وقيل : التَّنقير مثلُ الصَّفيرِ . من المَجاز يقال : بينَهما مُناقَرَةٌ ونِقارٌ وناقِرَةٌ بالكَسر أي كلامٌ عن اللِّحيانيّ . قال ابن سِيده : ولم يفسِّرْه قال : وعندي هو مُراجَعَةٌ في الكلام وبثُّهما أَحاديثَهُما وأُمورَهُما . من المَجاز : النَّقْرُ : أَن تُلزِقَ طَرَفَ لِسانِكَ بحَنَكِك وتفتحَ ثُمَّ تُصَوِّتَ قاله ابنُ سِيدَه . وقال هو أَن يضع لسانَه فوق ثناياه مما يَلي الحَنَكَ ثم يَنْقُر وقيل : هو إلزاقُ طَرَفِ اللسانِ بمَخرَج النُّون ثمَّ التَّصويت به فيَنْقُر بالدَّابَّة لتسيرَ أو هو اضطراب اللسان في الفم إلى فوق وإلى أَسفل أَو هو صَوْتٌ وفي التكملة : صُوَيْتٌ يُزْعَجُ به الفَرَسُ . وفي الصحاح : نَقَرَ بالفَرَس وفي التهذيب والتكملة : ونَقَرَ بالدَّابَّة نَقْراً . وزاد في التكملة : وأَنْقَرَ بها إنْقاراً مِثلُه . وقال ابن القطّاع : نَقَرَ بلسانه نَقراً : ضَرَبَ حَنَكَهُ ليسَكِّنَ الفَرَس من قَلَقه . قلت : وهو مُخالفٌ لما ذكره الجَوْهَرِيّ والأَزْهَرِيّ وابن سِيده فليُتَأَمَّل . وقول فَدَكِيّ المِنْقَرِيّ الطّائي وهو عُبيد بن ماوِيَّة : .
أَنا ابنُ ماوِيَّةَ إذ جَدَّ النَّقُرْ ... وجاءت الخَيْلُ أَثابِيَّ زُمَرْ قال الجَوْهَرِيّ : أَراد النَّقْرَ بالخيل فلما وقف نَقلَ حركةَ الرَّاء إلى القاف وهي لغةٌ لبعض العرب وقد قرأَ بعضهم " وتَواصَوا بالصَّبِرْ والأَثابِيّ : الجماعات الواحدة منهم أُثْبِيَّة . وقال ابن سيده : أَلقى حركة الرَّاء على القاف إذ كان ساكناً لِيَعلَم السّامع أَنَّها حركةُ الحَرف في الوَصل كما تقول : هذا بَكُرْ ومَرَرْتُ بِبَكِرْ قال : ولا يكون ذلك في النَّصبِ . قال : وإن شئتَ لم تَنْقُل ووقفْتَ على السّكون وإن كان فيه ساكن . والنَّقرُ أَيضاً صويت يُسْمَعُ من قرع الإبهام على الوُسْطَى وهو مَجازٌ . وفي حديث ابن عبّاس في قوله تعالى : " ولا يُظْلَمُونَ نَقِيراً " وضَع طَرَفَ إبهامِه على باطِن سَبَّابَتِه ثمَّ نقَرَها وقال : هذا النَّقير . من المَجاز : نَقَّرَ باسمِه تَنْقيراً : سَمَّاه من بينهم وكذلك انْتَقَرَه إذا سَمَّاه من بين الجماعة . وانْتَقَرَهُ : اخْتارَهُ قيل : ومنه دَعْوَةُ النَّقَرَى . من المَجاز : انْتَقَرَ الشَّيْءَ إذا بحثَ عنهُ كنَقَّرَهُ تَنقيراً نَقَّرَ عنه وتَنَقَّرَهُ . والتَّنقيرُ عن الأَمر : البحث عنه والتَّعرُّف وفي حديث ابن المُسَيِّب بلَغَهُ قولُ عِكْرَمَةَ في الحِين أَنّه سِتَّةُ أَشْهُرٍ فقال : انْتَقَرَها عِكْرَمَةُ أي استَنْبَطَها من القرآن . قال ابنُ الأَثير : هذا إن أَراد تصديقَه وإن أَراد تكذيبَه فمعناه أَنَّه قالها من قِبَلِ نفسِه واختصّ بها . وأَنْقَرَ عنهُ إنْقاراً : كَفَّ ويقال : ضَرَبَ فما أَنْقَرَ عنه حتى قتلَه أي ما أَقْلَع عنه ومنه حديث ابن عبّاس : ما كان الله لِيُقْلِعَ ولِيَكُفَّ عنه حتى يُهلِكَه ومنه قول ذُؤَيْب بن زُنَيْمٍ الطُّهَوِيّ : .
لَعَمْرُكَ ما وَنَّيْتُ في وُدِّ طَيِّئٍ ... وما أنا عن شَيْءٍ عَنانِي بِمُنْقِرِ ونَقِرَ عليه كفَرِحَ ينقَرُ نَقَراً : غَضِبَ والنَّقِرُ : الغضبان ويقال : هو نَقِرٌ عليك . نَقِرَت الشّاةُ نَقَراً : أَصابتْها النُّقَرَةُ كهُمَزَة وهي داءٌ يصيبُ الغَنَمَ والبقَرَ في أَرْجُلِها فتَرِمُ منه بُطونُ أَفخاذِها وتَظْلَعُ . وقيل : هو التِواءُ العُرْقوبَيْن . وقال ابن السِّكِّيت : داءٌ يأْخُذُ المِعْزَى في حوافرِها وفي أَفخاذها فيُلْتَمَسُ في موضعه فيُرى كأَنَّه وَرَمٌ فيُكوى فيقال : بها نُقَرَةٌ . وعَنْزٌ نَقِرَةٌ . وفي الصحاح : النُّقَرَةُ : داءٌ يأْخُذُ الشّاةَ في جُنوبِها قال المَرّار العَدَويّ : .
وَحَشَوْتُ الغَيْظَ في أَضلاعه ... فَهْوَ يَمْشي حَظَلاناً كالنَّقِرْ