بمعنى النصارى . وَتَنَصَّر الرجلُ : دخلَ في النَّصْرَانِيَّة . وفي المُحكَم : في دينِهم . ونَصَّره تَنْصِيراً : جعله نَصْرَانيَّاً ومنه الحديث : " كلُّ مَوْلُودٍ يُولَد على الفِطرَةِ حتى يكون أبواه اللذان يُهَوِّدانِه ويُنَصِّرانِه " وانْتَصَر الرجلُ إذا امتنعَ من ظالمِه . قال الأَزْهَرِيّ : يكون الانتِصارُ من الظالم الانتِصافَ والانتِقام . وانْتَصَر منه : انتقَم . قال اللهُ تعالى مُخبِراً عن نوحٍ عليه السلام ودعائِه إيَّاه بأن يَنْصُره على قَوْمِه : " فانْتَصِرْ فَفَتَحنا " كأنّه قال لربه : انتَقِمْ منهم . وفي البصائر : وإنّما قال انتَصِر ولم يقل : انْصُر تَنبيهاً على أنّ ما يَلْحَقُني يَلْحَقُك من حيث إنّي جئتهم بأمرِك فإذا نَصَرْتني فقد انْتَصَرْتَ لنفَسِك . انتهى . وفي الكتاب العزيز أيضاً : " وَلَمَنِ انْتَصَرَ بعدَ ظُلْمِه " وقولِه عزَّ وجلَّ : " والذين إذا أصابَهُم البَغْيُ هم يَنْتَصِرون " قال ابنُ سِيدَه : إنْ قال قائل : أهمْ مَحْمُودون على انْتِصارِهم أم لا ؟ قيل : منْ لم يُسرِف ولم يُجاوِز ما أمرَ الله به فهو محمود . واسْتَنْصَرَه عَلَيْه أي على عدَوِّه إذا سَأَلَه أن يَنْصُره عليه . والمَنْصورة مفعولة من النَّصْر في عدَّة مواضِع منها : د بالسِّنْدِ إسْلاميّة وهي قَصَبَتُها مدينةٌ كبيرةٌ كثيرةُ الخَيْرات ذات جامعٍ كبيرٍ سَوارِيه ساجٌ ولهم خليجٌ من نهرِ مِهْران . قال حمزة : وهمناباذ : مدينةٌ من مدن السِّند سَمَّوها الآن المَنْصورة . وقال المَسْعودِيّ : سُمِّيت المنصورة بمنصور بن جُمْهُور الكلْبِيّ بناها وكان خرج مخالفاً لهارون وأقام بالسِّند . وقال المُهَلَّبيّ : سُمِّيت لأنّ عمرَ بن حفص الملقّب بهزار مرْد بناها في أيام المَنصور من بني العباس . . وفي أهلها مُروءة وصَلاح ودِين وتِجارات وهي شديدةُ الحرِّ كثيرة البَقِّ بينها وبين الدَّيْبُل ستُّ مراحل وبينها وبين المُلْتان اثنتا عشرة مرحلةً ومَلِكُهم قُرَشِيٌّ يقال إنّه من وَلدِ هَبَّار بن الأَسْوَد تغَلَّب عليها هو وأجداده يتَوارَثون بها المُلْك . منها المَنصورة : د بنواحي واسِط بالبَطِيحة عمَّرها مُهَذّب الدَّولة في أيام بَهاءِ الدولة بن عَضُد الدولة وأيام القادر بالله وقد خَرِبَت ورُسومها باقية . منها المنصورة وهي اسمُ خُوارِزْم القديمة التي كانت على شَرقيّ جُيْحُون ومقابل الجُرْجانيّة مدينة خُوارزم اليوم أخذها الماءُ حتى انتقل أهلها بحيث هم اليوم . منها المنصورة : د قُربَ القَيْروان من نواحي إفريقية اسْتَحْدَثها المنصور بن القائم بن المَهْدِيّ الخارِج بالمَغْرِب سنة 337 وعمَّر أسواقها واستوطَنَها ثم صارت منزلاً لملوك بين باديس فخَرَّبها العربُ بُعَيْد سنة 442 فكانت هي فيما خربتْ هذه يقال لها المنصورِيَّة أيضاً خاصّةً بالنِّسْبَة قيل سُمِّيت بالمَنصور بنِ يوسف ابنِ زيري بن مناد جدّ بني باديس . منها المنصورة : د ببلاد الدَّيْلَم هكذا في سائر النسخ وهو غلطٌ وصوابُه : ببلاد اليمن كما حقَّقه ياقوت وغيرُه وهي بين الجَنَد ونَقيل الحمراء وكان أوّل من أسَّسَها سيف الإسلام طُغْتَكِين بن أيُّوب وأقام بها إلى أن مات بها فقال شاعره الآميّ : .
أَحْسَنَتْ في فِعالِها المَنْصورَهْ ... وأقامَتْ لنا من العَدْلِ صُورَهْ .
رامَ تَشْيِيدها العزيزُ فاعْطَتْ ... هُ إلى وَسْطِ قَبْرِهِ دُسْتورَهْ