قال : يريد التَّهَتُّرَ بالتَّهَتُّر قال : ولغة العرب في هذه الكلمة خاصّة دَهْدَاراً بدَهْدار وذلك أنّ منهم من يجعل بعض التاآت في الصدور دالاً نحو الدِّرْياق والدَّخْريص لغة في التِّرياق والتَّخريص وهما مُعرّبان انتهى . وقيل : التَّهْتار : تَفْعَالٌ من هَتره الكِبَرُ . وهذا البناءُ يُجاءُ به لكَثيرِ المصدر . عن ابْن الأَعْرابِيّ : الهُتَيْرَة : تصغيرُ الهَتْرَة وهي : الحمقةُ البالِغةُ المُحكَمَة . والمُسْتَهْتِرُ بالشيءِ بالفتح : أي بفتح التاءِ الثانية : المُولَعُ به لا يتحدَّث بغيره لا يبالي بما فُعل فيه وهو مَجاز . اسْتُهْتِرَ بفلانة وأُهْتِرَ بها : لا يبالي بما قيل فيه لأجلها وشُتِم له وهو مَجاز . في حديث ابن عمر : " اللهُمَّ إنّي أعوذ بك أن أكون من المُسْتَهْتِرين " المُسْتَهْتَر : الذي كثُرَت أباطيله . يقال : اسْتُهْتِرَ فلانٌ فهو مُسْتَهْتَرٌ إذا كان كثيرَ الأباطيل . وقال ابنُ الأثير : أي المُبْطِلين في القول والمُسقطين في الكلام وقيل : الذين لا يبالون ما قيل لهم وما شُتِموا به ؛ وقيل : أراد المُستَهتَرين بالدُّنيا وقد اسْتُهْتِرَ بكذا على ما لم يُسمَّ فاعلُه إذا فُتِنَ به وذهب عَقْلُه فيه وانصرفَتْ هِمَمُه إليه . حتى أكثرَ القولَ فيه بالباطل . وهو مَجاز . وتَهاتَرا : ادَّعى كلٌّ على صاحبه باطلاً ومنه الحديث : " المُسْتَبّان شَيْطَانانِ يتَهاتَرانِ ويَتَكاذَبان " أي يَتقاولان ويَتقابَحان في القول من الهِتْر بالكسر وهو الباطل والسَّقَطُ من الكلام . وهاتَرَهُ : سابَّه بالباطل من القول نقله ابنُ الأَنْباريّ عن أبي زيد قال ثعلب : وأما غيره فقال : المُهاتَرَة : القولُ الذي يَنْقُض بعضُه بعضاً يقال من ذلك : دَعِ الهِتارَ . من ذلك التَّهاتِرُ بكسر التاءِ الثانية وهي الشَّهاداتُ التي يُكذِّبُ بعضُها بعضاً كأنّها جمع تَهْتَرٍ كَجَعْفر ؛ وتهاتَرت البَيِّنَتَان : سَقَطَتا وَبَطَلتا . ورجلٌ هِتْرُ أَهْتَارٍ : موصوفٌ بالنَّكراء أي داهيةُ دَوَاَهٍ وهِتْرٌ هاتِرٌ مبالغةٌ وفي الصّحاح : تَوْكِيد له قال أوس بن حجر : .
ألمَّ خَيَالٌ من تُماضِرَ مَوْهِناً ... هُدُوَّاً ولم يَطْرُقْ من الليل باكِرا .
وكان إذا ما التَمَّ منها بحاجةٍ ... يُراجِعُ هِتْراً من تُماضِرَ هاتِرا يُراجع هِتْراً : أي يعود إلى أن يَهْذِي بذِكرِها . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : رجلٌ مُهْتَرٌ : مخطئٌ في كلامه . واسْتُهْتِر الرجل : لم يَعْقِل من الكِبَرِ عن أبي زيد . وهَتْرُونة بالفتح : ناحيةٌ بالأندلس من بطن سَرَقُصْطَة . والهِتارُ ككِتابٍ : لَقَبُ قُطبِ اليمن طَلْحَة بن عيسى بن إبراهيم دَفينُ التُّرَيْبةِ إحدى قرى زَبيد توفِّي سنة 780 وآل بيته مَشْهُورون وفيهم رِياسةٌ وجلالةٌ . وكان منهم الشيخ العالم المُرْتاض المُنْجَمِع عن الناس الطاهر بن المُحَجَّب الهِتاريّ بكَفْر الحِمَى بمقام سيدي أُوَيْس القرنيّ بالقُرب من زَبيد . ومحمد بن يوسف بن المِهْتار كمِحْراب حدَّث وأبوه صاحبُ الخطّ الفائق . وكمِنْبَر مع تثقيل الراءِ أبو البَدر عبد الرحيم بن محمد بن المِهْتَرّ النَّهاوَنْديّ سَمِعَ أبا البدر الكَرخيّ ومحمد بن أبي العلاءِ بن أبي بكر بن المُبارَك النَّجمي المصريّ يُعرَف بابن أخي المِهْتَرّ سمعَ من مُكرم بن أبي الصَّقْر مات بالقاهرة سنة 662 عن ثمانين سنة ذكره الشريف في الوَفَيَات . تذنيب : في الحديث : " سبق المُفْرِدون قالوا : وما المُفرِدون ؟ قال : الذين أُهْتِروا في ذِكرِ الله يَضَعُ الذِّكرُ عنهم أَثْقَالَهم فَيَأْتون يومَ القيامةِ خِفافاً " والمُفردون : الشيوخ الهَرْمى معناه أنّهم كَبِروا في طاعةِ الله وماتت لَذَّاتُهم وذهبَ القَرنُ الذين كانوا فيهم ومعنى أُهْتِروا في ذِكرِ الله أي خرِفوا وهم يَذْكُرون اللهَ يقال : خَرِفَ في طاعةِ الله أي خَرِفَ وهو يُطيع الله . ويجوز أن يكونَ عَنى بالمُفردين المُتَفَرِّدين المُتخلِّين لذِكرِ الله . والمُستَهتَرون : المُولعون بالذِّكر والتَّسبيح وجاء في حديث آخر : " هم الذين اسْتُهْتِروا بذِكر الله " أي أُولِعوا به يقال : اسْتُهْتِرَ بأمرِ كذا وكذا أي أُولِعَ به لا يتحدّث بغيره ولا يَفْعَل غَيْرَه . والله أعلم .
هتكر