في أَرْزِ الكلام . جاء ذلك في حديث صَعْصَعةَ بن صُوحان . والآرِزَةُ من الإبل بالمدّ على فاعِلَةٍ : القَويّةُ الشديدةُ قال زُهَيْرٌ يصف ناقةً : .
بآرِزَةِ الفَقارَةِ لم يَخُنْها ... قِطافٌ في الرِّكاب ولا خِلاءُ قال : الآرِزَةُ الشديدةُ المُجتَمِعُ بعضُها إلى بعض قال الأَزْهَرِيّ : أراد أنّها مُدْمَجةُ الفَقار مُتداخِلَتُه وذلك أقوى لها . منَ المَجاز : الآرِزَةُ بالمدّ : الليلةُ الباردةُ يَأْرِزُ مَن فيها لشِدّةِ بَرْدِها . الآرِزَةُ بالمدّ : الشجرةُ الثابتةُ في الأرض وقد أَرَزَتْ تَأْرِزُ إذا ثَبَتَتْ في الأرض . والأَريز كأَميرٍ : الصَّقيع وسُئل أعرابيٌّ عن ثَوْبَينِ له فقال : إذا وَجَدْت الأَريزَ لَبِسْتُهما . والأَريزُ والحَليتُ : شِبْهُ الثلج يقَعُ على الأرض . الأَريز : عَميدُ القوم والذي نقله الصَّاغانِيّ وأبو منصور : أَريزَةُ القوم كسفينةٍ : عَميدُهم . قلتُ : وهو مَجاز كأنّه تَأْرِزُ إليه الناسُ وتَلْتجِئُ . الأَريزُ : اليومُ البارد وقال ثعلب : شديدُ البردِ في الأيّام ورواه ابْن الأَعْرابِيّ أَزِيز بزاءَيْن وسيُذكَر في محلّه . والأَرْزُ بالفتح ويُضَمّ : شجرُ الصَّنَوْبَر . قاله أبو عُبَيْد أو ذكرُه قاله أبو حنيفة زاد صاحبُ المِنهاج : وهي التي لا تُثمِرُ كالأَرْزَة وهي واحدة الأَرْز وقال : إنّه لا يَحْمِل شيئاً ولكنّه يُستَخرَج من أعجازِه وعُروقِه الزِّفْت ويُستَصبَح بخَشبِه كما يُستصبَح بالشَّمَع وليس من نباتِ أرضِ العرب واحدتُه أَرْزَةٌ قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم : " مَثَلُ الكافِرِ مَثَلُ الأَرْزَةِ المُجْذِيَةِ على الأرضِ حتى يكون انْجِعافُها بمرَّةٍ واحدة " ونحو ذلك قال أبو عُبَيْدة : قال أبو عُبَيْد : والقَولُ عندي غَيْرُ ما قالاه إنّما الأَرْزَة بسكون الرّاء هي شجرَةٌ مَعْرُوفةٌ بالشام تُسمّى عندنا الصَّنَوْبَر وإنّما الصنوبَرُ ثَمَرُ الأَرْز فسُمِّي الشجرُ صَنَوْبراً من أَجْلِ ثَمَرِه أرادَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم أنّ الكافر غَيْرُ مُرَزَّإٍ في نَفْسِه ومالِه وأهلِه وولَدِه حتى يموت فشَبَّه مَوْتَه بانْجِعافِ هذه الشجرةِ من أَصْلِها حتى يلقى الله بذُنوبِه . أو الأَرْز : العَرْعَر قال : .
لها رَبَذَاتٌ بالنَّجاءِ كأنّها ... دَعائمُ أَرْزٍ بَيْنَهُنَّ فُروعُ