خَفَاهُنَّ مِنْ أَنْفَاقِهِنَّ كَأَنَّمَا ... خَفَاهُنَّ وَدْقٌ منْ عَشِيٍّ مُجَلِّبِ وفي الأَساس : وَذَا مِما يَجْلُبُ الإِخْوانَ ولُكِّلِ قَضَاءٍ جَالِب ولِكُلِّ دَرٍّ حَالِب انتهى وفي لسان العرب وقَوْلُ صَخْرِ الغَيِّ : .
بِحَيَّةِ قَفْرٍ في وِجَارٍ مُقِيمَةٍ ... تَنَمَّى بِهَا سَوْقُ المَنَى والجَوَالِبِ أَرَادَ سَاقَتْهَا جَوالِبُ القَدَرِ وَاحِدَتُهَا : جَالِبَةٌ .
ويقَالُ : امْرَأَةٌ جَلاَّبَةٌ ومجَلِّبَةٌ كمُحَدِّثَةٍ وجِلِبَّانَةٌ بكسر الجِيمِ واللام وتشديدِ المُوَحَّدَةِ وبِضم الجِيمِ أَيضاً كَمَا نَقَلَه الصاغانيّ وجِلِبْنَانَةٌ بقَلْبِ إحدَى البَاءَيْنِ نُوناً وجُلُبْنَانَةٌ بِضَمِّهِما وكذا تِكِلاَّبَة أَيْ مُصَوِّتَةٌ صَخَّابَةٌ مِهْذَارَةٌ أَي كَثِيرَةُ الكَلاَم سَيِّئةُ الخُلُقِ صاحِبَةُ جَلَبَةٍ ومُكَالَبَةٍ وقولُ شيخِنا بَعْدَ قولِه مُصَوِّتَةٌ : وما بَعْدَه تَطْوِيلٌ قد يُسْتَغْنَى عنه مما يقضي منه العَجَبُ فإنَّ كُلاًّ منَ الأَوْصَافِ قائمٌ بالذَّاتِ في الغالبِ . وقيلَ : الجُلُبَّانَة منَ النِّسَاءِ : الجَافِيَةُ الغَلِيظَةُ قال ابنُ مَنْظُورٍ : وَعَامَّةُ هذِه اللُّغَاتِ عنِ الفَارِسِيِّ وأَنشدَ لِحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ وقَدْ تَقَدَّمَ في جرب أيضاً : .
" جِلِبْنَانَةٌ وَرْهَاءُ تَخْصِي حِمَارَهَابِفِي مَنْ بَغَى خَيْراً إلَيْهَا الجَلاَمِدُ قال : وأَمَّا يَعْقُوبُ فإنه روَى جِلِبَّانَةٌ قال ابنُ جِنِّي : ليست لاَمُ جِلِبَّانَة بدَلاً من رَاءِ جِرِبَّانَةٍ يَدُلُّك على ذلكَ وجُودُكَ لِكُلِّ وَاحِدٍ منهما أَصْلاً وَمُتَصَرَّفاً واشْتِقَاقاً صَحِيحاً فأَما جِلِبَّانَة فمنَ الجَلَبَةِ والصِّيَاحِ لأَنَّهَا الصَّخَّابَة وأَمَّا جِرِبَّانَة فمن : جَرَّبَ الأُمورَ وتَصَرَّفَ فيها أَلاَ تَرَاهُمْ قَالُوا : تَخْصِي حِمَارَهَا ؟ فإذا بَلَغَت المرأَةُ من البِذْلَةِ والحُنْكَةِ إلى خِصَاءِ عَيْرِهَا فَنَاهِيكَ بِهَا في التَّجْرِبَةِ والدُّرْبَةِ وهذا وقْتُ الصَّخَبِ والضَّجَرِ لأَنَّه ضِدُّ الحَيَاءِ والخَفَرِ ورَجُلٌ جُلُبَّانٌ بضمّ الجيم واللام وتشديد الموحدة وجَلَبَّانٌ بفتحهما مع تشديد الموحدة : ذُو جَلَبَةٍ أَي صِيَاح .
وجَلَبَ الدَّمُ وأَجْلَبَ : يَبِسَ رَوَاهُ اللِّحْيَانيّ .
وجَلَبَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ يَجْلُبُهُ إذا تَوَعَّدَهُ بِشَرٍّ أَوْ جَمَعَ الجَمْعَ كَأَجْلَبَ في الكُلِّ مما ذكر وفي التنزيل " وأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ " أَي اجْمَعْ عَلَيْهِم وتَوَعَّدْهُمْ بالشَّرِّ وقَدْ قُرِىءَ " واجْلُبْ " .
وجَلَّبَ عَلَى فَرَسِهِ كأَجْلَب : صَاحَ به مِنْ خَلْفِه واسْتَحَثَّهُ للسَّبْقِ قال شيخُنا : وهُوَ مَضْرُوبٌ عليه في النسخة التي بخطِّ المصنّفِ وضَرْبُه صَوَابٌ لأَنَّه تقدَّم في كَلاَمِه : جَلَّبَ على الفَرَسِ إذا زَجَرَه قلتُ : وفيه تَأَمُّلٌ .
وقَدْ جَلَبَ الجُرْحُ : بَرَأَ يَجْلِبُ بالكَسْرِ ويَجْلُبُ بالضَّمِّ في الكُلِّ مما ذُكِرَ وأَجْلَبَ الجُرْحُ : مِثْلُه كَذَا في لسان العرب وعن الأَصمعيّ : إذا عَلَتِ القُّرْحَةَ جِلْدَةُ البُرْءِ قِيلَ : جَلَبَ وقُرُوحٌ جَوَالِبُ وجُلَّبٌ أَي كَسُكَّرٍ وأَنشد : .
" عَافَاكَ رَبِّي مِنْ قُرُوحٍ جُلَّبِ وفي الأَساس : وجُلَبُ الجُرُوح : قُشُورُهَا .
وجَلِبَ كسَمِعَ يَجْلَبُ : اجْتَمَعَ ومنه في حديث العَقَبَة " إنَّكُمْ تُبَايِعُونَ مُحَمَّداً عَلَى أَنْ تُحَارِبُوا العَرَبَ والعَجَمَ مُجْلِبَةً " أَي مُجْتَمِعِينَ عَلَى الحَرْبِ ومنهُمْ مَن رَوَاهُ بالتَّحْتِيَّةِ بَدَلَ المُوَحَّدَةِ وسيأْتي .
والجُلْبَةُ بالضَّمِّ هِيَ القِشْرَةُ التي تَعْلُو الجُرْحَ عِنْدَ البُرْءِ ومنه قَوْلُهُم : طَارَتْ جُلْبَةُ الجُرْحِ .
والجُلْبَةُ : القَطْعَةُ منَ الغَيْم يُقَالُ : مَا في السَّمَاءِ جُلْبَةٌ أَي غَيْمٌ يُطَبِّقُهَا عن ابنِ الأَعرابيّ وأنشد : .
" إذا مَا السَّمَاءُ لَمْ تَكُنْ غَيْرَ جُلْبَةِكَجِلْدَةِ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ تُنِيرُهَا