والجُلاَّبُ كزُنَّارٍ . وسَقَطَ الضبطُ من نُسخةِ شيخنا فقال : أَطْلقَه وكان الأَوْلى ضبْطُه . وَقَعَ في حديث عائشة Bها : " كان النبيّ A إذا اغْتَسلَ مِن الجَنابةِ دَعا بِشيْءٍ مِثْلِ الجُلاَّبِ فأَخذَ بِكفِّهِ فبدأ بِشِقِّ رأْسِهِ الأَيْمنِ ثُمَّ الأَيْسرِ " قال أَبو منصور : أَرادَ بالجُلاَّبِ ماءَ الورْدِ وهو فارِسِيٌّ مُعرَّبٌ وقال بعضُ أَصحاب المعَانِي والحديثِ كأَبي عُبَيدٍ وغيرِه إنَّما هُوَ الحِلابُ بكسْرِ الحاءِ المهملة لا الجُلاَّب وهو ما يُحْلبُ فيه لبَنُ الغَنمِ كالمِحْلَبِ سَوَاءٌ فصحّف فقال جُلاَّب يَعْنِي أَنه كان يَغْتَسِلُ من الجَنَابةِ في ذلك الحِلابِ وقيل : أُرِيدَ به : الطِّيبُ أَوْ إناءُ الطِّيبِ وتفْصِيلُه في شرح البُخارِيِّ للحافظِ ابن حَجَرٍ C تعالى .
والجُلاَّبُ : ة بالرُّهَى نَواحِي دِيارِ بَكْرٍ واسمُ نَهْرِ مدِينةِ حَرَّانَ سُمِّيَ باسم هذه القَرْيةِ .
وأَبُو الحَسنِ علِيُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ مُحمَّدِ بنِ الطَّيِّب الجُلاَّبِيُّ عالِمٌ مُؤرِّخٌ سمِع الكثيرَ من أَبِي بَكْرٍ الخَطيبِ وله ذيْلُ تارِيخِ واسِطَ تُوُفّيَ سنة 534 وابنهُ مُحمَّدٌ صاحب ذاك الجُزْءِ مات سنة 543 .
وقدْ أَجْلَبَ قَتَبَه محرَّكةً أَي غَشَّاهُ بالجُلْبَةِ وقِيل غَشَّاهُ بالجِلْدِ الرَّطْبِ فَطِيراً ثم تَرَكَه عليه حتى يَبِسَ وفي التهذيب : الإِجْلابُ : أَنْ تأْخُذَ قِطْعةَ قِدٍّ فَتُلْبِسَها رأْسَ القَتَبِ فتَيْبَسَ عليه قال النابغةُ الجَعْدِيُّ : .
أُمِرَّ ونُحِّيَ مِنْ صُلْبِهِ ... كتَنْحِيَةِ القَتَبِ المُجْلَبِ وأَجْلَبَ فُلاناً : أَعانَه وأَجْلَبَ القَوْمُ عليهِ : تَجمَّعُوا وتَأَلَّبُوا مثلُ أَحْلَبُوا بالحاءِ المُهْملَةِ قال الكُميْتُ : .
عَلى تِلْكَ إجْرِيَّايَ وَهْيَ ضَريبَتِي ... ولَوْ أَجْلَبُوا طُرًّا عَليَّ وأَحْلبُوا وأَجْلَبَ : جَعلَ العُوذَةَ في الجُلْبَةِ فهو مُجْلِبٌ وقد تقدّم بيانُه آنفاً وتقدَّم أَيضاً قولُ عَلْقَمَةَ بنِ عَبَدَةَ ومَنْ رَواهُ مُجْلَب بفتح اللام أَراد أَنَّ على العُوذَةِ جُلْبَةً .
وأَجْلَبَ الرَّجُلُ إذا نُتِجتْ ناقَتُه سَقْباً وأَجْلَبَ : ولَدَتْ إبِلُهُ ذُكُوُراً لأَنَّه يَجْلِبُ أَوْلادَها فَتُبَاعُ وأَحْلَبَ بالحاء إذا نُتِجَتْ إنَاثاً ويَدْعُو الرجُلُ على صاحبِه فيقولُ : أَجْلَبْتَ ولاَ أَحْلَبْتَ أي كان نِتَاجُ إبِلِكَ ذُكوراً لا إنَاثاً لِيَذْهبَ لَبنُه .
وجِلِّيبٌ كَسِكِّيتٍ : ع قال شيخُنا قال الصاغانيّ : أَخْشَى أَنْ يَكُون تَصْحِيفَ حِلِّيت أَي بالحاءِ المُهْملةِ والفَوْقِيَّةِ في آخِرِه لأَنَّه المشهورُ وإن كان في وَزْنِه خِلافٌ كما سيأْتي ونقَلَه المقْدِسِيُّ وسلَّمه ولم يذكره في المراصد .
قُلْتُ : ونَقَلَه الصاغانيُّ في التكملة عن ابن دُريد ولم يذْكُرْ فيه تصحيفاً ولعلَّه في غير هذا الكِتَابِ